الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في حفل التخريج الذي أقامته مدارس المهدي في منطقة الحدث
وأبرز ما جاء في كلمة سماحته: يعيش لبنان حالة من الإستقرار الأمني و السياسي القريبة من المعجزة أمام الإلتهاب الموجود في المنطقة وهذا محل استغراب دول العالم والمحلّلين السياسين في العالم، كيف يمكن للبنان أن يكون مستقرًا وكل ما يحيط به وضعه مأزوم؟ مصالح الدول الكبرى والإقليمية في إستقرار لبنان، ومصلحتنا نحن اللبنانيين بإستقرار لبنان فيتبيَّن أننا أمام فرصة إستقرار نادرة للأسف يضيعها السياسيون بدوامة العرقلة التي يتبعونها والتي يفلحون بها بطريقة أو بأخرى لتضيع الفرصة الموجودة عندنا.كان من المفترض بالسياسيين أن يستغلوا هذا الوضع لمصلحة المعالجة ولمصلحة أن تقوم الحكومة بدورها وأن يقوم المجلس النيابي بدوره وأن نعمل لإنتخاب رئيس جمهورية، لكن للأسف هناك تضييع للفرص. أنا أسأل: أيهما أفضل إنتخاب رئيسٍ قوي يلتزم بتعهداته أو يبقى البلد من دون رئيس؟ مع ذلك هناك من يصرَّ على أن يبقي البلد من دون رئيس لكن لا يريد أيَّ رئيس وطني يستطيع أن ينهض بلبنان.
واليوم نحن نعترض وندين الفساد ولا يوجد أحد في لبنان إلا ويتحدث عن الفساد، بكل وضوح الفساد دورة كاملة، الفساد ليس ما ترونه فقط، الفساد ما ترونه ولا ترونه، الفساد يبدأ بالموقف فهناك مواقف فاسدة: الموقف السياسي، الموقف الإجتماعي، والموقف القانوني، ثم يمر بعد ذلك بالإرتكابات والأخطاء والإنحرافات والأعمال المشينة ثم يغلف بالحماية الطائفية بحيث تتمسك كل طائفة بجماعتها المرتكبين تحت عنوان حماية الطائفة، وإذ بنا نصل إلى المرحلة الرابعة وهذه المصيبة الكبرى أن المنحرفين يصبحون مقياس العفة في هذا البلد، وبالتالي لا يمسهم أحد وهم الذين يقرّرون وهم الذين يستمرون متربعين على العروش. هذا الفساد هو مصيبة كبرى موجودة في لبنان، ما لم تكن هناك رقابة ومحاسبة لا يمكن التخلص من الفساد، ما لم يكن هناك مسؤولية لا يمكن التخلص من الفساد، أنا أسألكم: أليس الفساد متمثلًا بالنظام الإنتخابي الأكثري الذي يعيد إنتاج الطبقة السياسية نفسها من دون أي تعديل؟ في الوقت الذي لا يعتبر منصفًا بحق خيارات الناس وأن الإنصاف يكون بقانون الإنتخابات نسبي ولبنان دائرة واحدة بحيث تتمثل كل القوى وتكون موجودة داخل المجلس النيابي، وعندها يمكن للناس أن يحاسبوهم ويمكن لهذه القوى أن تكون مسؤولة أمام الناس .
قانون الإنتخابات الحالي الأكثري هو دعامة الفساد في لبنان لأنه يحافظ على أولئك الذين صنعوا الفساد لكي يبقوا ويستمروا، أليس من الفساد أن لا تنفذ القرارات التي فيها مصلحة الناس مثل قرارات إنشاء المحارق من أجل معالجة النفايات التي اتخذها مجلس الوزراء سنة 2010 فلا تحرك الجهات المعنية ساكنًا، لأنها لا تريد أن يخسر بعض الزبائن مصالحهم وأموال الناس من الخزينة، هذا فساد ، نحن معنيون أن نواجه الفساد بحلول جدية وليس بمجرد إنتقاد عابر.
أميركا هي التي تحافظ على الأنظمة الرجعية المتخلفة، وهي التي تدعم إسرائيل الظالمة والمجرمة، أمريكا هذه هي التي شنت حربًا في أفغانستان وحربًا في العراق وهي التي وترت المنطقة من أولها إلى أخرها وهي التي خربت العمل العربي، أمريكا هي رأس الفساد وهي السبب التي أدى بمنطقتنا إلى هذه الحالة من الأنهيار، اليوم السعودية هي جزء من منظومة التحالف الدولي لطرد داعش، السعودية المتخلفة فكريًا وسياسيًا والتي تحمل توجهات تكفيرية واضحة، هي اليوم جزء من منظومة إعادة صياغة المنطقة، كيف نتصور النتائج؟ ماالذي تملكه السعودية؟ تملك المال، ولا تملك العقل ولا الفهم ولا الوعي ولا السياسة ولا الأخلاق ولا شيء، بالمال يريدون شراء العالم، بالمال إشتروا أمريكا ومن فيها، بالمال يحاولون تكريس وجود إسرائيل كفزاعة. علينا أن نكون منتبهين وواضحين لا يمكن أن يتغير هذا الواقع إلا بوقفة أصحاب الضمائر الحيّة، على أي حال أبشركم بأن وجود المقاومة في لبنان والمنطقة لن يدع أمريكا ولا إسرائيل ولا السعودية ولا القاعدة بمسمَّياتها المختلفة أن يحققوا شيئًا في منطقتنا وسيبقى النصر للمقاومة والمقاومين، علينا أن نصبر وأن ننتظر والنصر إن شاء الله يأتي ولو بعد حين وكان حقًأ علينا نصر المؤمنين.
آخر إهتمامات العالم العربي والإسلامي دخول إسرائيل إلى الحرم القدسي، آخر اهتمامات الجماعات الجهادية التي يتحدثون عنها هو مواجهة إسرائيل المعتدية والغاصبة، كان يجب أن تسلط الأضواء على ما تصنعه إسرائيل، للأسف حتى البيانات لم تصدر والمواقف لم تعلن وإسرائيل تتجبر وتتكبر، الحمدلله الذي وفقنا في أن تكون أولويتنا مواجهة إسرائيل ونحن مستمرون، نحن لن ننسى إسرائيل وعندما نقاوم التكفيريين كجزء من مقاومة إسرائيل ونتواجد بالمرصاد لإسرائيل في ما لو فكرت بأي حماقة لنلقنها درسًا أصعب وأبلى من درس 2006 وإلا لم تكن إسرائيل لترتدع لو لا هذا؛ على كل حال نحن بحاجة إلى أن نتكاتف دائمًا وأن نعرف الحق وأن نسير فيه ونتحمل التضحيات وبعد ذلك لا بد أن ننتصر.