كلمة سماحة الشيخ محمد يزبك خلال مسيرة العاشر من محرم في بعلبك
مع إشراقة صباح العاشر من المحرم الحرام بدأت مكبرات الصوت تصدح بقراءة المصرع الحسيني في كافة حسينيات وقاعات المجالس العاشورائية في منطقة بعلبك – الهرمل، حيث أمتها عشرات الألوف من المفجوعين بمصرع سيد الشهداء (ع) الذي أحزن وأفجع قلب رسول الله (ص).
بعد ذلك توجه الآلاف منهم إلى مقام السيدة خولة بنت الحسين (ع) عند المدخل الجنوبي لمدينة بعلبك، بعضهم قصدها في مسيرات راجلة (مشّاية) على طول الطرق التي توصل القرى البقاعية بمدينة بعلبك.
وبعد الإنتهاء من قراءة المصرع الحسيني المركزي في مقام السيدة خولة (ع) انطلقت المسيرة الحاشدة من أمام المقام الشريف باتجاه مسجد رأس الإمام الحسين (ع) في منطقة رأس العين.
تقدم المسيرة فرق كشفية وحملة الرايات الحسينية والأعلام اللبنانية ورايات حزب الله وحملة صور القادة، وحملة مجسمات واقعة الطف وفرق اللطيمة وحملة اللافتات التي تحمل شعارات التلبية للحسين وأبو الفضل وزينب و....
تقدم الجموع رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله سماحة الشيخ محمد يزبك وراعي أبرشية بعلبك للروم الكاثوليك الملكيين إلياس رحال ومسؤول منطقة البقاع في حزب الله الحاج محمد ياغي والنائبان حسين الموسوي وعلي المقداد، ومحافظ بعلبك- الهرمل بشير خضر وحشود قدرت بعشرات الآلاف.
وتوقفت المسيرة عند الباحة أمام مسجد رأس الإمام الحسين (ع) عند مرجة رأس العين، حيث القى الشيخ يزبك كلمة دعا فيها المسؤولين اللبنانيين إلى "العودة لضمائرهم وإلى إعادة حساباتهم، ولوقفة حق إذا أرادوا بناء الدولة، لا تحويلها إلى مزارع"، مشددا على "العمل على إحياء المؤسسات وانتخاب رئيس من هذا الشعب لا ينقاد إلى الشرق أو الغرب أو خارج أرض لبنان، رئيس همه لبنان ورفع الظلم وليبقى علم وطنه مرتفعاً، كما العمل على انتخاب مجلس نيابي على أساس قانون نسبي يتمثل به معظم هذا الشعب".
وتابع سماحته :"على الآخرين أن يتراجعوا عن مقولة نزع سلاح المقاومة لأن هذا السلاح جعل لبنان عزيزاً وقوياً"، سائلاً "لولا دماء الشهداء هل بقي لبنان؟ وهل كنتم تشعرون بالإستقرار؟" وأمل الشيخ يزبك من اللبنانيين "الإستفادة من الفرص ومنها ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة والعمل على حمايتها"، مضيفاً أما بالنسبة لنا في المقاومة سنكون حيث يقتضي الواجب لنواجه العدو الصهيوني على حدودنا الجنوبية وسنكون في قلب المعركة مع الإرهاب التكفيري وسنغزوهم قبل أن يغزونا".
وأشاد الشيخ يزبك ب"ثورة شباب وشابات فلسطين التي استطاعت بالحجارة والسكاكين أن تسقط المشروع الأميركي والصهيوني وبعض العرب للقضاء على القضية الفلسطينية"، واصفاً "ما يجري في فلسطين بكربلاء من حيث الظلم والبلاء"، مشيراً إلى أن مشروع العزة والتحرير انتصر على مشروع العبودية والإستعباد والقهر وإسرائيل متجهة نحو الزوال، الأمر الذي جعل نتنياهو يقول أنه أمام الشعب الفلسطيني لا نستطيع أن نفعل شيئاً" .