أحيا حزب الله مراسم يوم العاشر من المحرم في مدينة بنت جبيل بمسيرة جماهيرية حاشدة انطلقت من أمام مجمع أهل البيت (ع) بعد الانتهاء من تلاوة المصرع الحسيني الذي تلاه سماحة السيد إسماعيل حجازي، وتقدمتها فرق كشفية لكشافة الإمام المهدي(عج) وحملة الرايات والصور والمجسمات، ومواكب اللطم التي شارك فيها آلاف الحسينيين الذين يرتدون الأكفان ويعتمرون العصبات الكربلائية، حيث صدحت الحناجر باللطميات الحسينية والشعارات الزينبية وهتافات المقاومة، وقد شقت المسيرة الحاشدة طريقها شوارع المدينة لتختتم في الساحة العامة، بمشاركة عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور حسن فضل الله، بالإضافة لعوائل الشهداء إلى جانب عدد من علماء الدين والفعاليات والشخصيات، وحشود غفيرة من المشاركين الذين تقاطروا إلى المدينة من مختلف القرى والبلدات المحيطة.
وفي نهاية المسيرة ألقى النائب فضل الله كلمة اعتبر فيها أن لا خيار أمام اللبنانيين إلاّ التفاهم والشراكة والتلاقي من أجل إنقاذ بلدهم، ولذلك ندعو الجميع للارتقاء إلى مستوى تضحيات هذه المقاومة، لأنها توفّر الأمن لبلدها والحماية لشعبها، كما تعمل دائماً على التصدي للمخاطر سواء جاءت من عدو إسرائيلي أو من عدو تكفيري، وأن المقاومة قد استطاعت أن توفّر وتؤمّن مع معادلة التكامل مع الجيش والشعب مظلة الحماية للبنان.
ورأى النائب فضل الله أن لا خيار لدى الشعب الفلسطيني سوى المقاومة، فلقد جرّب العرب كل شيء، وهزموا في كل شيء إلاّ في المقاومة، ففي فلسطين ننتصر بالسكين والمدفع وبالاستشهاديين والرصاص، تماماً كما انتصرنا نحن هنا في لبنان، حيث تمكّنا من تحقيق الانتصار تلو الانتصار في مواجهة العدو الإسرائيلي، واستطعنا أن نحمي بلدنا، وها نحن اليوم نعيش في أمن وأمان واستقرار بفضل هذه المقاومة، مضيفاً أنه في مواجهة التكفيريين الذين هم أداة المشروع الأميركي لم يكن لدينا خيار سوى قتالهم ومواجهتهم والتصدي لهم، أما الذين يقفون اليوم موقف المتفرّج أو يعتقدون أنه باستسلامهم لهؤلاء التكفريين سينجون فهم مخطئون، فقد جرّبوا ورأوا بأمّ أعينهم ماذا حلّ بهم، بينما الذي يواجه ويتصدى فإنه ينتصر، وهذا ما قمنا به، حيث أننا اليوم ننتصر في مواجهة هؤلاء التكفيريين، وسنظل الحماة لبلادنا ومقدساتنا وأعراضنا، ولن يكون لهم موطئ قدم لا في بلدنا ولا على حدودنا، وسنهزمهم إنشاء الله في سوريا، مؤكداً أن تباشير النصر تلوح في كل يوم بفضل ثبات أبناء هذه المقاومة مع الجيش السوري ومع كل حلفائنا، وأنه بفضل هذا الثبات تغيّرت المعادلة، وها نحن اليوم نرى بأمّ العين ثمار دماء شهدائنا وصبر عوائلهم.