اكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أن المدخل الطبيعي للتغيير في لبنان هو اقرار قانون انتخاب عادل قائم على اساس النسبية ينتج سلطة جديدة تكون معبرة عن تطلعات اللبنانيين وتعمل على اصلاح وضع مؤسسات الدولة وتكافح الفساد وهذا ما يوفر مظلة حماية سياسية واجتماعية واقتصادية للبنان تتلاقى مع مظلة الحماية الامنية التي توفرها المقاومة بالتكامل مع الجيش الوطني في مواجهة العدوين الاسرائيلي والتكفيري .
كلام النائب فضل الله جاء خلال رعايته حفل عشاء لطلاب الجامعة اللبنانية الاميركية L.A.U. اقيم في الكورال بيتش تكريمًا لطالب الكلية الشهيد جهاد عماد مغنية.
إستهل النائب فضل الله كلمته بالحديث عن مغنية الذي كان شابًا ممتلئًا بالحياة يستكمل تعليمه لنيل شهادة جامعية لكن نداء الواجب دفعه للسير في طريق المقاومة دفاعًا عن لبنان لحمايته من العدوين الاسرائيلي والتكفيري فنال اعلى شهادة ليبقى لنا وطن جميل نعيش فيه بأمن وامان وهو الوطن الذي قدم والده دمه في سبيل تحريره وحمايته.
وقال: بلدنا وطن جميل بشعبه وطبيعته وارضه وبتنوعه وعيشه الواحد، ويستحق منا بذل كل تضحية في سبيله، كما فعل جهاد مغنية وزميله في الدراسة على مقاعد الجامعة نفسها محمد جوني ورفاقهم من المقاومين. لقد كان هذا الوطن معرضا للخطر ولا يزال على يد اعدائه سواء كان من الجانب الاسرائيلي أم اليوم من جانب آخر هو العدو التكفيري. لقد قدمت المقاومة تضحيات جسام في سبيل توفير مظلة الحماية للبلد. فلننظر من حولنا ونرى المشهد في المنطقة، لقد كان مقدرا لنا ان يصيبنا ما اصاب الشعب الفلسطيني من احتلال ارضه وتشريده، ولكن المقاومة وبخاصة منذ العام 1982 استطاعت تحرير لبنان وحمايته وحفظته واسقطت المشروع الاسرائيلي، واليوم هناك عدو تكفيري يستهدف بلدنا في وحدته وعيشه المشترك ونموذجه. فلننظر ايضًا من حولنا الى المشهد في المنطقة من سوريا الى العراق الى ليبيا إلى كل هذه الدول. كان مخططا لبلدنا ان يصيبه ما اصاب محيطنا من تهديم الدول وتدمير المقدسات وتشريد الشعوب وقتل الحضارة الانسانية. لو نشرت التحقيقات الرسمية مع قادة الخلايا الارهابية التي قبض عليها لعرف الشعب اللبناني ما كان يخطط له لجهة استهداف وجوده من خلال اقامة امارات للجماعات الارهابية والغاء دولته ومؤسساته. فالشعب اللبناني كان امام خيارات معروفة بعضه تفرض عليه البيعة تحت حد السيف وبعضه الآخر مقطوع الرأس بالسيف نفسه واطفاله للبيع في سوق النخاسة ونساؤه سبايا، ولكن المقاومة وبالتكامل مع دور الجيش امكن لها احباط هذا المخطط بدءًا من الاسهام في منع سقوط سوريا بيد التكفيريين وبخاصة المناطق المتاخمة للحدود، وفي الجرود البقاعية التي كانت معدة لتكون منطلقا للهجوم على قرانا الحدودية.
واضاف: لقد توفرت للبنان بفضل تضحيات المقاومة مظلة حماية في مواجهة العدوين الاسرائيلي والتكفيري مما جعل هذا البلد يعيش بامان واستقرار، ولكنه يحتاج الى مظلة حماية اجتماعية وسياسية واقتصادية تتكامل مع الحماية الامنية وهذا يتطلب تضافر جهود وطنية، لأن المقاومة تستخدم في مواجهة العدو الخارجي القوة والسلاح وتقدم الشهداء اما في الداخل فهناك اليات وطرق واساليب مختلفة. يطرح دائما على حزب الله سؤال وهو اذا كان لديه القدرة على توفير الحماية في وجه اعداء لبنان لماذا لا يوفر الحماية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ويكافح الفساد. هناك اختلاف بين الامرين، ففي الشأن الداخلي هناك آليات دستورية نعتمدها، ونرى أن المدخل الطبيعي لمسار التغيير هو بانتاج سلطة جديدة تحت سقف الدستور، ومن خلال تطبيق الدستور، تعبر عن تطلعات المواطنين وهذا ما يوفره قانون انتخاب عادل قوامه النسبية والسماح للشباب من سن 18 وما فوق بالمشاركة في الانتخابات بما يسهم في احداث التغيير من خلال مجلس نيابي جديد، وطبيعة نظامنا تجعل المجلس مفتاح التغيير لأنه ينتخب رئيس الجمهورية والحكومة. فطبيعة لبنان وتركيبته لا تسمح بتغيير عن طريق الثورة الشعبية ولا حتى الانقلابات لكن من خلال الضغط الشعبي والسياسي يمكن وضع قانون الانتخاب على جدول الاعمال الوطني .
وقال: الشباب وبخاصة الجامعي هم مستقبل لبنان من خلال ما يضخونه من افكار للتغيير ومن خلال ما يحملونه من معرفة واختصاصات تسهم في نهضة البلد واليوم نرى حراكًا شعبيًا يعبِّر عن غضب لما آلت اليه الامور وعن واقع الحال لا بد من وضع عنوان اساسي لأي حراك للضغط على القوى الرافضة للتغيير والمشاركة وهذا العنوان هو قانون الانتخاب على اساس النسبية.