اعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض أن شهيدنا البطل الذي نكرمه اليوم هو علمٌ في مسيرة من الشهداء الذين نعتز بهم ونفتخر، وهم الذين يجاهدون في معركة تمتلك كل معايير القدسية دينياً، والوطنية والعروبية سياسياً، والمصلحة الإنسانية أخلاقياً، مؤكداً أن هذه المعركة تدافع عن الوجود والمبدأ والعقيدة والأمة والوطن والمستقبل وتدخِل المنطقة في لحظة تحوّل لا يمكن نكرانها، وهي اليوم وإن خيضت على أرض سوريا الحلقة الوسطى في محور المقاومة، إلاّ أنها ترتِّب نتائج تطال المنطقة بأكملها.
كلام النائب فياض جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لمناسبة مرور أسبوع على استشهاد الأخ المجاهد علي عبد الله شعيتو نجل الشهيد القائد عبد الله أمين شعيتو في حسينية بلدة الطيري الجنوبية بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة.
وأكد النائب فياض أن المقاومة قد أسقطت في حرب تموز عام 2006 مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي سعى إليه الأميركيون والإسرائيليون بالتواطؤ مع قوى ودول عربية عديدة وبدعم دولي واسع، لافتاً إلى أن ما يجري اليوم في سوريا وما تسهم به مقاومتنا إلى جانب قوى إقليمية ودولية، إنما يسقط الشرق الأوسط الذي يقوم على محاولة التفتيت الجديد للمنطقة، فثمة نظام إقليمي يتداعى لندخل في مرحلة نظام إقليمي جديد، من معالمه الأساسية تداعي المشروعين الخطرين على مصير الأمة بدولها ومجتمعاتها، ألا وهما المشروع الأميركي الإسرائيلي والمشروع الداعشي، واللذان تقع بينهما القوى الإقليمية التي تتحرك مصالحها ما بين الأميركيين والتكفيريين.
ورأى النائب فياض أنه ليس مهماً ولا يعني شيئاً ما تعلنه هذه القوى وما تزعم به على مستوى محاربتها أو تصدّيها لداعش، لأن الحقيقة ترتبط بالوقائع والمجريات الميدانية التي تظهر أن أدوات تنفيذ مشروعات هذه القوى من أميركا إلى السعودية إلى القوى الأخرى، إنما هي داعش والمجموعات الإرهابية التكفيرية الأخرى، وبالتالي نحن اليوم أمام نظام إقليمي جديد ومعالمه الأساسية أن أميركا باتت أكثر ضعفاً، وحلفاؤها هم دول أكثر عجزاً، وأن القوى التكفيرية دخلت مرحلة التداعي والتراجع، في حين أن المقاومة تحضر وحلفاؤها إقليمياً ودولياً كلاعبين أساسيين لا يمكن تجاوزهم، وكقوى تؤدي دوراً أساسياً وأكثر فعالية في تحديد مستقبل المنطقة.
وأكد النائب فياض أننا لا نريد حروباً مفتوحة، بل نريد للأزمات التي تعصف بالمنطقة العربية وفي طليعتها سوريا أن تحلّ سياسياً، وأن تجد لها حلولاً عادلة وإصلاحية قادرة على احتواء كل المكونات والتنوع في إطار من الوحدة والتكامل، محذراً من الحلول الطائفية أو المذهبية، لأن كل الأزمات في سوريا والعراق واليمن والبحرين تحتاج إلى حلول وطنية وليس طائفية، ونحن اللبنانيون خبراء في هذا المجال ولدينا دروس تاريخية عميقة، فالطائفية تدمّر الأوطان في حين أن الهوية الوطنية والعروبية والإسلامية تبنيها.
وأشار النائب فياض إلى أن المنطقة العربية التي تسودها الصراعات والنزاعات الطائفية والمذهبية هي خير وصفة للضعف والتهالك والاستنزاف وعدم الاستقرار وخدمة إسرائيل، وبالتالي فإن أي نظام سياسي يقوم على المحاصصة الطائفية فهو لا يبني دولة ولا ينتج استقراراً، فهذا النظام الطائفي في لبنان قد أورث الضعف والترهّل والحروب الأهلية والاضطرابات وعدم الاستقرار ولم يتمكن هذا النظام حتى من حل مشكلة النفايات، فأصبح هناك أزمة مكتّفة ومتراكمة سببها العميق هو التركيبة الطائفية، فباتت الحلول تحتاج إلى خطوات إصلاحية، وبالتالي فإذا كان متعذراً لأسباب عدة الإصلاح الجذري الذي يقوم على تطبيق كامل بنود اتفاق الطائف التي في طليعتها إلغاء الطائفية السياسية، فإنه لا يجوز أن تغلق الأبواب أمام الإصلاح السلس الذي لا يستفز أيّاً من المكونات، والذي يرتكز من وجهة نظرنا في هذه المرحلة بالذات إلى خطوتين ضروريتين ألا وهما انتخاب رئيس ذي حيثية شعبية واسعة واعتماد نظام انتخابي نسبي.