رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن النظام السعودي بات يخشى كلمة المقاومة، وهو أمر طبيعي في أن يخافوا ويرتجفوا من موقف حزب الله، لأن كلمة الحق على مر العصور والتاريخ كانت ولا تزال تزلزل عروش الطغاة، وهي اليوم أشدّ على الملوك من ضراوة الحروب، ومن هنا فإننا نجدهم يخافون خطابات سيد المقاومة، معتبراً أن كل ما تريده السعودية الآن هو أن نسكت عن جرائمها في اليمن والبحرين والعراق وسوريا وعن كل محاولاتها في ابتزازها الموقف اللبناني، إلا أن لبنان اليوم وبالرغم من كل التحريض والتهويل والابتزاز، هو في حصن حصين بفضل معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وبالتالي فإنه في أعلى مستويات المنعة أمام أي عدوان إسرائيلي أو تكفيري.
كلام الشيخ قاووق جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد المجاهد محمد باقر محمد وهبي في حسينية بلدة محرونة الجنوبية بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي إلى جانب عدد من القيادات الحزبية ورجال دين وفعاليات وشخصيات وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة.
وأكد الشيخ قاووق أن كثرة الهجمات الإعلامية على المقاومة لن تغيّر من واقع المعادلات والتوازنات القائمة، فالسعودية اليوم بحالة توتر، وهي تشنّ على المقاومة حرباً مشابهة لحرب تموز عام 2006، ولكن بصيغة سياسية وإعلامية واقتصادية، ظناً منها أننا سنخاف أو نتراجع أو نخضع أو نركع، ولكن آن الأوان لنقول لهم نحن في لبنان المقاومة المنتصر على التكفيري والإسرائيلي، وعليه فإن كان الاستهداف لحزب الله من أجل إخافتنا أو تغيير قرارنا أو إذلالنا فقد فشلتم، لأننا نمتلك من الإرادة التي تصمد أمام جيوش إسرائيل، وبالتالي فلا معنى للحديث عن حملات إعلامية سعودية بائسة، مضيفاً أن هذه الهجمة الإعلامية المركزّة على حزب الله قد أدّت إلى نتائج عكسية، بدليل أنهم إن كانوا يراهنون على ابتعاد الناس عن المقاومة، ولكننا رأينا في اليومين الماضيين أن الناس في لبنان والعالمين العربي والإسلامي لم يزدادوا إلاّ تأييداً ووفاء ومحبة للمقاومة وسيدها.
وقال الشيخ قاووق إنه كفى إدانة للحملة السعودية أن إسرائيل ترحب بها، وكفى فضيحة لفريق 14 آذار أن إسرائيل تمتدح إساءاتهم بحق المقاومة، معتبراً أن السعودية تكون قد قدمت أكبر خدمة للمقاومة، عندما أسقطت عن وجهها قناع مملكة الخير، ولم يعد هناك في لبنان من يصدق أن السعودية تقدم بالمجان، بل بات الجميع يعرف أنها لا تقوم بذلك إلا من أجل التبعية والهيمنة وإذلال اللبنانيين، ومن هنا فقد جاء الوقت الذي ينبغي الكشف فيه عن حيثيات صفقة السلاح للجيش اللبناني، فيومها كان النظام السعودي يريد منع مرور حزب الله إلى سوريا عبر الحدود، وكانت قوى 14 آذار تروّج أن الجيش اللبناني لا يستطيع ذلك بحجة أن حزب الله أقوى منه، فعندها كان القرار بتسليح الجيش رهاناً على تغيير هويته الوطنية، ولكن لما علم النظام السعودي باستحالة تغيير الهوية الوطنية للجيش، وجد أن الهدف من المكرمة السعودية قد انتفى، فعمد إلى إلغاء الهبة.
وأكد الشيخ قاووق أن الحملات الإعلامية والسياسية والنفسية التي ينظمها السعودي لن تستطيع أن تغير مثقال ذرة من قرار حزب الله بالتدخل في سوريا لمواجهة التكفيريين، أو في استمرار التنديد بالسياسات السعودية الظالمة في اليمن والبحرين والعراق وسوريا، وليقولوا ما يقولوا، وليفعلوا ما يفعلوا، فلو كان الكلام والإعلام العربي يغيّر المعادلات، لتحررت فلسطين منذ عام 1948، مشدداً على أن المعادلات التي ثبتناها في ميادين القتال هي راسخة أكثر من الجبال، وبالتالي فإن المقاومة التي استطاعت بقدراتها أن تكون عقبة أساسية أمام أي عدوان إسرائيلي أو تكفيري، هي اليوم تشكل العقبة الأساسية أمام المشروع السعودي في لبنان والمنطقة، الأمر الذي جعلهم يفقدون أعصابهم، خصوصاً بعدما وجدوا أن مشاريعهم تتهاوى في اليمن والبحرين والعراق، وكذلك في سوريا التي كلما انتصرت مع المقاومة، فإن المشروع السعودي ينحسر ويتراجع ويتقزم إلى حد التلاشي.
ورأى الشيخ قاووق أن المشروع التكفيري الذي لا يزال يتمدد من بلد إلى بلد، قد وصل إلى بلدنا لبنان وتوقف، فداعش التي لا تزال تتمدد في اليمن، وتهاجم على أبواب بغداد، وتتمدد في ليبيا ومالي والكاميرون ونيجيريا وأفغانستان، وفي ماليزيا وأندونيسيا، وفي كل أرجاء الأرض، إلا أنها تتقزم وتنهزم أمام إرادات رجال الله في لبنان، مشيراً أن إسرائيل المهزومة والعاجزة أمام قدرات حزب الله لا تزال تجد الفرصة الاستراتيجية بالرهان على النهج التكفيري لمواجهة المقاومة، فالجيوش المشاركة في مناورات رعد الشمال والتي أتت من أكثر من عشرين دولة عربية وإسلامية وعلى رأسها السعودية، لا تقلق إسرائيل، بل تطمئنها، لأن الذي يقلق إسرائيل هو سلاح المقاومة، وأن الذي يسلب النوم من عيون الإسرائيليين ليس السلاح السعودي ولا جيوش رعد الشمال، وإنما فقط وفقط قدرات وإرادات ومفاجآت حزب الله، مضيفاً أن الإسرائيليين ومن معهم قد جربوا مواجهتنا عسكرياً فانهزموا، ثم حاولوا مواجهتنا اقتصادياً، حيث صاروا يلاحقون المغتربين اللبنانيين في دول انتشارهم، وبعد ذلك جربوا مواجهتنا سياسياً، حين وضعوا حزب الله على لائحة الإرهاب، ثم إعلامياً من خلال حملات تستهدف قادة المقاومة وسماحة الأمين العام لحزب الله، ولكنهم لم يحصدوا إلاّ الفشل والخيبة، لأنهم بعد كل الذي جربوه من حملات عسكرية وسياسية واقتصادية وإعلامية ما وجدوا غير أن المقاومة تتعاظم وتقوى عسكرياً وسياسياً وشعبياً.