رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور حسن فضل الله أن سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قد قدم بالأمس ما يشبه خارطة طريق للخروج من الأزمات القائمة على المستوى الداخلي، ولذلك كانت دعوته بفصل المسارات عمّا يجري في المنطقة، والعودة إلى لبنان لمعالجة الشأن الداخلي بالتفاهم والشراكة من خلال فرصة الحوار المتاحة الذي يرعاه الرئيس نبيه بري اليوم، معتبراً أن ملف رئاسة الجمهورية طويل كما هو واضح، وذلك بسبب تعنّت فريق من 14 آذار برفض انتخاب الرئيس الذي يمثّل الأكثرية على المستوى الوطني والجهة والطائفة التي ينتمي إليها موقع الرئاسة، فهناك تعقيدات كبيرة تواجه الحكومة، كما أن هناك من يصّر على تعطيل المجلس النيابي الذي نحن ندعو إلى فتح أبوابه والذهاب إلى التشريع الذي يعود بالنفع على كل اللبنانيين.
وخلال احتفال تأبيني بمناسبة أسبوع والدة رئيس بلدية السلطانية الجنوبية دعا النائب فضل الله الجميع في ظل خارطة الطريق التي قدمها الأمين العام لحزب الله للاتفاق على القانون الانتخابي الذي يحتاج إلى توافق الكتل الأساسية على الأقل، وبما أن المشكلة الأساسية كما يقولون هي في تكوين السلطة، فنحن دعوتنا أيضاً إلى الاتفاق على قانون انتخاب عادل يعكس التمثيل الحقيقي للبنانيين من خلال اعتماد النسبية، وعندها نذهب إلى الانتخابات وننتخب مجلساً نيابياً ينتخب بدوره رئيساً للجمهورية الذي يعيّن الحكومة من خلال الاستشارات، وبالتالي نكوّن سلطة جديدة تعمل لمعالجة قضايا الناس، إلاّ أن هناك عناد واستعلاء واستكبار وإصرار على رفض كل الحلول الجزئية أو الكبرى، لأن هناك فريق في البلد يرهن الوضع الداخلي بالمتغيرات في الخارج التي يمكن لها أن تبقى لسنوات وسنوات، والتي نحن على يقين أنها لن تكون لمصلحة الفريق الآخر، وقد قلنا لهم ذلك منذ عام 2005، إلاّ أنهم ما زالوا مصرّين على خيارهم.
واعتبر النائب فضل الله أن البلد معطّلٌ اليوم لأن هناك من يرهن مصيره للمتغيرات الخارجية، والناس متروكة من قبل ذلك الفريق الذي لا يهتم إن كان هناك كهرباء ومياه وخدمات وقوانين لمصلحة الناس وفرص عمل وموازنات ومعالجة لأزمة النفايات أم لا، لأن هذا الفريق لم يهتم بتحرير الأرض ولا بمواجهة إسرائيل ولا بمواجهة هؤلاء التكفيريين المهددين للبنان بصيغته الفريدة وبعيشه المشترك وسلمه الأهلي، فقرارهم ليس في يدهم مهما كابروا وعاندوا، والدليل على ذلك أننا نقول لهم تعالوا لنحلّ مشاكلنا ولنكتشف من قراره بيده ومن ليس كذلك، فيرفضون ذلك، داعياً الجميع للعمل لكي تتلاقى الإرادات الوطنية على أن تكون إرادة وطنية وليس خارجية.
وأكد النائب فضل الله أن لبنان اليوم محمي بفضل معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وهو يعيش في استقرار وأمن وأمان نسبة لما يجري في المنطقة، لأن هؤلاء التكفيريين لم يستطيعوا أن يسيطروا على سوريا بفضل موقفنا التاريخي بقتالهم على الحدود وحيث نحن موجودون الآن في سوريا، وبفضل صمود المقاومة ودورها إلى جانب دور الجيش الوطني والأجهزة الأمنية التي تلاحق شبكات التكفيريين.
واعتبر النائب فضل الله أنه لولا وجود حزب الله الآن في سوريا لكان لبنان إمارة من إمارات التكفيريين، ولكانت نساؤه مسبيّات وشعبه إمّا تحت الأرض بمقابر جماعية أو لاجئين يفرّون في البحار ويغرقون فيها، مؤكداً أن شهداء المقاومة الإسلامية هم من غيّر المعادلات في المنطقة، وأبقوا لنا لبنان بلداً موحّداً ومستقلاً وآمناً ومستقراً، وفيه نعمة الأمن والأمان، لأننا استطعنا أن نهزم المشروع التكفيري على حدودنا، وها نحن نكمل ما بدأنا به، وإنشاء الله سنهزمه في كل سوريا، وأن هذه المعركة لا خيار فيها إلاّ قتال هؤلاء التكفيريين، مشيراً إلى أن اللبنانيين اليوم كُلّهم يشعرون بالاستقرار بما فيهم خصومنا الذين يقولون لنا في السر إنه لولاكم لذهب لبنان وتلاشى، وأنكم أنتم من حمى لبنان بفضل مواجهتكم لهؤلاء التكفيريين، إلا أنهم لا يقولون هذا الكلام في الإعلام لحسابات واعتبارات عندهم.