كلمة عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامته بلدية بافليه الجنوبية لطلابها الناجحين في الشهادات الرسمية
ألقى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامته بلدية بافليه الجنوبية لطلابها الناجحين في الشهادات الرسمية، وذلك في حسينية بلدة بافليه بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من أهالي الطلاب المكرمين، كلمة جاء فيها:
إننا نذكّر اللبنانيين جميعاً بأن ما نقدمه من تضحيات هو ما حرّر لبنان ودافع ويدافع عنه، ولكن لم يكن في الوارد أن نتفرّد ولو لمرّة واحدة بالمسؤولية الوطنية عن غيرنا، فحين كنّا نقاوم الاحتلال الإسرائيلي ولا زلنا، كنّا ندعو الجميع إلى المشاركة معنا في مواجهته ولا زلنا ندعوهم للمشاركة، واليوم حين نواجه العدو التكفيري الذي هو أسوء من العدو الصهيوني لأنه عدوان استئصالي لا يفهم إلاّ لغة الذبح والقتل والتدمير، ندعو الجميع في لبنان إلى المشاركة في مواجهته، وفي هذه المناسبة فإن دعوة وزير الداخلية اللبناني إلى وضع استراتيجية لمكافحة الإرهاب التكفيري هي دعوة تلقى القبول من جانبنا، ونأمل بالفعل أن تعمد القوى اللبنانية جميعاً على اختلاف انتماءاتها وأحزابها وتيّاراتها إلى تجاوز الانقسام، وأن تجلس معاً لوضع الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الإرهاب التكفيري الذي لا يميّز بين سني وشيعي، ولا بين مسلم ومسيحي، بل إن التكفيريين لا يتوانون عن ذبح بعضهم بعضاً كما نرى ما يفعلونه في العراق وسوريا، ولذلك فليشترك اللبنانيون جميعاً في مواجهة الإرهاب التكفيري، ومفتاح البدء في المواجهة هو تجريم الفكر التكفيري وحملته، لأن الإرهاب التكفيري يبدأ من الأفكار التي تبث بين صفوف الشباب والتي تدعو إلى تكفير الملل والطوائف والمذاهب والأقوام، وبالتالي علينا أن ننظر في التشريعات اللبنانية، فإن كانت كافية لتجريم حملة هذا الفكر، فينبغي على الأجهزة الأمنية أن تنفذ القوانين في هذا المجال وأن تقبض على من يبثه، لأنه لا يجرّ إلاّ الخراب والتدمير، وأما إذا كنّا نحتاج إلى تشريعات إضافية وقوانين جديدة فليكن ذلك، لأن لبنان لا يمكن أن يعيش فيه فكر يلغي الآخر ويحكم عليه بالقتل والذبح، ولأنه قائم على الشراكة والتعددية اللتان لا تتحققان إلاّ بالتمثيل الصحيح للمجتمع اللبناني، ولا سيما التمثيل الطائفي والمناطقي.
إن تجارب الانتخابات قد دلّت أن القانون الجدير بتحقيق تمثيل صحيح ودقيق للناخبين اللبنانيين هو قانون الاقتراع القائم على أساس النسبية التي تراعي التمثيل المناطقي والحزبي، فحينها يمكننا القول إن الممثلين يمثلون حقيقة طوائفهم، وبالتالي يجب أن نطبّق الشراكة عبر التمثيل داخل مؤسسات الدولة، سواء في الحكومة أو المجلس النيابي وغيره.
وفيما يتعلق برئاسة الجمهورية، فكما أن الطوائف اللبنانية جميعاً تحصل على حقها في أن يكون رؤساء المؤسسات الدستورية ينتمون إلى قاعدة شعبية واسعة، فإن من حق المسيحيين أن يكون لهم رئيس للجمهورية يستند إلى قاعدة شعبية صلبة، وفي هذا الإطار يعرف اللبنانيون أن الجنرال ميشال عون هو من يتمتع بالقاعدة الشعبية الواسعة سواء عبر الانتخابات النيابية في عام 2009 أو عبر الحشد الشعبي الذي كان بالأمس، ولذلك فإن الانتخابات لرئاسة الجمهورية التي لا تعيد الحق إلى أصحابه، والتي لا تؤدي إلى وصول الرئيس الفعلي والحقيقي إلى سدة رئاسة الجمهورية، هي سرقة موصوفة واغتيال للشراكة والتعددية والتوازن، ومن هنا فإننا ندعو من يحمل سيف النقد على رئاسة الجمهورية أن يزيح سيفه جانباً، وأن يسمح بإعادة الحق إلى أصحابه بحيث يكون لهذه الجمهورية الرئيس المسيحي القوي المتمثّل بالجنرال ميشال عون.
وفي الختام وزّعت الشهادات التقديرية على الخريجين.