برعاية عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي، دشّن حزب الله وبلدية سلعا الجنوبية بئراً ارتوازياً لتغذية البلدة بالمياه، وذلك باحتفال أقيم بحضور رئيس مجلس الجنوب الدكتور قبلان قبلان ممثلاً بالأستاذ فضل الراعي، عضو المكتب السياسي في حركة أمل عباس عيسى، إلى جانب عدد من العلماء والفعاليات والأهالي.
وألقى النائب الموسوي كلمة جاء فيها: "إننا اليوم بصدد تدشين بئر تم بمبادرة كريمة هي موضع ثناء من جانبنا جميعاً، ونحن نحثّ على المبادرات الفردية التي لا تحلّ محل الدولة ومؤسساتها، ولكن بكل صراحة ليس هناك دولة، لأنه من عام 1992 وما قبل ذلك، كان هناك من قرر أن يصفّي مؤسسات الدولة ليبيعها لشركات خاصة من الكهرباء إلى الهاتف إلى كل شيء، وفي مقابل ذلك فإنه يجب علينا أن نجتهد لاستعادة الدولة من براثن الشركة التي استولت عليها من خلال مظاهر متعددة كشركة نفايات أو شركة وسط تجاري أو شركات للخليوي كما كانت قائمة، ولكن هذه الدولة لن تستعاد بغير انتخابات تقوم على أسس التمثيل الصحيح والدقيق، وليس انتخابات يسرق فيها الأكثرية صاحب رأس المال الأكثر من خلال قانون انتخابي مشوّه صمم خصيصاً لصناعة أكثرية لتيار بعينه، فلا بدّ من وضع هذا القانون الانتخابي الذي يعبر بصورة دقيقة وحقيقية عن إرادة اللبنانيين، في حين أنه ضمن أعمال الحوار القائم حالياً في لبنان التوافق على قانون انتخابي، نأمل بأن لا يكون مصير هذا الحوار كمصير الحوارات السابقة من قبل، وهي التي اصطدمت فيها الصيغ جميعاً بالإصرار على أن يكون قانون الانتخاب معيداً لانتاج الطبقة السياسية نفسها وبالتوازنات نفسها.
إن استعادة الدولة للمبادرة بات أمراً ضرورياً عبر البدء باستعادة المبادرة في الدرجة الأولى من خلال ملء الشغور الرئاسي، ولكن الذي أوصل البلاد إلى حالة الشغور الرئاسي هو الذي يمنع على جزء من اللبنانيين حقهم في الحصول على ما قرره الدستور والأعراف اللبنانية وميثاق الوفاق الوطني اللبناني المسمى باتفاق الطائف، ولذلك نقول لمن يدعونا منذ سنوات إلى اعتماد صيغة الرئيس التوافقي التي كانت تجربة فاشلة، وكان عهدها عهداً خشبياً نخره سوس الفساد الذي استشرى وتوغّل وتوحش في المرحلة الخشبية التي مضت، بأننا قد جربنا هذه الصيغة وقد أدّت إلى انهيار مؤسسات الدولة، ولذلك فإننا ندعو الآخرين كما قبلنا بصيغتهم في السابق إلى أن يقبلوا معنا هذه المرة بصيغة الرئيس القوي بالإستناد إلى قاعدته الشعبية الأكثرية، والقوي باستقلال قراره عن جهات إقليمية اعتادت على شراء الضمائر والإرادات بالأموال كما بيّنت الوثائق المسربة، فنحن نريد رئيساً يحقق الوفاق الوطني، وكما أن لرئاسة الحكومة ورئاسة المجلس النيابي من يعبّر عن أكثريتهما الطائفية، فمن حق الجنرال عون وهو الممثل للأكثرية المسيحية أن تكون له سدة الرئاسة، وفي ذلك فضل عميم وتكريس للوفاق الوطني وترسيخ للوحدة الوطنية ورسالة إيجابية إلى المسيحيين في الشرق، وتحقيق لمعنى الرئيس الذي لا يشترى بمال ولا يُرهَّب بتخويف، وهو القادر على رعاية التوازن وتحقيق الشراكة في السلطة.
