كلمة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في احتفال تكريم أبناء الشهداء في مجمع شاهد 25-7-2015
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين..
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته، إنني أرحب بكم كما العادة في هذا الاحتفال الكريم والمبارك وأشكركم على هذا الحضور.
عنوان احتفالنا تكريم لأبناء وبنات الشهداء الذين بلغوا هذه المرحلة من العمر ومن المستوى ومن العطاء .
أُطلق على هذا الاحتفال والتكريم على هذا الفوج المبارك جيل الشهيد علي أحمد يحيى.
في الاحتفال الأول قبل سنوات، قلت لكم، لأبناء وبنات الشهداء، إن آباءكم الشهداء اختاروا هذا الطريق بملء إرادتهم وعملوا وجاهدوا وثابروا وواصلوا العمل حتى وصلوا إلى ما كانوا يحبون ويتمنون، حتى وصلوا إلى لقاء لله سبحانه وتعالى، وإن عليكم أن تحفظوا وصيتهم وتواصلوا طريقهم حتى تصلوا إلى ما وصلوا إليه. الأخ الشهيد علي يحيى هو من مصاديق الرجال والشباب وأبناء الشهداء الذين التزموا بهذه الوصية وبهذا التوجيه وختمها بدمه، بالشهادة.
الشهيد علي هو نجل الشهيد سماحة الشيخ المؤمن المخلص والطاهرالمضحي الشيخ أحمد يحيى رضوان الله تعالى عليه، وهو الشهيد ابن الشهيد ابن الشهيد، الشهيد علي وهو الذي ينتمي من جهة الأب إلى عائلة الشهداء ومن جهة الأم أيضاً إلى عوائل الشهداء، وهو جدير بأن يحمل هذا الجيل اسمه، كما أن عدداً من أبناء الشهداء المجاهدين المقاومين التحقوا بآبائهم في هذه السنوات الأخيرة بعد الاحتفالات الماضية، هذا الحفل هو لتكريمهم أيضاً. وبالرغم أنكم تابعتم ذكرأسمائهم واللقاء مع عائلاتهم، ولكن أنا ـ تبركاً ـ أود أن أعيد ذكرالأسماء، أسماء أبناء الشهداء الذين استشهدوا في الآونة الأخيرة وبحسب الترتيب الزمني لشهادتهم:
الشهيد خضر نجل الشهيد نصر الله نصر الله
الشهيد محمد حسين نجل الشهيد إبراهيم الرجب
الشهيد جهاد نجل الشهيد القائد عماد مغنية
الشهيد حسن نجل الشهيد علي ابراهيم
الشهيد فؤاد نجل الشهيد محمد غنوة
الشهيد محمد نجل الشهيد علي خزعل
مع التنويه والإلفات إلى أن عدداً كبيراً من أبناء الشهداء هم الآن في صفوف المقاومة وفي جبهات القتال أيضاً، يعني نحن هنا لا نتحدث عن أبناء شهداء في موقع احتفالي وإنما عن أبناء شهداء في الجبهات أيضاً في مواقع العلم والعمل والطاعة والتقوى، أسأل الله تعالى أن يتقبلهم جميعاً وأن يتقبل جميع الشهداء الأعزاء وأن يمن على عائلاتهم بالبركة والثبات وحسن الثواب والأجر في الدنيا والآخرة.
من الواجب، في البداية، كما في الاحتفال الأول، أن أتوجه بالشكر إلى عوائل الشهداء الكرام الذين احتضنوا أبناء وبنات الشهداء وقاموا بتربيتهم ورعايتهم وحفظهم وصيانتهم وتحصينهم والوصول بهم إلى هذه المرحلة ويجب أن أخص بالشكر زوجات الشهداء اللواتي كنّ أمهات شهداء واللاتي بذلنَ زهرة شبابهنّ ومهجة حياتهنّ في تربية هؤلاء الأعزاء وكذلك الأجداد والجدّات الذين رعوا وربوا وحصّنوا وأعانوا على هذا الأمر.
الشكرالجزيل لمؤسسة الشهيد، إدارةً وعاملين وعاملات، ولكل الداعمين والمساهمين وفي مقدمهم الجمهورية الإسلامية في إيران، ولكل من ساهم ودعم وساعد من الإخوة والأخوات في لبنان وكل أنحاء العالم وأسأل الله أن يتقبل منهم جميعاً
طبعاً، في هذا الحفل يجب في البداية أن نعيد التوصية بما كنا قد وصّينا به أبناء وبنات الشهداء، هم مسؤولون على درجة عالية من المسؤولية، لهم الفخر والشرف العظيم أنهم ينتسبون إلى شهداء قدّموا دماءهم في سبيل الله وفي سبيل كرامة أمتهم وشعبهم، ويجب أن يكونوا دائما بمستوى هذه المسؤولية، يجب أن يواصلوا طريق الإباء، طريق الإيمان والتدين والعلم والمعرفة والتقوى والورع والخلق الحسن، وأيضاً طريق الجهاد والمقاومة والعطاء والجود وبالذل بلا حدود، وهم أهل لذلك إن شاء الله .
