كلمة عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي خلال احتفال تكريمي أقامه حزب الله للشهيد المجاهد دياب محمد زبد في حسينية بلدة المنصوري الجنوبية بحضور عدد من رجال الدين وشخصيات وفعاليات وحشد من الأهالي.
وقد جاء فيها: بالأمس أطلقت ما تسمى داعش تهديداً للبنانيين ولا سيما لشركائنا بالوطن المسيحيين، إلاّ أن صداه كان أن اللبنانيين وفي طليعتهم المسيحيون يشعرون بأن لبنان محصّن، فالذي يرد اليوم على تهديد داعش للبنانيين هو معادلة الجيش والمقاومة والشعب، والذي يحمي اللبنانيين اليوم ليس النظام السعودي الذي بلع هبته التي وعد بها اللبنانيين، بل إن من يحمي لبنان اليوم هم أبطال الجيش اللبناني الذين رغم الحصار التسليحي الذي يضربه النظام السعودي عليهم نزلوا إلى ساحات القتال وواجهوا التكفيريين، والذي يحمي اللبنانيين اليوم هم مقاتلوا حزب الله الذين في كل مواجهة حصلت مع التكفيريين كانت يدهم هي العليا، وبالتالي فإنه بفضل هؤلاء المقاتلين تغيّر ميزان القوى الميداني في سوريا،فأبطلنا محاصرتهم للبنان، وارتسمت بشائر النصر في الأفق، ولن نخرج حتى تحقيق الانتصار التام.
إننا لا يهمنا ما أقدم عليه النظام السعودي بالأمس لناحية استصدار قرار لجامعة الدول العربية، فالله وحده يعلم إن كان قراراً أو رأياً لبعض الأنظمة، لأننا كما رأينا بعد اجتماع وزراء داخلية العرب، أن كثيراً من الدول تنصّلت من القرار الذي أعلن، واليوم نحن نرى أن ما يصدر ليس إلاّ دعاية يبثها النظام السعودي، ولا قيمة للقرارات العربية إن لم تحظى بالإجماع، ففي حين أنه يكفي اعتراض لبنان حتى يسقط الإجماع العربي، فكيف إذا اعترض العراق وغيره من الدول العربية.
إن قرارات الجامعة العربية اليوم وبافتقارها إلى الإجماع العربي لا قيمة لها، وهي ليست إلاّ مزيداً من الدعاية السعودية التي تستهدف المقاومة في لبنان، ونحن في المقابل نقول للنظام السعودي، هذه ليست المرة الأولى التي تشَنّ علينا فيها حملة تستهدف تشويه سمعتنا، ولقد سبقك إلى ذلك أسيادك وحلفاؤك، فقد سبق للإدارة الأميركية أن صنفتنا على لوائح الإرهاب، وسبق لحليفك الصهيوني أن فعل ذلك، ولكن ماذا كانت الثمرة من هذا التصنيف، وهل أدت إلى إضعافنا أو إلى وهن فينا، على العكس تماما، حيث كنا نحقق الانتصار تلو الآخر، ولذلك فإن هذه الحملة السعودية لا تدين حزب الله، بل تدين نفسها، لأن من يقف في وجه حزب الله هو من يقف في معسكر العداء للعرب والموالاة للصهيونية، في حين أن النظام السعودي ما كان يوماً نظاماً عروبياً، وتسميته بحد ذاتها تعبر بفجاجة عن انتماء قوم يعدّون بالملايين إلى أسرة حاكمة، وإن تسمية مواطن بالانتساب إلى أسرة وليس إلى العرب ولا الإسلام هو بحد ذاته إهانة للمواطن وإساءة للعروبة، ولذلك فإن النظام السعودي حتى لو قلنا له المملكة العربية السعودية يشكّل إساءة للعروبة، لأنه يفترض بحسب ما هو قائم أن يكون الانتساب للعروبة أعلى، بينما أنتم تنسبون الناس إلى أنفسكم، وأما إذا نظرنا في التاريخ، فلم يكن النظام السعودي يوماً إلا خنجراً في ظهر الأمة العربية، وما من مؤامرة حيكت ضد موقع قومي عربي إلاّ كان النظام السعودي مخططاً أو ممولاً أو داعماً أو مغطياً لها، وهو الذي اخترع واختلق مقولة التناقض بين الإسلام والعروبة في مواجهته للزعيم العربي الكبير جمال عبد الناصر، ومن ثم يأتون اليوم ليحدثونا عن العروبة وهم منها براء، وفي المقابل فإن الذي يمثّل العروبة بحق هو الذي يواجه أعداء العرب من الإدارة الأميركية التي تبغي تقسيم العالم العربي إلى الكيان الصهيوني الذي يفتك بالشعب الفلسطيني، ولذلك فإننا نحن من نعطي الشهادة ولا ننتظرها من أحد، بل إن من حقنا أن نقول إن الإرهابي الحقيقي هو النظام السعودي، وفي هذا الإطار إذا راجعنا ما كتبه الأميركيون عن ذلك، نجد أن من موّل عصابات الكونترا في نيكاراغوا هو بندر بن سلطان بأموال سعودية، وأن من موّل الكونترا السورية في مواجهة الدولة برئاسة الرئيس بشار الأسد هو النظام السعودي بأركانه.
إننا آلينا على أنفسنا أن ندافع عن وطننا وشعبنا وأهلنا ولا تؤثر فينا هذه الادعاءات، ولكن لنضع النقاط التالية على الحروف:النقطة الأولى، أليس لافتاً للنظر أن يأتي التصنيف السعودي لحزب الله بالإرهاب متساوقاً مع البيان الذي أصدرته داعش تهديداً للبنانيين والمسيحيين، مع العلم أن النظام السعودي ينتقم من أي جهة تعارضه عبر أدواته المباشرة وغير المباشرة وفي طليعتها التكفيريين، ولذلك نقول اليوم إن قلوبنا على الجزائر وعلى تونس، وأما اليمن فكان في وجداننا وسيبقى كذلك، ولن نصمت عن الجريمة السعودية اليومية التي ترتكب فيه.
النقطة الثانية، يجب أن ننتبه إلى أن التحريض السعودي إذا وجد له آذاناً صاغية في لبنان فإنه يمس الاستقرار اللبناني، ولكن يجب أن نوضح أيضاً أن المتضرر الأول من التحريض السعودي سيكون الآذان الصاغية، ومن هنا نهيب باللبنانيين جميعاً أن لا يصغوا إلى التحريض السعودي، لأن هذا النظام لا يأسف حتى لو قتل من ينتمون إليه دفاعاً عن حقده الشخصي فضلاً عن مصالحه وموقعه ودوره، ولذلك فإننا نقول لشركائنا في الوطن، إذا أردتم الاستقرار فطريقكم الابتعاد عن التحريض السعودي