الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في حفل تخرج المعلمين، في مجمع المجتبى(ع) في 21/9/2015،وأبرز ما جاء فيها:
كل المشاكل في لبنان مصدرها العقلية الطائفية التي يتستَّر خلفها زعماء الطوائف من السياسيين الذين يتترسون بطوائفهم لتحميهم من الارتكابات والمخالفات والإضرار بالوطن، كل المشاكل من تعطيل الدستور، صحيح أنه يوجد دستور لبناني لكن للأسف لا نعمل في لبنان بمقتضى هذا الدستور، وإنما نقتطع في كل يوم صيغة وتسوية وعنوانًا وشكلًا من أجل أن نضرب الدستور وننطلق من خلال الحماية الطائفية لنحقق بعض المكتسبات على حساب كل البلد، وإلاَّ أين هو التوافق في الدستور الذي يعبِّد طريق الحياة السياسية.
نحن مع التوافق ولكن تحت سقف الدستور، نحن مع التوافق على أن نحترم القوانين والأنظمة، نحن مع التوافق ولكن هذا لا يعني أن نعطي تفسيرات تلغي الدستور تمامًا، وإلاَّ ما نراه اليوم للأسف يعطل الحياة ويعطل كل الأمل. قلنا مرارًا بأننا مع استمرار الحكومة اللبنانية لأن هذه الحكومة لو سقطت فسنكون أمام فوضى غير عادية في داخل لبنان، لا لأن هذه الحكومة تمتلك المقومات العظيمة! بل لأنها الحجر الباقي من الدول اللبنانية، فقط لا نريد أن يسقط هذا الحجر حتى لا ينفجر البركان وحتى لا نخسر كل الدولة التي تقع على رؤوس الجميع، ولكن استمرارية الحكومة تتطلب أن نتوقف عن الإساءة لها وأن نتوقف عن تعطيلها، ما الذي يمنع أن ننتهي من مهزلة التعيينات الأمنية ونقدم المخرج الذي أصبح معروفًا من أجل أن تنطلق الحكومة مجددًا وتعمل وفق الآليات التي اتفق عليها، حتى يأخذ المواطنون بعض حقوقهم وحتى تسير بعض أعمالهم. وأسأل أيضًا: لماذا لا ينعقد المجلس النيابي تحت أي عنوان من العناوين؟ هناك قوانين وتشريعات تهمُّ المواطنين والناس، هل هناك نص دستوري يتحدث عن عدم انعقاد المجلس النيابي إلاَّ إذا كان هناك رئيس جمهورية أو كان هناك أشكال معينة في داخل الحكم؟ نتمنى أن يكون هناك رئيس جمهورية وننسى كل هذه المشاكل المختلفة، ولكن ما الذي يمنع أن ينعقد المجلس النيابي لتشريع الضرورة وكل القوانين التي نحتاجها لأن البلد يحتاج إلى أن يسير لمصلحة المواطنين، ولا حلَّ من دون انعقاد المجلس من أجل سلسلة الرتب والرواتب ومن أجل بعض المشاريع الإنمائية ومن أجل قانون الانتخابات وأشياء أخرى كلها في الواقع ضرورة وحاجة مطلوبة. بكل وضوح: إذا خُيِّرنا بين رئيس قوي يُنتخب للبنان وبين الفوضى والفراغ والتعطيل فنحن مع انتخاب الرئيس القوي، لسنا مع الفوضى، الذين يرفضون انتخاب الرئيس القوي ويعلمون أنه طريق حصري هم الذي يعرقلون وهم الذين يقبلون بالفراغ وهم يفضلون الفراغ والتعطيل على أن يُنتخب الرئيس القوي وعلى أن يتفقوا مع شخصية قادرة على أن تلمَّ الجميع وتتفق مع الجميع وأن ننطلق خطوات لمصلحة لبنان حتى ننتهي من الفراغ من هذه الفوضى التي نعيشها.
نحن في زمن الاستقرار الأمني والسياسي الغريب من نوعه في لبنان مع توتر المنطقة، وهذه فرصة علينا أن نستغلها قبل أن تضيع، من قال أن الفراغ إذا استمر في المؤسسات الدستورية من مجلس النواب إلى مجلس الوزراء إلى رئاسة الجمهورية بأن هذه الفرصة المتاحة للاستقرار ستستمر طويلًا؟ من يضمن المستقبل وما يمكن أن يجري؟ فلنتابع إيجاد حلول قبل أن تفوتنا الفرصة وعندها سيكون الندم صعب جدًا.