شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن جبهة النصرة ستبقى تكفيرية إرهابية مسؤولة عن دماء شهداء التفجيرات الإنتحارية في الضاحية ودماء شهداء الجيش اللبناني، وأن صفقة التبادل وتحرير العسكريين لن تغير من حقيقة جبهة النصرة الإرهابية ولا من مسؤولية ملاحقتها، لأن هذه المسؤولية هي مسؤولية وطنية، فنحن لسنا خارج التمسك بحق لبنان في ملاحقة ومحاسبة ومعاقبة القتلة التكفيريين الإرهابيين في هذه الجبهة التكفيرية، مشيراً إلى أنه في الوقت الذي لن تغير فيه هذه الصفقة من واقع استمرار احتلال وعدوان جبهة النصرة التكفيرية الإرهابية للأراضي اللبنانية، فإنها كشفت عن مقرات وصداقات وامتدادات لجبهة النصرة التكفيرية داخل لبنان، فيما كنا نحن بالمقابل نحذر ومنذ البداية من خطر التمدد التكفيري الذي ينتمي لتنظيم القاعدة والذي يهدد كل الوطن، بالرغم من أن بعض القوى السياسية كانت تنكر وجود القاعدة في لبنان وفي جرود عرسال تحديداً، وهو ما يدل على وجود التعاطف والتساهل من قبل البعض ومنذ ذلك الحين مع وجود القاعدة في لبنان، ما أدى إلى خطف وقتل العسكريين اللبنانيين.
كلام الشيخ قاووق جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد حسان عفيف جعفر في بلدة ميس الجبل الجنوبية بحضور عدد من العلماء والشخصيات والفعاليات، وحشد من أبناء البلدة والقرى المجاورة.
ورأى الشيخ قاووق أن على الدولة مسؤولية واجب تحرير الأرض اللبنانية المحتلة من التكفيريين، خصوصا بعد أن انفضحت مقرات داعش والنصرة في عرسال وجرودها، وأما أولئك الذين طالما طالبوا باستعادة قرار الحرب والسلم، فهم الآن أمام امتحان تاريخي لمعرفة جدية هذا القرار في تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة من العصابات التكفيرية، لأنه لا يجوز التجاهل والتعامي عن هذا الاحتلال، وأن استمراره يشكل خطراً كبيراً على مستقبل لبنان وكل اللبنانيين، فهؤلاء التكفيريون ينتظرون الفرصة للانقضاض مجدداً على لبنان بإرسال السيارات المفخخة، والقيام بعميات الخطف، أو استهداف المناطق بالقصف، وبالتالي فإن المسؤولية الوطنية تفرض على جميع القوى السياسية والحكومة اللبنانية أن يكونوا بمستوى التحدي لمواجهة هذا الخطر القائم وليس القادم، فنحن أمام حقيقة احتلال تكفيري لأراضٍ لبنانية، ووجود مقرات إرهابية عليها، مضيفا أنه لا يمكن لنا إلا أن نتحسس أوجاع وآلام أهالي العسكريين الذين لا زالوا ينتظرون عودة أبنائهم المختطفين عند داعش، وفيهم من كل الطوائف والمذاهب والمناطق اللبنانية، فأي جندي لبناني يبقى مختطفاً عند داعش يعني استمرار الانتقاص من كل الكرامة والسيادة والحرية للبنانيين، لأن هذه القضية تعني كل الوطن، في المقابل فإننا نسأل عما سيفعله المسؤولون اللبنانيون أمام هذا التحدي، سيما وأن داعش لا تريد التفاوض، معتبراً أن المسؤولية الوطنية تفرض على الحكومة اللبنانية أن تفتش عن الطريق الذي يضمن عودة أبنائنا العسكريين إلى أهاليهم وحضن الوطن، لأن أي تساهل أو تناسٍ أو تهاون في ذلك يشكّل إساءة أخلاقية وإنسانية لكل اللبنانيين، وجريمة بحق الوطن، وعليه فإن على الحكومة أن تتابع بنفس العزم والتصميم والإرادة التي أنقذ فيها لبنان العسكريين المختطفين عند جبهة النصرة الإرهابية، وأن تستكمل المشوار وبعزم أشد لأنقاذ العسكريين عند داعش.
وأكد الشيخ قاووق على أننا وكما كنا من قبل، واليوم، وغداً، فلن نتخلى عن مسؤولياتنا الوطنية ولن نخذل أهلنا، ولن نتجاهل هذا الخطر، بل إن الحساب سيبقى مفتوحاً، وعليه فإن صفقة تحرير العسكريين لا تعني أبداً إقفال ملف الحساب مع القتلة الإرهابيين، فميادين القتال تشهد لنا أننا أهل الحرب وأبطالها وصناع انتصاراتها، وهذه جرود عرسال والقلمون ورنكوس ويبرود كلها تشهد أننا حيث واجهناهم هزمناهم، فنحن لن نسمح بمعادلة وجود أية مقرات تكفيرية إرهابية على طرفي الحدود اللبنانية السورية، لأن السكوت على هذه المقرات يعني تهديداً مباشراً ودائماً للبنان، مشددا على أنه في الوقت الذي نخوض فيه هذه المعركة بجدية، نجد أن التحالف الأميركي يخوض معركة خادعة ضد داعش وأخواتها، وتتعامى طائراته عن 8500 شاحنة تنقل النفط من سوريا والعراق إلى تركيا، فهم لا يزالون مستمرين في استخدام داعش وجبهة النصرة وأحرار الشام لإضعاف المقاومة وسوريا المقاومة، ولم ينته هذا التحالف الأميركي بعد من توظيف داعش وأخواتها في المنطقة، وبالمقابل وأمام ما يجري فإننا مستمرون في الاعتماد على أنفسنا في المواجهة، وحيث يجب سنكمل المعركة، لأنه لا خيار أمامنا إلا إكمالها والانتصار فيها.