كلمة عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد المجاهد محمد حسن عزقول في حسينية بلدة ياطر الجنوبية
كلمة لعضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد المجاهد محمد حسن عزقول في حسينية بلدة ياطر الجنوبية بحضور وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش وعدد من رجال الدين وفعاليات وشخصيات وحشد من الأهالي، وقد جاء فيها:
لقد حمينا لبنان وأهله وشبابه وبناته بالدماء الزكية التي لولاها لكان هذا البلد قاعاً صفصفا، إلا أنه وبالمقابل فقد تبيّن لنا في الآونة الأخيرة أن آفة الاتجار بالبشر قد وصلت إلى لبنان، فمن خلال الجهد الذي قام به حزب الله تبيّن أن سبي النساء في سوريا كان له شركاء في لبنان، حيث أن هناك من كان يسبي ولا زال في سوريا، ومن ثم يبيع سبيه إلى شبكات البغاء والدعارة في لبنان، وفي هذا الإطار فقد تمّ إنقاذ 75 فتاة منهن بفضل يقظة حزب الله وثقة هؤلاء المستضعفات به، فبعد أن هربت أربع منهن قبل فترة، ووقوعهن في أيدي أحد الأجهزة الأمنية اللبنانية، الذي أعاد تسليمهنّ إلى الشبكة المشغلة والمعروفة، لم تجد تلك الفتيات من تلجأ إليه في هذا البلد سوى حزب الله، وهي بذلك لجأت إلى المكان الصحيح، وبناء على هذه المعلومات انطلقت عملية البحث من قبل الاستقصاء فتم الكشف عن وجود هؤلاء الفتيات المقهورات المسبيات، وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه من الخطأ القول "شبكة الدعارة في المعاملتين"، بل الصحيح قوله هو "أن هناك سبي وبيع وشراء ونخاسة كان يقوم بها أشخاص معروفون، وبناء عليه فإن الواجب الأخلاقي والإنساني يفترض بنا نحن اللبنانيون أن نواجه هذه المسألة، وأن لا نسمح بلفلفتها وضرب ستار من الصمت حولها، كما نحذر من إدخالها في غياهب الظلام، لأن هذه هي لعبتهم المعروفة التي يراد منها إما شلّ يد القضاء، أو تطويعه لغاياتهم السياسية.
إننا اليوم على يقظة تامة في متابعة هذا الموضوع لنصل إلى خواتيمه، ونحن نريد أولاً استكمال التحقيقات لكشف المتورطين في عمليات الخطف والسبي في سوريا، وأن نعرف من هو الذي يقوم بذلك هناك، لأنه يمكن الوصول إلى الأسماء، فالمجموعات التي تقوم بالخطف والسبي، هي مجموعات معروفة ومسلحة وترفع الشعارات في هذا المجال، بل هي تجاهر علناً بأنها تقوم بعمليات السبي وبيع النساء والفتيات، وكذلك فإننا نريد أن نعرف أيضاً من هي الشبكات في لبنان التي اشترت الفتيات والنسوة من هذه المجموعات، مع ملاحظة أن هناك مجموعات في لبنان تصرّفت أيضاً بمنطق السبي، فعندما كانت تخرج الفتاة من سوريا وتصل إلى لبنان، كان المسلح في لبنان يضع يده عليها، ويعتبر أنها صارت ملك يمينه، ومن هنا فإننا نريد أن تتحدد أسماء هؤلاء المتورطين، وأن يلاحقوا ويعتقلوا وينزل بهم أشد العقوبات، وبعد ذلك كله وكخطوة ثانية فإننا نريد أن نعرف إذا تمّ تفكيك هذه الشبكات الناشطة، وهل وضع جميع أفرادها في السجون، أم أن عمليات الاعتقال والملاحقة لم تستكمل، ولذلك فإننا لن نسكت على أي محاولة للفلفة هذا الموضوع وطيّه، وسنتابع هذه الأمر من خلال المجلس النيابي ولجنة حقوق الإنسان، ويجب أن لا تقتصر المتابعة فقط هنا في لبنان، بل يجب أن تشمل الدول الأخرى، لأن هذه الشبكات كما خطفت وباعت في لبنان، فهي تخطف وتبيع لبلاد أخرى، ومن هذا المنطلق يكون قد وجب على المجتمع الدولي بمنظماته الإنسانية والإغاثية المشاركة المباشرة بالكشف عمّا جرى، والوقوف إلى جانب تلك النسوة، وكشف المتورطين، وفي هذا الصدد فإننا بدورنا سنكون الأمناء على هذه القضية إلى جانب الأمناء على حقوق الإنسان في لبنان، ونقول ذلك بوضوح حيث أننا نريد أن يتمّ التعامل مع هذه القضية على أساس حقوق الإنسان، فلا نريد توظيفاً سياسياً لها، بل علينا أن نقاربها من زاوية حقوق الإنسان، وهكذا ستتم مقاربتها.
يتبدى مرّة أخرى أن هذه الثلة الطيبة من المجاهدين الذين يقضي من بينهم شهداء، هي محل الثقة في استعادة الكرامة والعزة، ويتبيّن أن على هذه الثلة من المجاهدين في حزب الله يعلّق الأمل في استعادة الدولة لمقدراتها، والإنسان لكرامته وحقوقه الإنسانية الطبيعية البديهية، ولا ننسى في الوقت نفسه أيضاً أننا وضعنا اليد على الشركات غير الشرعية التي كانت ولا تزال تحرم الخزينة اللبنانية من مليارات الليرات بسبب عملها المخالف للقانون، والذي يعرّض أمن البلاد إلى الاختراق المعادي، وحسناً تفعل لجنة الاتصالات بمتابعة هذا الموضوع بالشراكة والرعاية من جانب دولة الرئيس نبيه بري، وفي الإطار نفسه ستعمل أيضاً لجنة حقوق الإنسان لكشف أبعاد هذه قضية (شبكات السبي) المخزية، والتي سنثيرها في كل محفل، حيث أن هناك نموذجاً من الفتاة الأيزيدية التي وقفت في مجلس الأمن أو في البرلمان الأوروبي، وعليه فإنه يجب إقفال الثغرة التي ينفذ منها أولئك المتورطون بهذه القضية، وهذا أمر يتطلب عملاً جاداً على الصعد كافة، ابتداءً من الصعيد الأمني وصولاً إلى الصعيد السياسي والثقافي والدولي، فهذه هي المسؤوليات التي يجب أن نتحمّلها، فنحن لا نكتفي ببذل دمائنا في سوريا لنحمي بلدنا، بل إننا نحرص على بقاء هذه الدماء حيّة وفاعلة، لتتابع الفساد المستشري على أي صعيد، ولذلك فإن كل نقطة دم من شهيد تراق، إنما هي تجري في عروقنا وعروق أبنائنا الذين سيواصلون مسيرة الجهاد والاستشهاد حتى تحقيق الحقوق.