شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة الشيخ نبيل قاووق على أن الواجبات والمسؤوليات الوطنية تفرض على جميع القوى السياسية في لبنان أن يكونوا في خندق واحد دفاعاً عن لبنان والسيادة والكرامة أمام العدوان التكفيري الخارجي، فلم يعد هناك من ضرورة لتعلن داعش هدفها القادم ، وبالتالي فإن من حقنا أن نسأل أين قوى 14 آذار من الواجبات الوطنية في مواجهة العدوان الخارجي التكفيري، فهم الآن خارج المسؤولية وكفى بذلك من خطيئة وطنية، ولكننا إن أحسنّا الظنّ بهم، فإنهم يخدمون مشروع داعش من حيث لا يشعرون، وأياً تكن نواياهم فهم يسيئون للبنان وقوته ومنعته أمام العدوان الخارجي، أما نحن فإننا نعرف كل واجباتنا ومسؤولياتنا، ولن نتراجع أو نتخلّى عن أداء واجباتنا الوطنية في حماية أهلنا ووطننا، فكل الميادين وساحات القتال تشهد لنا من الجنوب والقلمون إلى حيث يجب أن نكون وحيث نواجه التكفيريين، فإننا رجال الحرب وأبطالها وصناع انتصاراتها، وهذا وعد المقاومة وسيدها.
كلام الشيخ قاووق جاء خلال تمثيله الأمين العام لحزب الله بمناسبة ذكرى أسبوع عمّه الفقيد محمد جواد نصر الله (والد الدكتور يوسف نصر الله) في حسينية بلدته البازورية.
ورأى الشيخ قاووق أنه ما كان للفكر التكفيري الضال أن يتمدد في أنحاء العالم لولا استمرار الدعم المالي والإعلامي والعسكري من قبل النظام السعودي له، فبدل أن تصل المساعدة العسكرية السعودية للجيش اللبناني، نجد أن السلاح السعودي يتدفق للتكفيريين الذين يقاتلون الجيش اللبناني، بعد أن فُتحت لهؤلاء مخازن السلاح السعودي، حيث أن آلاف صواريخ "التاو" التي يستخدمها التكفيريّون في إدلب وحلب وحماه مصدرها هذه المخازن السعودية، فهذا كله يؤكد أنه لم يعد سراً أن مصدر تمويل وتسليح العصابات التكفيرية في سوريا هو النظام السعودي، وبالتالي فإنه لا يمكن لأحد أن ينخدع بعد بمقولة أن هناك معارضة معتدلة في سوريا.
وأكد الشيخ قاووق أن حزب الله موجود حيث يجب أن يكون، سواء في سهل الغاب أو في حلب أو في إدلب، بالمقابل فإن المحاور عند الجماعات التكفيرية ليس فيها من يتحدث اللغة العربية، بل هناك من هو شيشاني وتركي وكازاخستاني، وبذلك فإن السوري لم يعد يعرف بأي لغة يتكلم مع من هم يسيطرون عليه، منتقداً تسمية أن هناك معارضة معتدلة يدعون تواجدها في سوريا، إنما هناك جبهة النصرة التي بايعت القاعدة، وأحرار الشام الذين بايعوا أمير طالبان، وهذا ما يثبت أنه لا يوجد معارضة معتدلة في سوريا، بل هم جميعاً في خندق إرهابي تكفيري مدعوم من النظام السعودي والتركي والأميركي، وأن مسؤولية إطالة الحرب في سوريا تقع بالدرجة الأولى على النظام السعودي لأنه مصرّ على دفق المال والسلاح، وهذا النظام هو نفسه الذي يقف في موقع العداء لليمن وشعبه، ولشعب البحرين، وللعراق ولسوريا، وباتت سياسته عبئاً ثقيلاً على دول المنطقة، بعد أن سقط قناع ما كانوا يدعونه من اعتدال ووسطية، فدماء الأطفال في اليمن والمجازر التي ارتكبت فيها والتي تجاوزت بأكثر من مرة حجم المجازر التي ارتكبها العدو الصهيوني خلال حرب تموز عام 2006، تلطّخ جبين المعتدين الذين يمعنون في قتل شعب اليمن، وسيستمرون في غيّهم، مؤكداً أننا لن نسكت على ذلك، لأن من واجباتنا الدينية والأخلاقية والإنسانية أن نقول للمعتدي أنت معتدٍ، عملاً بوصية الإمام علي (ع) بأن نكون للظالم خصماً وللمظلوم عوناً، فلا يمكن لكل المال السعودي الذي يشتري دولاً كبرى وقرارات مجلس الأمن وسياسيين وأبواق إعلامية لبنانية، ولا لمال الدنيا كلها أن يغيّر من موقفنا شيئاً، ولن نبدل تبديلاً.
ورأى الشيخ قاووق أنّهم لن يحصدوا من كل الإنفاق والتسليح السعودي والأميركي لمحور التكفير في سوريا إلاّ الخيبة، فالإرهاب التكفيري بدأ ينحسر ويتراجع، بينما نحن حيث نكون فإن النصر سيكون حليفنا، وكما هزمنا إسرائيل سنهزم التكفيريين، وسيكتب تاريخ المجد في لبنان أنه وبعد أن هزمنا إسرائيل في عام 2006 وأدهشنا العالم بهذا الانتصار، فإننا بثبات المقاومة وبتضحياتها مع الجيش والشعب استطعنا أن نبعد الخطر التكفيري عن لبنان ونحقق له نصراً لم تشهده المنطقة.