رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة الشيخ نبيل قاووق أن الضربات الروسية في سوريا تعزز من قوة محور المقاومة في مواجهة المشروع التكفيري، مشيراً إلى أن كل دول ومحور أعداء المقاومة قد أخطأوا بالحسابات، وظنّوا أنها أيام حتى تتغير المعادلة في سوريا، وراهنوا على متغيرات بعد الملف النووي الإيراني، متوهمين أنه سيكون هناك صفقات على حساب سوريا المقاومة، أو على حساب حزب الله في لبنان، ولكنهم اليوم في حالة تخبّط وصدمة، لأن المعادلات التي تتثبّت اليوم في سوريا هي بالكامل لصالح مشروع ومحور المقاومة.
كلام الشيخ قاووق جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لمناسبة مرور ثلاثة أيام على استشهاد الأخ المجاهد غالب كمال نعيم في حسينية بلدة سلعا الجنوبية بحضور وزير الدولة لشؤون مجلس النواب الحاج محمد فنيش إلى جانب عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة.
وأكد الشيخ قاووق أن الضربات الروسية في سوريا قد فضحت زيف الحملة الأميركية ضد الإرهاب التكفيري، وكشفت غِيرة أميركا وأدواتها على العصابات التكفيرية، فأميركا لا تريد أن تقضي على داعش، ولا تريد إنهاء المعركة في سوريا، بل إنها تريد أن يطول أمد الأزمة وعُمر داعش وأخواتها لاستنزاف سوريا والعراق والمقاومة، ولذلك كانت صدمتهم كبيرة بثبات الجيش السوري وبموقف حزب الله وروسيا اليوم.
ورأى الشيخ قاووق أن الضربات الروسية أوجدت مأزقاً حقيقياً لأميركا ولتركيا ولدول الخليج، ووضعتهم وجهاً لوجه أمام حقيقة تبنيهم للعصابات التكفيرية في سوريا، ولم يعد سراً أن دولاً خليجية بالإضافة إلى تركيا يدعمون النصرة التي هي فرع القاعدة في سوريا، وأحرار الشام الذين بايعوا من قبل "الملا عمر" أي طالبان، واليوم يستبدلونه "بأخطر منصور" أي طالبان أيضاً، لافتاً إلى أن أميركا وأدواتها هم الذين يدعمون مشروع طالبان والقاعدة في سوريا، وأن أي اعتراض أميركي وخليجي وتركي على الضربات الروسية التي تستهدف الإرهابيين التكفيريين إنما يكشف حقيقة تبني هذه الدول للمشروع التكفيري، وبات على اللبنانيين جميعاً أن يعلموا أن أقرب طريق لتحرير العسكريين المخطوفين في جرود عرسال هي هذه الدول الخليجية وتركيا، لأن هذه المجموعات الخاطفة تحظى بدعم هذه الدول.
وشدد الشيخ قاووق على أن الذي يواجه حقيقة المشروع التكفيري في لبنان والمنطقة هو حزب الله بالدرجة الأولى، والذي استطاع بهذه السنوات الماضية من تحقيق إنجازات على مستوى محاصرة وإضعاف وإبعاد الإرهاب التكفيري، وهو ما عجزت عنه أميركا وحلفاؤها على مستوى المواجهة، وفي المقابل ولكي نعرف حجم خداع أميركا والتحالف الدولي في ضرب الإرهابيين التكفيريين، علينا أن نعلم أن الضربات الروسية في ثلاثة أيام قد أنتجت أكثر مما أنتجه التحالف الدولي على مدى 400 يوم، وبدأنا نسمع ونرى أن قوافل العصابات التكفيرية بدأت تخرج من إدلب باتجاه تركيا، حيث يوجد حاضنة ودعم لها.
وقال الشيخ قاووق إننا عندما نكون في مواجهة ما، فعلينا أن نوجد أسباب النصر لهذه المواجهة، ومن هذا المنطلق كان حزب الله الأشد حرصاً على استقرار الوطن السياسي والأمني، لأننا بذلك نعزز قوة لبنان في مواجهة الخطر التكفيري الذي ليس بعيداً عنا، وليس صحيحاً كما يقول البعض بأن ننتظر هذا الخطر حتى يأتي لنتخذ موقفاً، لأن التكفيريين فجروا السيارات المفخخة في الضاحية والبقاع، وقصفوا بالصواريخ بعض قرانا اللبنانية، وقتلوا وذبحوا واختطفوا العسكريين اللبنانيين، ولا يزالون يحتلون مساحات واسعة من الأراضي اللبنانية عند السلسلة الشرقية.
وشدد الشيخ قاووق على أن أدنى الواجبات الوطنية في الحرب الحقيقية والمتواصلة التي يخوضها لبنان ضد الخطر التكفيري تفرض أن نعزز الوحدة الوطنية والإستقرار الأمني، ولكن الفريق الذي يمسك بالقرار الحكومي لا يعبأ لا بالسيادة ولا بالكرامة ولا بقضايا الناس، بل إن همّه هو الاستئثار والهيمنة والإقصاء، وقد أغرق البلاد والعباد بأزمات سياسية ومعيشية متعددة حتى وصلنا إلى أن أُغرق البلد في أزمة النفايات، لافتاً إلى أن الحلول ليست مستحيلة ولسنا بحاجة في لبنان إلى معجزات، بل إن هناك مبادرات وحلول سياسية مطروحة، لكن الفريق الممسك بقرار السلطة يقطع الطريق على أية مبادرات وحلول سياسية، وهم بذلك يريدون إطالة أمد الأزمة وأمد الفراغ الرئاسي وأمد تعطيل المجلس النيابي، وبالتالي هم ومن خلال موقفهم الذي بجوهره هو التمسك بنزعة الاستئثار ورفض الشراكة الفعلية والمناصفة الحقيقية يهددون استمرارية الحكومة، وكذلك فإنهم يرفضون تأييد المرشح الرئاسي الأقوى وطنياً وشعبياً، ويرفضون القانون الانتخابي على قاعدة النسبية، وآلية التعيينات التي فيها الإنصاف لشركائهم في الوطن، ويعطلون كل المبادرات وبذلك يعطلون البلد.