رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أنه ومن خلال صفقة التبادل الأخيرة كشف للجميع أن هناك جزءاً من أراض لبنانية يحتلها عدو إرهابي تكفيري، وهو ما بدا واضحا أمام العيان عندما كان عناصر هذه الجماعات تقوم باستعراضات عسكرية أمام شاشات التلفزة، وقد اعترفت بذلك السلطات الرسمية في لبنان عندما أكدت أن هناك بلدة وجروداً لبنانية محتلة، طارحاً مجموعة من التساؤلات حول حقيقة موقف الدولة والقوى السياسية التي تدعي السيادة والاستقلال والحرية وما شابه، ألا يُعدّ هذا انتقاصاً للسيادة واحتلالاً معادياً لأرض لبنانية، ألم يكن احتجاز هؤلاء العسكريين اللبنانيين اعتداء على لبنان، ألا يجب أن يكون الموقف هو موقف التصدي والعمل على تحرير هذه الأرض، ألم يكن مشروع هؤلاء الإرهابيين لولا تصدي المقاومة والجيش اللبناني لهم، وباعترافات خلاياهم التي تم تفكيكها، هو التمدد أكثر إلى مزيد من القرى البقاعية ومنطقة الشمال من أجل إقامة إمارة لهم، ألا يفرض ذلك على الدولة والقوى السياسية أن تحزم أمرها لتعمل على تحرير هذه الأرض والبلدة المحتلة، أم أنهم سيتعاملون مع الأمر مثلما جرى التعامل مع الجنوب من قبل الدولة وبعض القوى السياسية منذ نشأة الدولة في لبنان، فهم لم يعيروا هذا الاحتلال اهتماماً بل بالعكس تركوا هذه المنطقة تحت الاحتلال الإسرائيلي، ولو لم تنشأ مقاومة في لبنان كانت بدأت مع الإمام السيد موسى الصدر واستمرت، لكانت أرضنا لا تزال محتلة حتى الآن، وما كان هناك من أحد قد حرر ولا سأل، تماماً مثلما لو أننا كمقاومة تركنا التكفيريين اليوم لكانوا احتلوا كل لبنان ولم يسأل أحد، مؤكداً أنه وأمام انكشاف وجود احتلال للأرض اللبنانية على مرأى الجميع اليوم، فإن المطلوب من الجميع أن يلتحقوا بركب الموقف الذي اتخذته المقاومة من أجل تحرير الأرض وطرد هذه الجماعات من بلادنا، لأن المقاومة اليوم توفر مظلة حماية وتمنع هؤلاء من التمدد، لكن المطلوب من الجميع ما هو أكثر من ذلك أي عدم القبول بوجود هؤلاء الإرهابيين التكفيريين والمبادرة إلى اقتلاعهم من أرضنا وبلادنا، فهذا هو خيارنا الذي اتخذناه في حزب الله والذي ينبغي التذكير به، لأنه لولا المقاومة لما بقي لنا بلد ووطن، وهذا ما اكتشفه من كان يناصبنا العداء في هذا الموقف، بأنه لولا هذا خيار المقاومة الذي اتخذناه لما بقي لنا لا دولة ولا مؤسسات ولا جيش ولا قوى أمنية ولا حتى أرض، وباتوا مقتنعين بأن ما كان يخطط للبنان هو أن يكون مشهده كما نرى من مشاهد خراب وتفتيت في دول حولنا وفي كل هذا العالم.
وشدد النائب فضل الله خلال احتفال تأبيني في بلدة بليدا الجنوبية على أننا اليوم وبكل ثقة واعتزاز وافتخار نستطيع أن نقول إن مظلة الحماية التي وفرتها المقاومة بالتكامل مع الجيش استطاعت أن تجعل من لبنان بلداً آمناً مستقراً حتى لو حدثت بعض التفجيرات فيه، وأصبحنا نقول لدينا أمان أكثر من باريس، ففي السابق كنا نقول لأهلنا وإخواننا لا تقارنوا وضع لبنان بفرنسا وبريطانيا وأميركا والدول التي يوجد فيها استقرار عام، بل قارنوه بمحيطنا أي بسوريا والعراق لتروا أن وضع بلدنا أفضل بكثير على مستوى الاستقرار، أما اليوم فلم يعد هناك مانع لمقارنة بلدنا مع باريس والولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها، لأنهم يعيشون قلقاً ورعباً جراء السياسات الخاطئة التي اعتمدوها بدعم جماعات التكفير، ومن ثم انقلبت هذه الجماعات لتهدد أمنهم، ولذلك فإن بلدنا اليوم ورغم بعض التهديدات الأمنية وبفضل المقاومة والخطوات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية اللبنانية من جيش وقوى أمنية أخرى في تفكيك شبكات التخريب وملاحقتها، هو بلد يعيش أكثر نسبة استقرار مقارنة مع ما يحصل حوله في المنطقة، لذلك فإنه علينا أن نتمسك بمعادلة الاستقرار وأن يلتفّ الجميع في لبنان حول هذه المعادلة التي أثبتت أنها تستطيع أن تحمي بلدنا، لافتاً إلى أنه وفي مقابل ذلك وإذا اعتبرنا أن مظلة الحماية التي توفرها معادلة الجيش والشعب والمقاومة هي مظلة أمنية، إلا أن بلدنا يحتاج أيضاً في نفس الوقت إلى مظلة حماية سياسية من خلال العمل على استقرار المؤسسات الدستورية وتفعيل دورها واستعادة نشاطها، وهذا إنما يتم من خلال الحوارات التي تقوم بين القوى المختلفة في لبنان، كما وندعو إلى معالجة المشاكل والأزماتنا الداخلية من خلال الحوارات البناءة والجدية والتي توصل الى اتفاقات بين اللبنانيين على كيفية تأمين هذه المعالجة.