في أجواء ذكرى الانتصار الإلهي عام 2006، أقام حزب الله إحتفالاً تكريمياً لشهداء بلدة برعشيت الجنوبية في الساحة العامة للبلدة، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور حسن فضل الله، إمام بلدة برعشيت فضيلة الشيخ علي شهاب إلى جانب عدد من الفعاليات والشخصيات وعوائل الشهداء، وحشد من الأهالي.
وبعد تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم، ألقى النائب فضل الله كلمة رأى فيها أن المشكلة السياسية القائمة اليوم في البلد عنوانها أن هناك فريق داخلي ما زال في عقلية التفرد والاستئثار ولا يريد شركاء معه في هذا الوطن، وعند اضطراره للشراكة يقبل على مضض، لافتاً إلى أنه بعد العام 2005 حاولوا أن يقصوا الفريق الذي نمثله نحن وحركة أمل، وبعد حرب تموز 2006 أصبح هناك حكومة غير دستورية وغير ميثاقية ومن لون واحد، وأكملت وضربت الشراكة بعرض الحائط، ولكنهم عادوا للشراكة مرغمين، ولو أنهم قادرين على أن يحكموا البلد من دوننا لفعلوا ذلك، لأن عقليتهم عقلية التفرد.
وأشار النائب فضل الله إلى أن في هذا البلد مكون آخر يمثل نسبة كبيرة من المسيحيين في لبنان ألا وهو التيار الوطني الحر، وهذا الفريق الذي يريد الاستئثار بالسلطة يريد أن يقصي هذا التيار ويعزله ويصفّي حسابات معه، وكلنا نستذكر في تموز عام 2006 الموقف التاريخي والوطني الشجاع والمقدام الذي وقفه العماد ميشال عون إلى جانب شعبنا وجمهورنا ومقاومتنا رغم الضغوط الكبيرة التي مورست عليه أميركياً وداخلياً من أجل أن يتخلّى عن المقاومة، ولكنه بقي على موقفه.
وشدد النائب فضل الله على أن لبنان بلد قائم على التوافق والتفاهم ولا يمكن لأي فريق أو طائفة أن تتحكم به، فلقد جرّب الآخرون واصطدموا بهذه الصيغة الفريدة في لبنان التي نريد المحافظة عليها والاستمرار بها، مشيراً إلى أن المشكل السياسي القائم يجر مشكلاً إجتماعياً واقتصادياً ومالياً واهتراءً في مؤسسات الدولة، ولذلك نحن نطالب الجميع بأن يتفاهموا ويتحاوروا وأن يرتقوا إلى الشراكة الحقيقية، متسائلاً لماذا لا يفتح تيار المستقبل الحوار مع التيار الوطني الحر، ولماذا المكابرة والإصرار على سياسة إدارة الظهر والتهميش والإقصاء والإلغاء والعزل، والتي هي سياسة لن توصل إلى أي مكان، وإنما ستزيد من الأزمة في لبنان، ومن التخبط والارتباك وشلل لمؤسسات الدولة، وستكون الحكومة كما نراها اليوم مشلولة ومعطلة.
ودعا النائب فضل الله تيار المستقبل لأن يفتح الأبواب للحوار والتفاهم مع التيار الوطني الحر، وأن لا يحاول تكرار الأسلوب الذي اعتمده معنا في عام 2006، لأنه لن يوصله لأي مكان، وإنما بالعكس، فهذه السياسة تضرب الطائف الذي يدعون أنهم يحافظون عليه، وتخل بالدستور الذي يدعون التمسك به، وتضرب صيغة الدولة التشاركية، وتؤثر على صيغة العيش المشترك المنصوص عنها بالدستور، فهم المسؤولون عن إيصال الأمور إلى هذا المحل، حيث يعيش بلدنا أزمة إقتصادية واجتماعية واهتراء وعجزاً عن القيام بالمهمّات الموكلة للحكومة، مؤكداً أننا نسعى دائماً لتفعيل عمل المؤسسات وفي مقدمتها المجلس النيابي، لأنه حتى اليوم أصبحت رواتب الموظفين مهددة، ففتح المجلس النيابي ضرورة وطنية لا تتعلق بفريق أو بجهة أو برئيس المجلس، بل هذه حاجة لكل مواطن.
كما وتخلل الحفل كلمة من وحي المناسبة لإمام البلدة الشيخ علي شهاب.