تضامناً مع ضحايا الإرهاب التكفيري الذين قضوا في تفجيرات "برج البراجنة بمدينة بيروت، والعاصمة الفرنسية باريس، والطائرة الروسية في سيناء، نظّم منتدى الفكر والأدب في مدينة صور "اللقاء اللبناني الفلسطيني السوري"، استنكاراً وإدانة لهذه الأعمال الوحشية والإجرامية التي تستهدف الأبرياء الآمنين، وقد حضر اللقاء عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي، عضو كتلة التنمية والتحرير النائب عبد المجيد صالح، عضو قيادة فرع الجنوب لحزب البعث العربي الاشتراكي الاستاذ أيّاد سرور، رئيس منتدى الفكر والأدب الدكتور غسان فران، ممثلين عن الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، إلى جانب عدد من رجال الدين والفعاليات والشخصيات والمشاركين.
بداية اللقاء كانت بالوقوف دقيقة صمت عن أرواح الشهداء المظلومين، بعدها ألقى رئيس منتدى الفكر والأدب الدكتور غسان فران كلمة أدان فيها الاعتداء الإرهابي الآثم على الأهالي الأبرياء في برج البراجنة وفي كل مكان، مشيراً إلى أن استهداف المدنيين هو عمل دنيء وغير مبرر، وأن قتل الأبرياء جريمة موصوفة بكل المعايير من برج البراجنة إلى كل مكان.
ومن ثم ألقى النائب الموسوي كلمة جاء فيها:
إن المسؤول عن العمليات الإرهابية التي تضرب الإنسانية بأجمعها، هو من جهة الفكر التكفيري ، بتغطية من حكومات غربية بغية إيقاع الفتنة بين المسلمين، لإشغالهم عن قضيتهم الرئيسية ألا وهي قضية تحرير فلسطين، والمسؤول عن هذه العمليات الإرهابية بالإضافة إلى الفكر التكفيري هي الحكومات الغربية التي سهّلت على مدى خمس سنوات تنقّل تلك المجموعات التكفيرية من أوروبا إلى سوريا، وأمّنت لها التمويل والدعم والتدريب، ونحن إذ ندين هذه العمليات الإرهابية، فإننا نجدد دعوتنا الحكومات الغربية إلى إعادة النظر في استراتيجيتها التي كانت معتمدة، واعتماد سياسة جديدة قائمة على الجدية في استئصال المجموعات التكفيرية والقضاء عليها قضاءً مبرماً، فضلاً عن تحريم نشر الفكر التكفيري وتجريمة.
إننا وإخواننا في لبنان وأحباؤنا في سوريا نواجه المجموعات التكفيرية منذ أمد طويل، لأننا أدركنا أنها تشكل خطراً على الإنسانية بأسرها، لا على طائفة دون أخرى أو على حزب دون آخر، وقد أدركت روسيا أيضاً أن أمنها القومي ووحدتها القومية مرتبطان بالقضاء على المجموعات التكفيرية، ولذلك انخرطت جدياً وعملياً في هذه المواجهة المباشرة.
إن اللبنانيين اليوم معنيون بتثمير إجماعهم العاطفي الذي تجلّى بعد التفجيرات التي حصلت في برج البراجنة إلى تفاهم سياسي شامل، ولذلك نكرر الدعوة إلى بدء البحث في هذه التسوية التي لا تتوقف عند موضوع رئاسة الجمهورية فحسب، لأن كيفية تشكيل الحكومة بعد انتخاب رئيس الجمهورية هي من وجهة نظرنا أهم من انتخاب الرئيس، لأنه بموجب اتفاق الطائف، باتت السلطة الإجرائية منوطة بمجلس الوزراء مجتمعاً، ونعتقد أن الأهم من انتخابات رئاسة الجمهورية وتشكيل الحكومة، هو التوصّل إلى قانون انتخابات يؤمّن تمثيلاً دقيقاً وصحيحاً وأميناً لجميع الشرائح اللبنانية، فلا يغيّب ولا يحجّم ولا يكبّر أحد، بل يسمح بأن يكون التمثيل شفافاً، وكنّا ولا نزال نعتقد أن السبيل إلى ذلك يكون عبر اعتماد نظام الاقتراع النسبي.
إن بعض القوى في لبنان تريد أن تحدد قانون الانتخاب الذي تختاره من زاوية أنه يعطيها الأكثرية سلفاً، وهذه ليست طريقة لاختيار قانون الانتخاب، بل يجب أن يكون لقانون الانتخاب طابع الغموض البنّاء الذي يمكن أن يشكّل نوعاً من الثقة والطمأنينة للأطراف جميعاً.
إننا ندعو القوى القادرة والمعنية جميعاً إلى تسليح الشعب الفلسطيني الذي يقدّم كل يوم بالدم دليلاً على إرادته الصلبة في تحرير وطنه من الاحتلال الصهيوني، حيث أن هذا الشعب بشيبه وشبابه، وبفتياته وفتيانه، يستشهد كل يوم وهو يعبّر عن إرادة رفض الاحتلال، بالمقابل فإننا تحمّلنا مسؤولياتنا ولم نتوقف عن تحمّلها حتى في أشد الظروف صعوبة، وسنواصل دعمنا للشعب الفلسطيني بجميع فصائله ومكوناته، لا سيما التي ترفع بندقية المقاومة.