رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن المبادرة الوطنية الصادقة التي أعلناها دولة الرئيس نبيه بري بدعوة الأطراف إلى طاولة الحوار تمثّل بارقة أمل للبنان في هذه الأيام التي تعصف فيها الأزمات باللبنانيين، لأن الحوار يشكّل محطة حقيقية من أجل إخراج لبنان من أزماته الوطنية، مؤكداً أن حزب الله سيشارك في هذا الحوار بروح إيجابية وبحرص على إنتاج حلول للأزمات التي تعصف وتحاصر البلاد.
كلام الشيخ قاووق جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لمناسبة مرور أسبوع على استشهاد الأخ المجاهد مصطفى ياسين ياسين في حسينية بلدة مجدل سلم الجنوبية بحضور لفيف من العلماء وعدد من القيادات الحزبية والفعاليات والشخصيات وحشد من الأهالي.
واعتبر الشيخ قاووق أن قوى 14 آذار يتحملّون جزء من المسؤولية في تواجد الإرهاب التكفيري في جرود عرسال وجرود رأس بعلبك، كما أنهم يتحملون جزء من المسؤولية في تمدد التكفيريين داخل سوريا على طرفي الحدود مع لبنان، وهم لا يزالون حتى الساعة يراهنون عليه، فهذا الرهان بالإضافة إلى مواقف هذه القوى بات يهدد استقرار لبنان والسيادة والكرامة الوطنية.
وأشار الشيخ قاووق إلى أن قوى 14 آذار قد بالغوا في الخطيئة وفي استفزاز الناس حتى تفاقمت الأزمات المعيشية وبلغ الفساد في لبنان أرقاماً قياسية على المستوى العالمي، وأتت أزمة النفايات لتكون القشة التي تقسم الظهر، مشدداً على أنه من حق الناس أن تصرخ وجعاً وغضباً بوجه الفريق الممسك في السلطة وبوجه المتورطين بالفساد الذين تسببوا بأزمة الديون والكهرباء والمياه والنفايات، وبتسميم وتوتير الأجواء السياسية في البلد، وباستهداف المقاومة باستمرار، فهذا الفريق المتورط بالفساد مستمر منذ عشر سنوات باستهداف المقاومة التي لطالما صبرت على أذاهم حرصاً على الاستقرار والوحدة الوطنية، إلا أنهم ينتظرون الفرصة ليطعنوها في ظهرها، وهم لا يتورعون عن استهدافها لا في ساعة المواجهة مع العدو الإسرائيلي في عام 2006، ولا في ساعة المواجهة بينها وبين العدوان التكفيري.
ورأى الشيخ قاووق أن الفريق المتورط بالفساد هو الذي حرم لبنان من مساعدة إيران في حل مشكلة الكهرباء وإقامة السدود، وتسليح الجيش اللبناني، وهو الذي يهدد الشراكة الوطنية اليوم، ويحاول أن ينقلب على الثوابت الميثاقية في لبنان وينتظر الفرصة لمزيد من الاستئثار والهيمنة ونزعة التسلط، فقد انتظروا العماد ميشال عون عند أول مفترق ليكسروه، لأن نزعة التسلط والاستئثار أولوية عندهم على كل الثوابت الوطنية والشراكة الحقيقية.
وشدد الشيخ قاووق على أنه ليس فقط من حق الناس أن تصرخ وتتحرك في الشارع، بل هو أمر مطلوب في وجه الفاسدين، وأننا في حزب الله لا نزال كما كنا إلى جانب أهلنا، ولن نتخلى عن مسؤولياتنا الوطنية والأخلاقية في مواجهة العدوان والحرمان.