
كلمة رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين خلال احتفال تأبيني في بلدة مجدل سلم
شدد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين على أن مسؤولياتنا تفرض علينا أكثر من أي وقت مضى أن نتواجد في ساحات المعركة والجهاد لمواجهة هؤلاء الإرهابيين، خاصة بعد المظلومية والمشاهد الدامية التي حصلت من خلال التفجير الإرهابي الذي استهدف منطقة برج البراجنة، لافتاً إلى أن الشبكات الإرهابية الماضية قد تم القضاء عليها، حيث أن أفرادها إما قتلوا وإما سجنوا وإما فرّوا من خلال العمليات العسكرية التي جرت على الحدود أو في داخل سوريا، ولكنّهم اليوم يحاولون تجديد قدراتهم بشبكات جديدة تفرّخ بين الحين والآخر، وهذه الشبكات الإرهابية الأمنية خطرة جداً، ويجب أن تكون هدفاً دائماً للأجهزة الأمنية اللبنانية وللمقاومة ولكل الناس من خلال الوعي والتنبّه لهذا الخطر.
كلام السيد صفي الدين جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لمناسبة مرور أسبوع على استشهاد الأخ خضر محمود علاء الدين، الذي قضى في التفجير الإرهابي بمنطقة برج البراجنة، وذلك في حسينية بلدة مجدل سلم الجنوبية بحضور قيادات حزبية إلى جانب عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من الأهالي.
ونوّه السيد صفي الدين بعمل وجهد الأجهزة الأمنية التي قامت به قبل أيام، حيث أنها تمكنت من كشف هذه الشبكة الأمنية الإرهابية اللعينة بكاملها، ابتداءً من رأسها في لبنان، مروراً بكل العناصر الفاعلة والمؤثرة فيها، واعتقال عدد كبير منهم، فيما البعض الآخر ما زال متواري عن الأنظار، وصولاً إلى الإنتحاريين واللوجستيين وإلى من كان يهرّبهم عبر الحدود، ويؤمّن لهم العبوات والسيارات والدراجات، ويفخخ لهم وينقل الانتحاريين من منطقة إلى أخرى، معتبراً أن نفس كشف هذه الشبكات بهذه السرعة، هو إنجاز يدل على أن الأجهزة الأمنية حينما تعمل بجد وإخلاص تصل إلى نتائج طيبة، وأن المقاومة التي كانت ولا تزال ساهرة من أجل الدفاع عن أمن بلدنا وشعبنا ومجتمعنا ستبقى كذلك، فهذه الشبكات يجب أن تبقى هدفاً، ويجب أن تواجه دون أي هوادة وتهاون.
ورأى السيد صفي الدين أن الأجواء الإيجابية التي سادت في الأيام العشر الماضية هي جيدة سياسياً ومساعدة للوصول إلى حلول وتفاهمات، وإذا كانت هذه الدماء الطاهرة التي سقطت في برج البراجنة، والشعور بالخطر الداهم قد وحّد اللبنانيين في مستوى من المستويات، فهذا لا يعني أن كل الأمور الخلافية قد انتهت، ولكن يفترض أن يتم الاستفادة من هذا الجو الإيجابي لمعالجة الكثير من القضايا التي يئن تحت وطأتها بلدنا، وأبرزها القضايا السياسية والإقتصادية والمعيشية وعلى رأسها المسائل الأمنية، سائلاً الله عز وجل أن يوفق الساسة في لبنان، وأن يستفيدوا من هذه الأجواء الإيجابية لمعالجة الكثير من المشاكل والأزمات، وأن يستفيدوا مما استدعى حصول هذه الأجواء الإيجابية للتركيز على أولوية مواجهة هذا الإرهاب التكفيري.
وشدد السيد صفي الدين على أن لا بلد ولا سياسة ولا استقلال ولا حاضر ولا مستقبل ولا حل لأية مشكلة ما لم يكن بلدنا آمناً، والوضع الأمني فيه محصناً، فالخطوة الأولى والأساسية في تحصين الوضع الأمني تكمن في أن يركز الجميع على أولوية مواجهة هذا الإرهاب التكفيري، كما نركز دائماً على أولوية مواجهة العدو الإسرائيلي، وأمام هذه الأولوية بإمكاننا أن نعطي الضوء الأخضر كما حصل في الأسبوع الماضي للأجهزة الأمنية لتتحرك وتقوم بواجبها وتتحمل مسؤولياتها وتحقق إنجازات كبيرة، وهذا هو نتاج الفهم لهذه الأولوية، أملاً أن يستفيد الجميع من كل ما حصل، لنتمكّن من تحصين بلدنا ومجتمعاتنا على المستوى الأمني، ولنصل إلى اللحظة التي لا نشك فيها أبداً وهي القضاء على هذا الإرهاب التكفيري.
وقد تخلل الاحتفال كلمة من وحي المناسبة لرئيس لقاء علماء صور وإمام بلدة مجدل سلم الشيخ علي ياسين.