برعاية عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض، أقامت إدارة محمية وادي الحجير الطبيعية معرضاً للطيور الموجودة في المحمية تحت عنوان "عصفور على الشجرة ولا عشرة بالإيد"، وذلك في قاعة المحمية في وادي الحجير بحضور رئيس إتحاد بلديات جبل عامل الحاج على الزين إلى جانب عدد من الفعاليات والشخصيات والمهتمين.
وقد ألقى النائب فياض كلمة رأى فيها أن محمية وادي الحجير هي مشروع وطني كبير، ويجب أن تتظافر الجهود حوله من وزارات ومؤسسات رسمية إلى المجتمع الأهلي والقوى الفاعلة بهدف حمايته والعمل على إنجاحه لتحقيق الأهداف المتوخاة من إنشائه، معتبراً أن ما يتهدد المحمية هو التصرّف ببعض الملكيات الخاصة التي تقع في حرمها دون الأخذ بعين الاعتبار وجود محمية، ودون انتظار المخطط التوجيهي الذي ينظم استعمالات الأراضي ويحدد طبيعة ونسب الاستثمار فيها، والذي سيخضع لشروط بيئية صارمة.
ولفت النائب فياض إلى أن هذا التصرف بالملكيات الخاصة يأخذ أحياناً شكلاً صارخاً مثل إنشاء كسارات تنال الموافقات القانونية في منطقة هي محمية طبيعية بالقانون، وفي منطقة لا تخضع لتصنيف المقالع والكسارات في لبنان، وهذا يشكّل نموذجاً على التعدي الصارخ بكل المعايير القانونية والإنسانية والبيئية، وأحياناً يتم إنشاء مشاريع سياحية أو منازل في وقت اتفقنا فيه كبلديات وإدارة محمية واتحاد بلديات على تجميد كل التراخيص بانتظار إنتهاء إعداد المخطط التوجيهي.
وأضاف النائب فياض تتعرض المحمية من ناحية أخرى لتهديد مزمن وقديم ومتمادي ألا وهو التعدي على المشاعات والأملاك العامة بالتمدد أو التسلل أو الاستناد إلى سندات عليها الكثير من علامات الاستفهام، آملاً أن يتم التعاطي مع هذا الموقف كصرخة تحذير من محاولات إفراغ المحمية من مضمونها البيئي، ومن ثم ضياعها وتحوّلها إلى مجرّد قانون نظري لا وجود له على أرض الواقع.
وناشد النائب فياض النيابة العامة المالية أن تعتبر هذا الموقف بمثابة إخبار يستدعي التحرك العاجل بهدف مطالبة أصحاب الأملاك الخاصة أو من يدّعون أنهم أصحاب أملاك خاصة بتقديم أوراقهم الثبوتية ومستنداتهم لدراسة قانونيتها ومطابقتها مع الواقع لاتخاذ المقتضى القانوني، علماً أننا ننطلق من مبدأ احترام الملكيات الخاصة وصيانتها، ولكن على قاعدة تنظيم الاستفادة منها وفقاً لتكييفها مع الإطار القانوني للمحمية.
وشدد النائب فياض على أن موقف حركة أمل وحزب الله هو عدم تغطية أي مخالف أو معتدٍ، ودعوة الأجهزة القضائية والإدارية والأمنية لأخذ دورها كاملاً ودون أي تلكؤ، مشيراً إلى أن ثمة تعاون بين إدارة المحمية واتحاد البلديات والبلديات والمرجعيات لإعداد منظومة متكاملة من المشاريع والاجراءات التي فيما لو قدّر تنفيذها ستجعل من محمية وادي الحجير إحدى أهم المحميات الطبيعية في لبنان وأكثرها حيوية وجذباً.
وفي الشأن السياسي قال النائب فياض إن طاولة الحوار الوطني ستشهد بعد أيام اجتماعات مفتوحة ومتتالية وعلى مدى ثلاثة أيام، وإن ذلك سيفرض على المتحاورين الدخول في التفاصيل والخروج من المقاربات العامة، مما سيفرض تداخلاً في معالجة البنود الواردة في جدول الأعمال، مؤكداً أن فريقنا السياسي سيتعاطى بطريقة بناءة وإيجابية وبالجدية المطلوبة على أمل تحقيق النتائج المتوخاة من الحوار، ولقد تقدّم فريقنا في الجلسة الأخيرة باقتراحات محددة في ما يتعلق بقانون الانتخاب، وشكّل هذا الموقف تقدّماً إلى الأمام وخطوة نوعية نأمل أن تلاقيها خطوة مشابهة من الفريق الآخر الذي لا يزال يراوح مكانه، ومكرراً الموقف ذاته على مدى ثلاث جلسات.
ورأى النائب فياض أن لاحتمال التفاهم والوصول إلى حل مداخل عديدة فلنناقشها كلها، وعلى ما يبدو فإن التفاهم على قانون انتخابي هو أحد هذه المداخل التي قد تكون متيسرة وأقل تعقيداً، ولكن العقدة في موضوع النظام الانتخابي تكمن في موقف فريق 14 آذار الرافض للنسبية الكاملة، ونحن لا نقول هذا الأمر سجالاً ولا رغبة في تسجيل النقاط، في وقت يحتاج فيه الوطن إلى مواقف مسؤولة ومقاربات عاقلة تخرج من عقلية تسجيل النقاط وترقى إلى عقلية رجال الدولة والانحياز فقط إلى المصلحة الوطنية، داعياً الفريق الآخر إلى مراجعة مسؤولة وبناءة لأهمية النسبية الكاملة في النظام الانتخابي التي هي ليست لمصلحة فريق بل لمصلحة التمثيل العادل والصحيح، ولمصلحة الإصلاح السياسي والاستقرار الذي تحتاجه البلاد.
واعتبر النائب فياض أن إعاقة تطبيق النسبية في النظام الانتخابي هي إعاقة للإصلاح السياسي السلس الذي يحسّن في البيئة السياسية من غير أن يشكل حساسية لهذا المكوّن المذهبي أو ذالك، ولذلك فلنغتنم الفرصة التي هي أمامنا على طاولة الحوار للتفاهم على قانون الانتخاب، ولا نعيد تكرار تجربة إهدار الفرص التي شهدناها في خلوة الأقطاب الأسبوع الماضي.
بدوره رئيس اتحاد بلديات جبل عامل الحاج علي الزين ألقى كلمة شدد فيها على أهمية تنوع محمية وادي الحجير التي أتى قرار إنشائها بعد جهود من الاتحاد شعوراً منه بضرورة الحفاظ على جمالية ومكونات الوادي الطبيعية والأثرية، وكعنوان من عناوين المقاومة ورفض كل أشكال الاحتلال والإنتداب.
وفي الختام جال الجميع في أرجاء المعرض الذي يتضمن صوراً لأنواع الطيور الموجودة في المحمية، وعرض لبعض الأساليب التي يعتمدها الصيادون في اصطياد الطيور، وللوسائل البديلة التي تحافظ على حياة هذه الطيور.