أول ما خطر في بالي، عندما خططنا للقاء في هذا الاحتفال، يوم العيد، دعنا نلمس شيئاً في اليد كما يقولون، يوم العيد، كثير من العائلات مثل بيروت والضواحي والضاحية الجنوبية على وجه التحديد، أهل الجنوب ذهبوا إلى الجنوب، أهل البقاع ذهبوا إلى البقاع، أهل الجبل ذهبوا إلى الجبل، بقية المحافظات نفس الشيء، هذا الأمر لا يقتصر على الضاحية، وإنما على كل وأغلب المدن. الناس "طلعوا إلى الضيع" في العيد، وعيّدوا يوم اثنين وثلاثة حسب العطلة، وشعروا بالأمن والأمان، وليس أي أمن وأمان، الأمن والأمان مع الكرامة والعزة والحرية، مع الإحساس بالوجود. الشعب اللبناني واللبنانيون عيّدوا هذا العيد بهذا المناخ، في منطقة، في محيط مضطرب ومتلاطم، هذا كان شعوري يوم العيد. أول ما تذكرت الشهداء، ألا يجب على كل لبناني، بل على كل مقيم في لبنان، فلسطيني أو سوري، نازحين مهجرين مقيمين، أن يقفوا لحظة مع أنفسهم، وخصوصا اللبنانيين، كل اللبنانيين، ليسألوا أنفسهم هذا السؤال: لماذا نحن اللبنانيين نعيّد بأمن وأمان وعزة وكرامة وحرية في بحر متلاطم من الصراعات والحروب والاضطراب الأمني وسفك الدماء... بفضل الله بالدرجة الأولى، لكن ببركة مَن، بسبب مَن، بدماء الشهداء، بتضحيات الشهداء، شهداء المقاومة بكل فصائلها، شهداء الجيش، شهداء القوى الأمنية، شهداء الشعب اللبناني والشعب الفلسطيني الموجود في لبنان، كل هؤلاء الذين استشهدوا على مدى عقود حتى انتصرت المقاومة، وحتى تثبتت معادلة الردع مع العدو الإسرائيلي وحتى تم تحصين الداخل اللبناني من الشبكات الإسرائيلية المعلوماتية والعملياتية ومن التكفيريين في الداخل أو عند الحدود..
لولا هذه التضحيات وهؤلاء الشهداء وهذه الدماء وهؤلاء الجرحى وهذه الآلام وهذا الصبر وهذا الفداء وهذا العطاء هل كان للبنان أن ينعم بما ينعم به الآن؟ كل واحد يستطيع أن يرجع إلى ضميره وإلى وجدانه ليقدم إجابة حقيقية وصادقة بعيداً عن الحسابات وعن المناكفات السياسية الضيقة وبعيداً عن الحقد والحسد والكراهية.
الحقيقة واضحة وجلية لكل ذي عينين، يجب على اللبنانيين وكل المقيمين في لبنان أن يعرفوا هذه النعمة وأن يشكروا هذه النعمة ليس من أجل الشهداء، الشهداء ليسوا بحاجة إلى شكرنا وإنما من أجل أنفسنا لتدوم هذه النعمة علينا، لأنه بالشكر تدوم النعم، وهذا أيضاً من أسباب هذا الإيمان القوي الذي نجده في أبناء الشهداء وفي هذا الجيل الذي تتحدث عنه الآن إسرائيل والإعلام الإسرائيلي، عندما يتحدثون عنه، عن الجيل الثالث في المقاومة.
ويتحدثون بحسابات وبتأمل وبتدقيق، هذا الإيمان الذي يتوفر لدى هذا الجيل وهذه الأجيال وهذه الثقة لدى الكثيرين في لبنان وفي المنطقة أيضاً بصوابية هذا الطريق وصدقية هذا الخيار سببه أنهم لمسوا وشهدوا وشاهدوا ثمرة هذه الإنجازات وهذه الدماء.
إذا كان الجيل الأول في المقاومة قاتل ولم يكن لديه وضوح سياسي بالمعنى السياسي المادي، أننا نحن ننتصر، نهزم إسرائيل، نطردها، كان إيماننا بالنصر، إيمان الجيل الأول، كان إيماناً غيبياً، إيماناً يعتمد على الثقة بالله فقط والثقة بوعد الله سبحانه وتعالى فقط، وإلا كل المعطيات والحسابات المادية كانت لا تشير إلى هذه النتيجة، بل كان البعض يتحدث عن جنون المقاومين ومجافاتهم للوقائع وبُعدهم عن الواقعية وما شاكل.
