رأى رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد إبراهيم أمين السيد في موضوع الحلف السعودي-الإسلامي الذي أعلن عنه، أنه من ناحية الشكل فإن هناك مهزلة ومسرحية وفضيحة، بأن يأتي الإعلان عن تحالف بهذه الخطورة والضخامة والحجم، بهذا الشكل من الإخراج الإعلامي والإعلاني له، وهو ما يعتبر فضيحة، سيما بعدما تبين أن هناك كثيراً من الدول ليس لديها علم بذلك، ولم يخبروها حتى عبر الهاتف، فوزير الخارجية الباكستاني يقول نحن مذهولون من وضع إسمنا في هذا التحالف من دون أن يكون لدينا علم بذلك، كما أن أندونيسيا لم تكن موجودة، بينما ماليزيا كانت موجودة إلا أنها عادت وخرجت منه، فيما عبرت تركيا بلغة دبلوماسية متحفظة بشكل من الأشكال عن هذا الإعلان، مشيراً إلى أنه وبحسب مختلف التحليلات السياسية فإن الأمر يتعلّق بالتوقيت السياسي لهذا الأمر، حيث أعلن عن هذا التحالف في الوقت الذي بدأت فيه المفاوضات السياسية حول اليمن في سويسرا، في محاولة منهم للإيحاء بأنهم قد أحرزوا انتصارات هائلة في اليمن وأنهم سيكملون انتصاراتهم في أماكن أخرى، ولذلك فإن هذه الإيحاءات هي إيحاءات إعلامية ليست مقبولة كثيراً.
كلام السيد أمين السيد جاء خلال اللقاء السياسي الخاص الذي نظمه حزب الله للجان العلاقات العامة في منطقة الجنوب الأولى، والذي أقيم في حسينية شهداء بلدة ديرقانون النهر.
واستغرب السيد أمين السيد قيام السعودية بإنشاء هذا التحالف ضد الإرهاب، وكأن هناك أحد يشكّل تحالفاً ضد نفسه، وهو يمثل في الوقت نفسه الإرهاب، والدولة الإرهابية التي تصدر الفكر الإرهابي والتكفيري إلى كل العالم، وهي وراء كل مؤسسات هذا الفكر في العالم، ومع كل ذلك فكيف لها تريد أن تقيم تحالفاً ضده، معتبراً أن هذا هو نوع من محاولة الإيحاء بعظمة هذه الدولة، وهذا الدور، وهذا الموقع، وكأنهم يبعثون برسائل إلى من يهمه الأمر، بأنهم أقوياء وعظماء ويوجد خلفهم عدد كبير من الدول، مؤكداً أن هذا لا يفيد أيضا، بل هو إمعان في الاستمرار بسياسة الجنون وعدم التوازن، الأمر الذي سيكون له نتائج في استمرار إيجاد حالة التدمير للمجتمع الإسلامي والتقاتل في داخله، فهم قد ضيعوا الطريق، لأن الطريق الأسلم لهذه المنطقة وهذا الإقليم في الشرق الأوسط هو في أن تكون منطقة تعيش نوعاً من التعاون والتكامل بين دولها، وتبادر لحل أزمات ومشاكل الشعوب فيها، فهذا هو الطريق الصحيح، وليس إعلان أحلاف من النوع الذي يجري اليوم.
واعتبر السيد أمين السيد أن الإعلان عن هذا التحالف هو مسرحية إعلامية، وإن كانت تخفي نوايا سيئة وإجرامية وعدوانية، فهم يحاولون من خلال هذا الإعلان الإيحاء وكأنهم يمررون من تحته رسائل للتفاوض بين السعودية وغيرها، وهم الذين وصل بهم الحال في تحالف اليمن إلى حد المجيء بشركة "بلاك ووتر" لتقاتل مع السعودية في اليمن، فلا أدري من سيبقى في هذا التحالف الجديد في حال أرادت السعودية فتح معركة مع أحد، ومن أين سيأتون بمن يقاتل، وهم الذين لا يمتلكون أصلاً جيشاً يقاتل، وإلا لكانوا يدافعون عن حدود الأراضي السعودية في اليمن.