رأى وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش أن الإعلان عن التحالف الإسلامي الذي صدر من المملكة العربية السعودية، يأتي في سياق الرغبة الأميركية بأن يكون هناك غطاء لسياستها الجديدة في إعطاء أولوية لمكافحة داعش والنصرة وأمثالهما، لأن دور هذه القوى الإرهابية بدأ يهدد أمن الغرب، ولكن وفي المقابل فإن على من يدعي أنه يريد مكافحة الإرهاب أن لا يكون متورطاً في دعم هذا الإرهاب، بل عليه أن يسهم في الحل السياسي لإنهاء محنة الشعب في سوريا، لا أن يبقى جزءاً من معركة إسقاطها، وداعماً للجماعات المجرمة التي ارتكبت ولا تزال المجازر بحق سوريا، وكذلك عليه أن يقفل مدارس الحقد والجهل والكراهية والفتنة التي تنشأ في العالم الإسلامي بتمويل ودعم لا حدود له من أجل بث ثقافة الكراهية والعداء للإنسان، وتخريج التكفيريين الظلاميين، فهذه المدارس هي المسؤولة عن تفشي هذا الوباء التكفيري، الذي يكافح بعدم التعاطي مع أعراضه، وباستئصال أسبابه التي تكمن بوضوح في المدرسة الوهابية.
كلام الوزير فنيش جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد المجاهد محمد ناصيف سموري في حسينية بلدة شحور الجنوبية، بحضور عدد من القيادات الحزبية والعلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من الأهالي.
واعتبر الوزير فنيش أن الحديث عن مشاركة دول دون أن يكون لها علم أو رأي أو قرار، يكشف بوضوح عدم احترام مؤسس هذا الحلف الإسلامي لأبسط قواعد العلاقة بين الدول، مشدداً على أن لبنان لم يقرر المشاركة في هذا التحالف المشبوه، ولن يكون جزءاً منه، لأنه ليس واضحاً لا بأهدافة ولا بآلياته ولا بتحديد من هو الإرهابي والتكفيري، ومن هم هؤلاء الذين يريدون محاربتهم، وبأيّ وسائل وآليات، مضيفاً أنه عندما نجد من يتحدث عن مشاركة لبنان دون احترام قرار الدولة اللبنانية، فهذا يعكس كيفية تعامل قطب هذا التحالف أي المملكة العربية السعودية مع العديد من الدول، بحيث أنها لا تبلّغ المسؤولين فيها كي يتشاوروا في الأمر ثم يصدروا موقفاً واضحاً بخصوص المشاركة أو عدمها، ولكن عندما يعلن القيمون على هذا التحالف عن مشاركة بعض الدول دون أن يكون لديها علم بذلك، فهذا يؤكد أنه ليس هناك في قاموس هؤلاء الحد الأدنى من لياقة التعامل مع الدول، فضلاً عن احترام أبسط القواعد الديمقراطية.
وشدد الوزير فنيش على أننا في لبنان لسنا بحاجة إلى من يعطينا شهادة في مقاومتنا للخطر الذي يتهدد وطننا، فبعد فترة من الزمن، وبعدما توضحت غايات الذين تورطوا في دعم الجماعات التكفيرية في سوريا، وبات خطر هذه الجماعات يهدد كل لبنان، كنّا أول من تصدى لهم من خلال معادلة عنوانها المقاومة، والتعاون مع الجيش والقوى الأمنية، وبادرنا وقدمنا وما نزال شهداء أعزاء دفاعاً عن وطننا، مضيفاً أننا وكما لم نقصّر في التصدي للاحتلال الإسرائيلي وتحرير الأرض، لن نقصّر في دفع خطر التكفيري الإرهابي عن لبنان، فبهذه العلاقة التكاملية بين المقاومة والجيش والقوى الأمنية استطاع لبنان أن يحمي أمن اللبنانيين جميعاً، ما يؤكد بأننا لسنا بحاجة لمثل هذه الأحلاف التي تفتقد إلى الصدقية والجدية في التصدي للمشروع الإرهابي التكفيري.