أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور حسن فضل الله أن الذين أمسكوا بالسلطة وأفسدوا الحياة السياسية والإدارية في لبنان واعتمدوا مبدأ الرشوة بدل القانون والمحسوبيات بدل الكفاءة، والمحاصصة الطائفية والمذهبية، هم الذين أوصلونا إلى هذا المستوى من انعدام وجود القانون، أو عدم تطبيقه إذا وجد القانون، وإلى هذه المرحلة التي يعشعش فيها الفساد في كل دوائر الدولة، مشيرا إلى أن هناك فريقاً أساسياً في البلد يبني لنا منذ أكثر من عشرين عاماً سلطة زائفة ومؤسسات وهمية، حيث عمد إلى تعطيل القوانين والمحاسبة والمساءلة، لأنهم وفي ظل دولة وقانون لا يمكنهم أن يتحكموا ويبنوا ثروات على حساب بقية المواطنين.
كلام النائب فضل الله جاء خلال رعايته حفل تكريم الطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية والجامعية الذي أقامه حزب الله وبلدية قانا في الساحة العامة للبلدة بحضور رئيس بلدية قانا الأستاذ صلاح سلامي إلى جانب عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من أهالي الطلاب الناجحين.
ورأى النائب فضل الله أن لبنان وبطبيعة تركيبته هو بلد رُكّب بطريقة طائفية ومذهبية بحيث لا تصلح فيه أي محاولة لتغيير جذري، فلا تنجح فيه ثورة شعبية ولا انقلاب عسكري، وبالتالي فإن هذه التركيبة الطائفية والمذهبية هي واحدة من أكبر ابتلاءاتنا نحن في حزب الله وفي كتلة الوفاء للمقاومة، لأنه كلما أردنا أن نذهب إلى المجلس النيابي من أجل محاسبة أي مسؤول، تستنفر العصبيات الطائفية والمذهبية، وتبدأ المقامات العليا والوسطى بالتحريض للإيحاء بأن الطائفة هي المستهدفة، بالرغم من درايتهم بأن المرتشي والفاسد هو شخص وليس طائفة، إلا أنهم يقومون بذلك من أجل حماية أنفسهم، فيما الطوائف والمذاهب براء من هذا الفساد.
وشدد النائب فضل الله على أن إمكانية التغيير وإصلاح ما أفسدته طبقة سياسية في البلد وإيجاد حل للأزمات القائمة لا يكون إلاّ بإقرار قانون انتخاب عادل وقائم على أساس النسبية، تُمثّل فيه الشرائح الشعبية بطريقة منصفة وعادلة، وهو الذي ينتج لنا السلطة السياسية، وبالتالي فإن مجلس النواب الذي يأتي بقانون انتخاب عادل هو الذي ينتخب لنا الحكومة من خلال تصويت الأكثرية النيابية لرئيسها ومنحها الثقة، كما أنه ينتخب لنا رئيس الجمهورية، وبذلك فإن قانون الانتخاب هو الأساس في الوصول إلى حلول لهذه المشكلات القائمة.
وأسف النائب فضل الله لرفض قوى 14 آذار وعلى رأسها تيار المستقبل أي قانون إنتخابي يمكن أن يؤمّن تمثيلاً عادلاً لكل الشرائح الشعبية والسياسية في لبنان، لأنهم يتمسكون بقانون يعطيهم الأكثرية، فعمدوا إلى تعطيل كل مشاريع قوانين الانتخاب تماماً كما يعطلون أي تسويات جزئية للأزمات القائمة بما فيها الأزمة الحكومية الحالية وانتخاب رئيس للجمهورية، بالمقابل فإننا في حزب الله نريد لهذه الحكومة أن تعمل، ونريد للمجلس النيابي أن يفتح أبوابه، آملين ذلك مع بداية العقد التشريعي العادي خلال هذا الشهر، معتبراً أن الذي يعطل ويمنع هو الذي أجهض تسويات جزئية كان قد اتفق عليها خلال جلسات الحوار مع تيار المستقبل، كما كدنا أن نتفق عليها في جلسات الحوار الذي يتم الآن في مجلس النواب.
ولفت النائب فضل الله إلى أن بعض من في تيار المستقبل لا يريد لهذه الحكومة أن تعمل لأنه لا يريد لرئيس الحكومة الحالي أن ينجح ويكوّن حيثية شعبية وسياسية خشية أن تزاحم بعضهم، فهم لا ينامون الليل لأنهم ليسوا في السراي الحكومي، ومعروف من هو الشخص الذي يعطل ويحلم، وسيبقى هذا حلم له بأن يعود إلى السراي.
وتناول النائب فضل الله حادثة الحجاج في منى فقال إننا لندمع على إخوة لنا قد لا نعرف وجوههم، ولكنهم هاجروا إلى بيت الله لأداء مناسك الحج، فقضوا شهداء في حادثة مفجعة، ومضوا إلى ربهم، وهناك منهم أيضاً من فُقد أو أُصيب، فهؤلاء ومن أي جنسية كانوا تدمع عيوننا عليهم، خصوصاً أنهم مضوا بطريقة مؤلمة ومفجعة ومؤسفة، وهنا لا بد من الإشارة إلى وجود مفقود لبناني بينهم هو العلامة السيد حيدر الحسني، حيث على دولتنا أن تهتم وتسارع إلى البحث عنه، وأن تعمل بكل جد ونشاط، لأننا نحن ممن يحترم إنساننا ومواطنينا، والدولة التي تحترم شعبها ومواطنيها تبحث عن أي مفقود، معتبراً أنه لولا وجود الجمهورية الإسلامية الإيرانية والصوت المدوي الذي أطلقته على ألسنة قادتها من الإمام القائد السيد علي الخامنئي إلى رئيس الجمهورية إلى الكثير من مسؤوليها لمضت هذه الحادثة ولم يسأل أحد عن هؤلاء الحجاج، وكانوا دفنوا ولفلفت هذه القضية وكأن هؤلاء لا كرامة ولا إنسانية ولا دول لهم، فالصوت المدوي هو الذي أحيا هذه القضية، لأن في إيران دولة تحترم شعبها وناسها، ومن يحترم شعبه يحترمه الآخرون، ونحن علينا أن نكون في دولة تحترم شعبها وتبحث عن مفقوديها وترفع صوتها عالياً، لأن لديها مفقود بمستوى العلامة السيد حيدر الحسني.
وشدد النائب فضل الله على وجوب أن لا تذهب هذه الحادثة المفجعة كما ذهبت الكثير من الحوادث أدراج الرياح وصارت في طي النسيان، لأن هناك مسؤوليات مترتبة على السلطات التي تشرف على الحج ومناسكه، فبحسب إفادات الشهود أنه لو تداركت هذه السلطات الأمر منذ بدايته لكان عدد الضحايا لم يتجاوز عدد أصابع اليد أو أقل، ولكن الإهمال وسوء الإدارة والاستهتار بأرواح الحجاج وعدم المبالاة وتركهم يموتون ببطء وبشكل مأساوي أدّى إلى ما أدت إليه هذه الفاجعة من ارتفاع عدد شهداء الحج إلى هذا الرقم المريب.
بدوره رئيس بلدية قانا الأستاذ صلاح سلامي ألقى كلمة بارك فيها للطلاب الناجحين، متمنياً لهم دوام التفوق والنجاح في المسيرة العلمية والعملية مستقبلاً.
وفي الختام وزعت الشهادات التقديرية على الخريجين.