إن أهمية الحوار الذي يرعاه دولة الرئيس نبيه بري يجب أن تتجلى في قدرته على إطلاق حوار لم ينطلق حتى الآن بين طرفين في لبنان من جهة حزب المستقبل والتيار الوطني الحر، فبعد أن قمنا بالحوار مع تيار المستقبل، نرى أن ما ينقص لبنان الآن هو أن يتفاهم هذان الإتجاهان، ولا يمكن لهذا التفاهم أن يتم إذا لم يقرّ الفريق الآخر بحق التيار الوطني الحر في الحصول على ما كرّسه له الدستور والعرف والميثاق، وأما أن يكون مطلوباً من التيار منذ الجلسة الأولى أن يتخلى عن حقه الأساسي برئاسة الجمهورية فهذا حينها لا يسمى حواراً بل هو إعلان لإغلاق باب الحوار.
إننا ندعو أن يتمّ الحوار فيما يتعلق ببند رئاسة الجمهورية على قاعدة الإقرار بالدستور والميثاق والعرف وعلى قاعدة الإقرار بحق الأكثرية المسيحية في أن تقرر من يكون رئيس الجمهورية، وفي هذا المجال نسأل ألا يبدو مستفزاً أن يقف نائب ينتمي إلى كتلة نيابية ويقول للمسيحيين بأسرهم نحن لن نسمح بوصول فلان إلى قيادة الجيش، فهذا الإستفزاز هو ما يخّرب ويعطل لبنان، فمن أنت وما دخلك ومنذ متى كان لك أن تقرر شأناً يعود بالعرف إلى الشريك المسيحي القوي، وهل عندما كان يتعيّن أحد من المحسوبين عليك طائفياً كنت تقبل بأن يقف أحد ويقول أضع فيتو على الإسم الذي تقدمه، لذلك ومع الأسف يشعر شريكنا المسيحي أن حقوقه باتت بلا سور، وأن أي أحد يمد اليد عليها ويقول أنا أقرر، وبذلك لا تستقيم الوحدة الوطنية، إلاّ أننا في المقابل كلّنا إصرار على إنجاح الحوار الذي يعيد الحقوق إلى أصحابها".
وكان الحفل افتتح بآيات بيّنات من القرآن الكريم ووقفة مع النشيد الوطني اللبناني ونشيد حزب الله، ثم ألقى رئيس بلدية سلعا علي نعيم كلمة شدد فيها على أن حاجات الناس في القرى الجنوبية كثيرة وعديدة، لذلك يجب العمل دائماً من أجل الوصول إلى أفضل دعم لمقومات الصمود والحياة الكريمة لجميع الناس، مطالباً الجهات المعنية في الدولة بمختلف مجالاتها الاجتماعية والخدماتية والصحية بتوفير الإمكانات وتمكين البلديات من القيام بواجباتها تجاه البشر والحجر.
ثم كانت كلمة لعضو المكتب السياسي في حركة أمل عباس عيسى قال فيها: "إن هذه مناسبة هي من أجل تقديم التحية للرجال الذين اعتبروا أن ما منّ به الله عليهم من إمكانات وقدرات إنما تكون في خدمة أهلهم وقراهم من أجل أن يكون لهم ولو إسهاماً بسيطاً في هذه الأرض الطيبة التي لم تبخل بكل صنوف العطاء، وقدمت كل أنواع التضحية في سبيل أن تبقى عزيزة كريمة، وفي سبيل حماية الوطن ومؤسساته".
وبعدها أزاح النائب الموسوي مع الحضور الستار عن لوحة تذكارية وضعت إلى جانب البئر تؤرخ للمشروع وبدء تغذية البئر للبلدة.