أشاد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله بما حققه لبنان المقاومة والدولة من سرعة في تفكيك شبكات التخريب والقتل، والشبكة المسؤولة عن التفجير في برج البراجنة، فلبنان اليوم استطاع قبل دول كبرى تمتلك إمكانات وقدرات وأجهزة واستخبارات، وفي غضون 48 ساعة من أن يكشف كل هذه الشبكات التي كانت تخطط لمزيد من التفجيرات والاعتداءات، وهذا يعني أنه يجب أن نكرّس هذا التعاون، وأن تكون كل الأعين يقظة لإحباط هذه المخططات، بما فيها أعين الناس والدولة والمقاومة.
كلام النائب فضل الله جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقيم للشهيد المظلوم غازي حسن ذياب بيضون الذي قضى بالتفجير الإرهابي في برج البراجنة، وذلك في مجمع موسى عباس في مدينة بنت جبيل بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من الأهالي.
وشدد النائب فضل الله على أن بلدنا الذي استطاعت فيه المقاومة أن توفّر له مظلة الحماية بتكاملها مع الجيش وبتعاونها مع أجهزة الدولة، هو بحاجة إلى مظلة حماية سياسية من خلال العمل على معالجة أزماته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، واليوم لدينا في لبنان مناخ إيجابي وفّرته الدعوة التي أطلقها الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله لتسوية شاملة من خلال حوار جاد ومسؤول بين مختلف الأطراف المختلفة فيه، مشيراً إلى أن المدخل لمعالجة الأزمات المعيشية والاقتصادية والمالية في لبنان يكمن في معالجة الأزمة السياسية التي تتضمن ثلاثة عناوين أساسية وهي رئاسة الجمهوية والحكومة وقانون الانتخاب،
وأكد النائب فضل الله أننا من خلال الحوارات القائمة سواء كانت الموسّعة أو الثنائية بيننا وبين تيار المستقبل، سنعمل على إرساء قواعد للتسوية إنطلاقاً من مبدأ التفاهم والشراكة، والحاجة إلى شراكة كل المكونات اللبنانية في حل هذه الأزمة، لأن انتظار الخارج لن يجدي نفعاً، وانتظار متغيرات فيه ستبقي الأزمة معلّقة، وسنحاول أيضاً أن نبني قواعد للشراكة وللتفاهم ولمعالجة هذه الأزمات من دون أن يتوهم البعض بأن ألاعيب سياسية من هنا أو هناك يمكن أن تحرفنا عن خياراتنا وتحالفاتنا ومواقفنا الثابتة التي تعود بالمصلحة على كل لبنان، فنحن مستعدون في هذه الحوارات لإنجاز هذه التسوية، على أن تلاقينا يد لبنانية أخرى تقع على عاتقها أيضاً مسؤوليات وواجبات تنطلق من القواعد التي نريد أن نرسيها، وتكمن في قواعد تفاهم مع كل المكونات، فلا يظنن أو يتشاطرن أحد في لبنان أنه يستطيع أن يستثني أياً من هذه المكونات، أو أنه بلعبة سياسية وبتسريبات من هنا وهناك يمكن أن يستثني أي أحد في هذا البلد، أو يمكن أن يشق صفوف التحالفات بين هذه القوى أو تلك، فنحن جادون كما كنّا، وصادقون كما نحن دائماً في دعوتنا للحوار والتلاقي والتفاهم ومعالجة أزماتنا، كي نواجه جميعاً الخطر الوجودي على لبنان والمتمثل بالعدوان التكفيري.
ولفت النائب فضل الله إلى أننا نواجه في هذه المرحلة حرباً عالمية وكونية تأخذ أبعاداً مختلفة، ونحن في لبنان كنّا في طليعة القوى التي تنبّهت إلى طبيعة هذه الحرب، وعملنا على منع سقوط سوريا في يد الجماعات التكفيرية، لأنه لو سقطت هذه الدولة لسقط معها لبنان، فهؤلاء التكفيريون المتمركزين ببعض المناطق في سوريا يقومون بعمليات إرهابية ليست فقط في لبنان، وإنما في بعض الدول الغربية والشرقية التي تعيش حالة من الخوف نتيجة بعض الخبريات من هنا وهناك، وهذا بسبب ما جنته السياسات الخاطئة لبعض تلك الدول سواء كانت الأوروبية أو غيرها، والتي كنّا دائماً ننبّه إلى مخاطرها، فهم اليوم يحصدون نتاج ما زرعوه، ونحن نحصد نتاج ما زرعناه من دم طاهر في تلك الأرض، حيث أننا استطعنا أن نحمي بلدنا من هذا العدوان التكفيري الذي يوازي بالنسبة إلينا العدوان الإسرائيلي الذي كان يمارس ضد بلدنا.
وقال النائب فضل الله إن كل واع وحر وصاحب ضمير ومتبصر سواء كان من فريقنا أو من أي فريق آخر، بات يقتنع أن دفاعنا عن بلدنا على حدودنا وفي سوريا هو الذي حمى لبنان، فالمقاومة بكل اعتزز وافتخار استطاعت أن تحمي هذا البلد من هذا العدوان التكفيري، وإلاّ لكنّا استيقظنا في يوم من الأيام، ورأينا بلدنا ممزقاً وشعبنا مهجراً ونساءنا مسبيات، ولكن شعباً كشعب المقاومة لا يمكن أن يقبل بالإهانة والذل والاحتلال والعدوان، حيث استطاع من خلال مقاومته أن يبقي لبنان بلداً مستقلاً قادراً على المواجهة والبقاء وهزيمة هذه الحرب التكفيرية.