رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور حسن فضل الله أننا في مواجهة العدوان الخارجي معنيون جميعاً في لبنان أن نتجاوز التفاصيل الصغيرة والخلافات والسجالات لنعمل على تحصين بلدنا، وصد العدوان والانتصار عليه، ومن هنا فإن مبادرة التسوية الشاملة التي طرحها بالأمس سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله على مستوى إعادة تكوين السلطة في لبنان، من رئاسة الجمهورية والحكومة وصولاً إلى القانون الانتخابي، هي لأننا بحاجة في مواجهة العدوان الخارجي إلى دولة متماسكة ومجتمع متماسك، داعياً كل الأفرقاء في لبنان إلى تلقف هذه المبادرة، والعمل على إنجاحها بما يعود بالمصلحة على كل بلدنا، فأمام التهديد المصيري والوجودي للأوطان، ينبغي على كل الذين يمتلكون حسّاً وإرادة وطنية أن يترفعوا عن كل الحسابات الضيقة ليعملوا معاً على حماية بلدهم وإسقاط هذا التهديد المصيري والوجودي الذي يتهدد الطوائف والمذاهب والدولة والأحزاب وكل المناطق اللبنانية، لأن هذا الإرهاب التكفيري إذا ضرب في منطقة ما، فإنه يمكن أن يضرب في أماكن أخرى، فبعد إحباط ما كان يخطط له من تفجير في منطقة جبل محسن شمالا، استطاع أن يصل إلى الضاحية الجنوبية، ويفجر في منطقة برج البراجنة، ولا نعرف في أي مكان يمكن أن يضرب في المستقبل، لأن كل همّه هو ضرب صيغة ووحدة واستقرار وأمان لبنان.
كلام النائب فضل الله جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لمناسبة مرور أسبوع على استشهاد الأخ المجاهد زين العابدين أحمد حرز بمجمع الرسول الأكرم (ص) في بلدة معروب، بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من الأهالي.
وأكد النائب فضل الله أن المبادة والدعوة التي أطلقها الأمين العام لحزب الله هي جادة وضرورية في هذا الظرف الذي يعيشه وطننا، وعلينا جميعاً في لبنان أن نستفيد من المناخات الإيجابية التي توافرت بفعل التضامن الشعبي والسياسي والرسمي وحتى الإقليمي والدولي مع لبنان ومع الأبرياء والشهداء على ضوء ما ارتكبته هذه الجماعات، فعلينا أن نستفيد من هذا المناخ لنفتح كوّة في الجدار المغلق، لنعمل جميعاً على أساس واحد وهو حماية لبنان المهدد اليوم، لافتاً إلى أن الشهداء والمجاهدين استطاعوا أن يحموا لبنان عسكرياً، وأن يمنعوا التكفيريين من الوصول إلى أراضيه، ولكنه يبقى مهدداً أمنياً بمحاولات زرع الفتنة، التي أثبت جمهور المقاومة وشعبنا أنه أقوى منها، ويستطيع الانتصار عليها.
وشدد النائب فضل الله على أننا جميعاً بحاجة إلى إعادة تكوين السلطة في لبنان لتكون لدينا سلطة وطنية منبثقة عن إرادة الشعب والقوى السياسية، وبحاجة لأن نتعاون جميعاً مع هذه السلطة كما تعاونا مع الأجهزة الأمنية لأجل حماية الاستقرار الذي يجب أن يكون في هذه المرحلة أولوية الأولويات في لبنان، لأن المراد من خلال ضربه إحداث فتنة داخلية لبنانية، وفوضى تلحق لبنان بهذا المحيط الذي نراه مضطرباً اليوم من أجل إسقاطه، وليتمكن هؤلاء التكفيريون من إقامة إماراتهم وسلطاتهم وتنفيذ مخططاتهم الإجرامية، كما نفذوا في أكثر من منطقة في عالمنا العربي والإسلامي.