أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة الشيخ نبيل قاووق أننا سنكمل المعركة في سوريا، لأن الواجب الوطني اللبناني والإنساني والأخلاقي يفرض علينا أن نقاتل داعش وأخواتها خارج الحدود وليس في داخلها، فنحن مصرون على إلحاق الهزيمة بهم، والانتصار على المشروع التكفيري وإماراته داخل سوريا، كي نحمي لبنان، لأنه وفي حال تحوّلت سوريا إلى مقر أو ممر لداعش وأخواتها، فإن لبنان سيستباح من قبل هؤلاء، مشدداً على أنه لن يأتي اليوم الذي نسمح فيه لداعش أو لغيرها استباحة لبنان، أو جعله مقراً وممراً لها، خاصة في ظل امتلاكنا لأعظم معادلة ألا وهي "معادلة الجيش والشعب والمقاومة"، فلبنان الذي انتصر على العدوان الإسرائيلي، هو قادر على مواجهة وهزيمة العدوان التكفيري، وساحات المواجهة كُلّها تشهد، أننا حيث قاتلناهم هزمناهم، سواء في القصير أو القلمون، وفي سهل الغاب أو محيط مقام السيدة زينب (ع)، وبالتالي فإننا سنكون بالمرصاد دائما في حال أرادت داعش أو أيٍّ من أخواتها التمدد مجددا باتجاه لبنان.
كلام الشيخ قاووق جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لمناسبة مرور أسبوع على استشهاد الأخ المجاهد عباس عيسى صالح في حسينية بلدة راميا الجنوبية، بحضور عضو كتلة التنمية والتحرير النائب عبد المجيد صالح، وعدد من القيادات الحزبية إلى جانب لفيف من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من الأهالي.
واعتبر الشيخ قاووق أن ما تقوم به السعودية في سياستها المتبعة تحديداً في سوريا، عبر إمدادها المسلحين بالعتاد والسلاح، هو خطر حقيقي ومباشر على لبنان، وهذا ما كان يحتّم على قوى فريق 14 آذار أن يأخذوا موقفاً وطنياً لصالح المصلحة الوطنية، لا أن يراهنوا على تمدّد وتوسّع داعش، أو كما حصل واختاروا السياسة السعودية أولاً بدلاً من المصالح الوطنية، فالسياسة السعودية التي تكمن في إطالة أمد الحروب وبثّ الفتن، تُشكّل اليوم كارثة على المنطقة والأمة، وإن سيل دماء الأبرياء هو من أسقط قناع المكرمات التي احتل باسمها الجيش السعودي دولة البحرين، وقمع المعارضة الشعبية السلمية فيها، ودخل إلى اليمن وارتكب فيها أفظع المجازر، وأرسل نظامه السلاح والضباط إلى سوريا من أجل إطالة أمد الحرب هناك، تماما كما فعل خلال الحرب التي شنها العدو الصهيوني علينا في تموز 2006، وتتحمل السعودية يومها مسؤولية إطالة أمدها، مثلما تتحمل اليوم مسؤولية إطالة الحرب في سوريا واليمن، وبالتالي فإن هذا ما يحتّم علينا مواجهة هذه السياسة العدائية كلما أرادت أن تتدخل في شؤوننا.
وختم الشيخ قاووق بالتأكيد على أن السعودية تتحمّل اليوم بالدرجة الأولى مسؤولية استمرار سيل الدماء في سوريا كما في اليمن والبحرين والعراق، لأنها تورّطت ولا تزال في العدوان على هذه البلدان، كما أنها تتحمل مسؤولية الفتن المذهبية، فهي اليوم تشكل منبع الفكر والفقه التكفيري حيث تفرض في مناهجها التعليمية الرسمية كتاباً يعلّم الطلاب منذ صغرهم أن أتباع أهل البيت (ع) هم كفار، وأن مقامات أئمتهم هي صروح للشرك، وبالتالي فإن هذا هو السبب الأول للموجة التكفيرية الموجودة في هذه الأيام.