كلمة عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض خلال حفل توقع كتاب "الهجرة والجنوب من الحرمان إلى الطفرة" للكاتبة الدكتورة محسنة سرحان في قاعة سيد الشهداء (ع) في بلدة كفركلا الجنوبية
رعى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض حفل توقع كتاب "الهجرة والجنوب من الحرمان إلى الطفرة" للكاتبة الدكتورة محسنة سرحان في قاعة سيد الشهداء (ع) في بلدة كفركلا الجنوبية، بحضور عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم، رئيس بلدة كفركلا الأستاذ حسن شيت بالإضافة إلى عدد من الفعاليات والشخصيات وحشد من المهتمين.
وقد ألقى النائب فياض كلمة شدد فيها على أننا نحتاج اليوم إلى حماية جاليتنا الاغترابية من الاستهدافات الظالمة التي يتعرضون لها، كما أن المقاومة لا تطالب الجاليات اللبنانية في الخارج بأي انشغالات سياسية استفزازية أو أي أنشطة تتعارض مع أنظمة وقوانين البلاد التي يعيشون فيها ويرتزقون من خيراتها، بل على العكس هم مطالبون باحترام سيادة وقوانين ومجتمعات البلدان التي يعيشون فيها، لأنه بحسب القواعد الفقهية، فإن خرق قواعد الإنتظام العام في تلك البلدان فيه إشكال شرعي.
وأكد النائب فياض أننا لا نطالب الجاليات الاغترابية بأي دور حزبي أو سياسي أو تنظيمي، وإن نجاحاتهم الشخصية والاقتصادية هي الهدف الذي يخدم الاقتصاد والمجتمع اللبناني والعائلات اللبنانية، ويشكل عاملاً أساسياً في مواجهة الأزمة الاقتصادية التي تخيّم على لبنان، وإن معيار النجاح أو الفشل هو هذا ولا شيء آخر.
وشدد النائب فياض على أن الدولة هي المعني الأساس في رعاية وحماية وتوجيه المغتربين، وهي مطالبة باستغلال مفاعيل الاتفاق النووي بين إيران والدول الغربية وما سينتج عنه من رفع للعقوبات لإحداث انعكاسات إيجابية على واقع المغتربين اللبنانيين والمؤسسات اللبنانية الذين يضيق عليهم الخناق مالياً واقتصادياً بذرائع واهية واتهامات باطلة لا صلة لهم بها، ولا يتحملون مسؤوليتها.
ورأى النائب فياض أن الجنوب اللبناني وعلى الأخص المنطقة الحدودية الممتدة من البقاع الغربي حتى بنت جبيل مروراً بمرجعيون هي منطقة مقبلة في السنوات القادمة على تحوّلات تنموية جذرية بفعل تنفيذ مشروع قناة المنسوب 800 من بحيرة القرعون ونهر الليطاني، والتي ستجعل من المنطقة منطقة مروية مائياً، مما يستدعي التركيز على مشاريع واستثمارات زراعية حديثة يتقاسم فيها الجهد الدولة والمغتربون لإنشائها بهدف تكييف المناطق الجنوبية مع المشروع الجديد وتأهيلها للاستفادة إقتصادياً من عائداته.
وتوجّه النائب فياض بالشكر للدكتورة محسنة سرحان على كتابها القيم الذي يشكل إسهاماً بارزاً لا غنى عنه لمعرفة الواقع الجنوبي، وللإسهام معرفياً في تنمية المناطق الجنوبية، وإن كل المشاريع التنموية المشار إليها إنما باتت ممكنة بفعل الأمن والاستقرار الذي ينعم به الجنوب بفضل المقاومة، والذي نتوقع له أن يستمر بفضل جهوزية المقاومة وقدراتها ودورها الرادع.
بدوره رئيس بلدية كفركلا الأستاذ حسن شيت ألقى كلمة رأى فيها أن ما وصلنا إليه يؤكد أنه بمثابرتنا كأبناء بلدة أصبحنا نخرّج العشرات سنوياً من الجامعات وهذا دليل لما فيه من تحدٍ لأنفسنا وللمجتمع الذي نعيش فيه، كما يؤكد أن مجتمعنا أصبح يواكب العلم بكل مجالاته، إلا أنه في الوقت نفسه لا يغيّر في نفوسنا شيئاً بل إنها تبقى فيها المحبة والألفة بين الناس، متشكراً الدكتورة سرحان لأنها اختارت البلدية لتكون جنبها في ما وصلت إليها.
كما وألقت الكاتبة الدكتورة محسنة سرحان كلمة أكدت فيها أن الهجرة كانت ولا زالت بمثابة جرعة الأوكسيجين التي يتنفس منها الجنوبي والشريان الحيوي الذي ينبض بالأمل وإرادة العيش، والتي بنتيجتها كان التحول النوعي لقرى وبلدات الجنوب حيث ظهرت صور كثيرة من الحرك الاجتماعي وخرق للطبقات، فأصبح فقراء الأمس أغنياء اليوم.
وفي الختام وقّعت الدكتورة محسنة سرحان كتابها "الهجرة والجنوب من الحرمان إلى الطفرة".