هذا الجيل، هذه الأجيال الحاضرة، تمارس المقاومة، تؤمن بالنصر ليس فقط لأسباب غيبية، ليس فقط لإيمانها بالوعد الإلهي وثقتها بالوعد الإلهي، بل من موقع شهودي وتجريبي أيضاً، لأنها بأم العين شاهدت وباليد لمست ومن خلال العيش المباشر عايشت ما تجسد أمامها من هذا النصر الذي صنعته دماء الشهداء بإمكانيات متواضعة وضعيفة ومحدودة. الأجيال الحاضرة هي تؤمن بهذا النصر الذي نتحدث عنه في كل يوم وفي كل مناسبة، وأعيد الحديث عنه أيضاً في هذه المناسبة من موقع التجربة، من موقع الإيمان بالغيب، ومن موقع التجربة الحقيقية والواقعية التي شهدناها ونشهد الآن انتصاراتها وثمراتها.
أيها الإخوة والأخوات: منذ العام 1982، منذ انطلاقة هذه المقاومة طبعاً هناك عنوان كبير واكبها حتى اليوم، وما زال وسيستمر حتى النصر النهائي إن شاء الله. هذا العنوان هو السعي الأمريكي الإسرائيلي المتحالف مع بعض الأنظمة العربية وبعض الأدوات اللبنانية المحلية ـ وأقول أدوات ـ من أجل ضرب هذه المقاومة وسحقها وإنهاء وجودها إذا أمكن، وإذا لم يمكن فالعمل على عزلها وتطويقها وإضعافها أيضا جهد الإمكان، وعملوا على ذلك منذ الأيام الأولى بوسائل مختلفة. طبعاً أنا لن أتعرض الآن لكل ما فعلوا وعملوا وا وا وا، وانما سأقف فيما يُعمل الآن أو في المدى القريب على هذا الصعيد لأخلص أيضاً إلى نتيجة لأنه في بعض هذه الأمور تحتاج إلى تحديد مسؤوليات، وضمنا أكون علقت على بعض التطورات التي حصلت في لبنان والمنطقة مؤخراً.
هم سيواصلون العمل كما قلت. اليوم بعد الاتفاق النووي، الهاجس الكبير في المنطقة إيران ما بعد الاتفاق النووي، ويأتي ضمن هذا الهاجس حزب الله والمقاومة في لبنان، إن هذا سيؤدي إلى تقويتها إلى تعزيزها، ولذلك نجد أن أوباما شخصياً، وفي أكثر من كلام وحديث، ووزير الخارجية الأمريكي جان كيري في الأيام القليلة الماضية تحدثا بوضوح عن حزب الله وإعادة وصفه بمنظمة إرهابية وإعادة تأكيد السياسة الأمريكية في مواجهة حزب الله من أجل طمأنة إسرائيل وحلفاء أمريكا في المنطقة بأن أمريكا لن تسمح بتداعيات قوة من هذا النوع.
هذا يعني أن المقاومة في لبنان حاضرة بشكل أكيد وكبير في معادلات المنطقة وفي حسابات أكبر قوة في العالم وهي الولايات المتحدة الأمريكية.
طبعاً قبل أن أعرض لبعض الأمثلة بإيجاز، أريد أن أقول النتيجة مسبقاً، وأعود إلى النتيجة لاحقاً، أنهم عملوا وأنفقوا مئات ملايين الدولارات وربما مليارات الدولارات وسخّروا الكثير من الوسائل، وأيضا قاموا بعدد من الحروب، ولكن كانت هذه النتائج دائما عكسية، وكان الله تعالى يمن علينا بالحفظ والصون والنصر والغلبة والتثبيت والقوة والتقدم. هذه النتيجة سأعود إليها لاحقاً.
إذا جئنا لنستعرض بعض الأمثلة، بالدرجة الأولى لكن لن أقول أولاً، لكن بالدرجة الأولى والعنوان الأخطر والأكبر هو الحروب التي شُنت على المقاومة وعلى مدى سنوات، وآخرها حرب تموز 2006 هذه الأيام هي أيام ذكراها، وكان الهدف واضحاً: سحق المقاومة في لبنان، إنهاء المقاومة في لبنان، إنهاءها مادياً وجسدياً وضرب بيئة المقاومة بشكل حاسم وقاطع ونهائي، حتى لا تقوم لأي مقاومة قيامة في يوم من الأيام في هذا البلد، لكن الحمد لله فشلوا.
إذاً نأتي على العناوين:
أولاً: التأكيد الأمريكي المتجدد في الأيام الأخيرة على وصف حزب الله بالإرهاب وبالمنظمة الإرهابية. طبعاً هذا لا يقدّم ولا يؤخر، هذا ليس شيئاً جديداً، من أول ما انشأوا لائحة إرهاب وضعونا على لائحة الإرهاب كجهة وكأشخاص.
