الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في الليلة السابعة من محرم الحرام 1437هـ، 20/10/2015، في منطقة تحويطة الغدير،
وأبرز ما جاء فيها : في الفترة الأخيرة كنا نسمع لأكثر من سنة ونصف تصريحات مسيئة من قبل حزب المستقبل ضد حزب الله، وكنا دائمًا نقول لإخواننا لا تردوا عليهم لأن صراخهم في الهواء فلن يأثروا على مواقفنا ولا على تغيير المعادلة إنما هم يصرخون ظنًا منهم أنهم إذا رفعوا أسقفهم بالشتائم يربحون جماعتهم بشكل أكبر ليلتفوا حولهم خاصةً أنهم لم يدخلوا في شيء ونجحوا فيه.
للأسف حزب المستقبل سجل كثيرًا من الفشل في المواقف السياسية وفي كثير من المحطات، وبدأ الخلاف يدب فيما بينهم، فاليوم كل الناس رأت كيف اختلف وزراء في الحكومة من حزب المستقبل وقت أحداث سجن روميه، ثم بعد ذلك كيف اختلفوا على الخطة الأمنية في الشمال، ثم بعد ذلك كيف اختلفوا في الحوار مع حزب الله فقسم يريد الحوار وقسم لا يريده، ثم بعد ذلك نراهم يتبارون من ينعي الحكومة ويهدد في مقابل من يعتبر أنه يقود الساحة الشعبية ضد الطرف الآخر، ما علاقة اللبنانيين أن يتحملوا المصاعب والمشاكل الموجودة بين قيادات في حزب المستقبل من أجل التربع على رئاسة الوزراء في المستقبل، كلها منافسة على الزعامة وكلها منافسة على من يكون أكثر قربًا من جمهوره من أجل أن يكون مقبولًا ويتصدر الزعامة في يوم من الأيام خاصة مع وجود الفراغ الحاصل حاليًا والترتيبات داخل حزب المستقبل بسبب تشتت أعضائه واختلاف المنهجيات الموجودة في داخله.
نحن نقول لهم: لا ترموا أحلامكم على غيركم، ما علاقتنا إذا كانت سياساتكم خاطئة ولم تنجح حتى الآن، ما علاقتنا إذا كنتم تقولون أنكم تريدون العبور إلى الدولة وإلى الآن لم تقدموا ردًا مقنعًا للناس بأنكم عملتم لمصلحة الدولة، ما علاقتنا إذا كنتم فشَّلتم انعقاد المجلس النيابي وتُفشِلون أعمال الحكومة في مقابل تسويات بسيطة كان من الممكن أن تمر، ما علاقتنا إذا كنتم أنتم بشخص زعيمكم السيد سعد الحريري الذي وعد العماد عون بأن يكون رئيسًا للجهورية فجاءت الضغوطات السعودية لتمنع ذلك ما أحدث شرخًا كبيرًا في داخل البلد بسبب الإخلال بالوعود، ما الذي أجبركم في أن يعد الرئيس سعد الحريري في بيت الوسط الجنرال عون بأن يكون قائد الجيش هو العميد شامل روكز، ثم يقول له: اسأل الأطراف الأخرى فإذا وافقوا فنحن نوافق، وعندما وافق الجميع تراجع عن موقفه وعن كلمته. أنتم تسبِّبون لأنفسكم وللمواطنين وللبنان المشاكل، لا ترموا مشاكلكم علينا، اتقوا الله في البلاد والعباد وراجعوا سياساتكم، وفخرٌ لكم أن تقرِّوا بأخطائكم وتصححوها من أجل مستقبل أولادكم ومستقبل لبنان ومستقبل المنطقة.
التصريحات العنترية التي تسمعونها هي تصريحات فارغة من الأثر وفارغة من المحتوى ولن تحقق شيئًا ولن تبدل شيئًا، وهذا فقط من أجل كسب الرأي العام الموجود لديهم وأعتقد بأنهم واهمون لأن الرأي العام يعرف تمامًا بأنهم في المأزق ويعرف تمامًا بأنهم مخطئون.
أما في موضوع سوريا فالحمد لله تعالى ، كل ما يحصل اليوم في سوريا سببه حُسن اختيارنا للتصدي للإرهاب التكفيري في الوقت المناسب، لو لم نذهب إلى سوريا في وقتها ولو لم نكن بالتعاون مع الرئيس بشار والجيش السوري في الميدان نواجه المد التكفيري الذي أتى من ثمانين دولة في العالم لما وصلنا اليوم إلى معادلة تبرز مأزق المشروع الأمريكي السعودي الإسرائيلي في مقابل مشروع المقاومة الذي يقف صامدًا والذي يحقق إنجازات وانتصارات ميدانية، وستكون الإنتصارات الميدانية أكثر فأكثر وسيزداد الإرباك عند الطرف الآخر إضافة إلى كل الإرباكات السابقة التي حصلت.