أكد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش أن مقاربتنا للمسائل الداخلية تأتي وفقاً لأولويات تكون دائماً محسوبة، لأننا ندرك طبيعة النظام السياسي وتعقيدات المجتمع اللبناني، فنحن لم نكن يوماً في مقاربتنا وتصدينا للشأن العام جزء من منظومة الفساد، بل كنّا دوماً في موقع الاعتراض على السياسات الخاطئة، ولكن استخدام وممارسة ذهنية الغلبة وعدم القبول والإصغاء للرأي الآخر، والاعتماد على منطق أكثرية وأقلية لم يسمح لنا أن نمنع الفساد بالرغم من محاولاتنا الدائمة التي خففت الأضرار نوعاً ما، ولكن في النهاية هناك تراكم في الأخطاء أدى إلى الأزمة القائمة.
كلام الوزير فنيش جاء خلال رعايته حفل التخرج السنوي الذي أقامته ثانوية المصطفى (ص) - صور لطلابها الناجحين في الشهادات الرسمية، بحضور مدير عام جمعية التعليم الديني فضيلة الشيخ علي سنان، وأعضاء الهيئة التعليمية والإدارية بالإضافة إلى حشد من أهالي الطلاب المكرمين.
ودعا الوزير فنيش جميع اللبنانيين أن يتعاملوا مع الحوار بجدية ومسؤولية من أجل إيجاد الحلول والمخارج لإعادة تفعيل المؤسسات بدءً من المجلس النيابي إلى رئاسة الحكومة إلى ملء الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، مع التأكيد على موقفنا في أننا ندعم المرشح القوي الذي يمثل غالبية وازنة انطلاقاً من القواعد المعمول بها في اختيار من يتولّى المواقع الأولى سواء كان في الحكومة أم في رئاسة المجلس النيابي، معتبراً أن التعامل وفقاً لقواعد مختلفة سيؤدي إلى ما نمرّ به من أزمة، كما أن التعامل من أجل الإتيان برئيس لا يمثل الغالبية المطلوبة يُشعر فريقاً من اللبنانيين بالتهميش والغبن، فالعودة إلى منطق الشراكة وإلى احترام القواعد المتبعة في اختيار من يمثل التوازن الطائفي في لبنان هو الطريق الصحيح من أجل خروج لبنان من أزمته، وهو المدخل من أجل الوصول إلى قانون انتخابات، لأننا بعد كل التجارب الماضية بتنا بحاجة إلى إعادة النظر بقانون الانتخابات ليكون هناك تمثيلاً عادلاً وصحيحاً، ولا بد من اعتماد الدوائر الموسّعة سواء كانت دائرة واحدة أو عدة دوائر على مستوى المحافظات أو أكثر أو أقل، ولكن مع اعتماد النسبية، وهذا هو الطريق المؤدي إلى إلغاء التشنّج والعصبيات الطائفية والمذهبية، وهذا هو الطريق الذي يضع العراقيل أمام الذين يتاجرون بالعصبيات الطائفية لغاياتهم السياسية، وهو الطريق الأسلم لتعزيز وحدة اللبنانيين، والطريق الوحيد من أجل أن يكون التمثيل الشعبي هو تمثيلاً وطنياً وليس تمثيلاً مناطقياً أو فئوياً أو عُصبوياً.
ورأى الوزير فنيش أن الأزمات السياسية القائمة منشأها السياسات الخاطئة والفساد وعدم احترام حقوق اللبنانيين، واعتبار العمل السياسي وسيلة إثراء واستفادة واستغلال من الموقع، وهذه أمور يعرفها اللبنانيون، مشدداً على أننا بحاجة إلى ثقافة مغايرة لا تكون فقط بمطالبة المسؤول، بل تكون من خلال قيام المجتمع بممارسة واجبه فيما نحن نعتبره واجباً، ولذلك نحن جزء من أي حركة إصلاحية إن كان على مستوى لبنان أو على مستوى العالم العربي والإسلامي، ونعتبر أنفسنا في طليعة الحركات الإصلاحية من خلال نهج المقاومة.
وأكد الوزير فنيش أن المقاومة نجحت في حماية لبنان، وتصدت لأعدائه من أجل الدفاع عن وجوده وبقائه ووحدته وسيادته، مشيراً إلى أن للمقاومة دورها وتأثيرها الإقليمي من خلال ثقافتها الواسعة، لأننا نواجه مشروعاً لا يضرب في ساحة واحدة، لا سيما بعد تنامي دور المقاومة على امتداد العالم العربي والإسلامي، بل إن المشروع الذي نواجهه هو مشروع يستهدف الأمة بأسرها، فالمقاومة تنطلق من لبنان، وما تقوم به من إنجازات هو لمصلحة لبنان وكل اللبنانيين، كما وأن للمقاومة إسهامها على مستوى المعادلة الإقليمية والدولية، وهذا لا ينتقص من وطنيتها ولا من دورها على المستوى الوطني والداخلي.
وفي الختام وزّعت الشهادات التقديرية على الطلاب الناجحين.