ما صدر مؤخراً أيضاً من قرار أمريكي أو لائحة أمريكية جديدة تستهدف عدداً من القادة الجهاديين في حزب الله وأنه مثلاً عقوبات مالية ومصادرة أموالهم ومن هذا الكلام.
وسابقاً أيضا قبل أسابيع صدرت أو ضمت إلى لائحة الإرهاب السعودية أسماء أخوة آخرين.
في هذا السياق أود أن أقول إن هذا أيضا لا يقدم ولا يؤخر شيئاً. طبعاً هذه التجربة كلها التي سنتحدث عنها وعن تجربة أمريكا مع إيران التي انتهت إلى ما انتهت إليه لكن "على مكبّر كثير"، نحن نأخذها على قدر حجمها، هذا النوع من العقوبات على إخواننا هو لن يقدم ولن يؤخر شيئا لأنه أولا إخواننا ليس لديهم أموال ولا لديهم أموال، لا بالبنوك العالمية ولا في غير المصارف العالمية ولا يمررون زيارات ولا سفرات. لا تعطوهم تأشيرات، لا تسمحوا لهم بنقل أموالهم عبر المصارف وما لديهم من الأموال في الخارج صادروها، صحتين على قلبكم ولا مشكلة.
لكن طبعاً هذا له بعد معنوي وسياسي، لكن نحن نفخر به أن تعاقبنا الولايات المتحدة الأمريكية، الشيطان الأكبر والتي ستبقى الشيطان الأكبر، قبل الإتفاق النووي وبعد الإتفاق النووي، هذا بحث آخر نعود إليه لاحقاً. نحن نفخر ونعتز بأن تعاقبنا الولايات المتحدة الأمريكية لأننا نقاوم وندافع عن بلدنا وحريته وأمنه وسيادته وكرامته ووجوده وبقائه، سواء في وجه المشروع الصهيوني الذي تدعمه وتتبناه أو في وجه المشروع الأمريكي الذي دعمته وتبنته المشروع التكفيري، لكن ما يجب التوقف عنده هنا هو الاستهداف للاقتصاد اللبناني ولرجال الأعمال اللبنانيين وللتجار اللبنانيين ولمؤسسات لبنانية وشركات لبنانية سواءً كان هؤلاء اللبنانيون مقيمين أو مغتربين.
هناك استهداف مقصود ومدروس وواضح لهؤلاء، مع العلم أنني أنا في أكثر من مناسبة قلت: نحن في حزب الله ليس لدينا مشاريع مالية ولا تجارية ولا استثمارية ولا ندخل في هذا العالم لا من قريب ولا من بعيد، وقلت بوضوح أيضاً قبل سنوات، هذا لم يعد مخفياً، ولذلك نحن عندما نأخذ مالاً من إيران نحن لا نحتاج لويكيلكس نحن نتحدث بشكل علني وبشكل واضح ونقول نحن نحصل على دعم مالي ومادي من الجمهورية الإسلامية ونفتخر بأننا نتلقى دعماً من هذا النوع وتفتخر بأن الجمهورية الإسلامية تدعم هذه المقاومة وحركات المقاومة، هذا ليس فيه أي لبس.
والدعم الذي تقدمه لنا الجمهورية الإسلامية هو كاف لنا بحمد الله عز وجل، لقد أغنانا الله بفضله وليس لدينا أموال نشغّلها لا مع هذا التاجر ولا مع تلك الشركة ولا مع هذه المؤسسة. وأنا أقول هذا حاسماً قاطعاً صادقاً.
أولاً لأنه نحن لدينا موقف، رؤية لها علاقة أن الحزب كحزب، كجهة أن يدخل بهذا النوع من الأعمال الاستثمارية بمعزل عندنا فلوس أو ليس عندنا فلوس. وثانياً، حتى لا نفتح الباب لإلحاق الأذى بأي من التجار أو المغتربين أو الشركات ليُتهموا لاحقاً بأنه أنتم عندكم أموال من حزب الله وتقومون بتوظيفها واستثمارها، الصدق منجاة، صادقين، واضحين، شفافين، لا يوجد شيء من هذا.
مع ذلك، هناك إصرار أميركي ومن خلفه إسرائيل وبعض الدول العربية وبعض أجهزة المخابرات في المنطقة على المس برجال الأعمال وبالتجار وبالمؤسسات وبالشركات اللبنانية، والهدف هو النيل من هذه البيئة، من هذا البلد، من قدرته الاقتصادية والحياتية، لأنه بالنهاية هذه المؤسسة أو تلك الشركة هي تشغّل إما مئات العاملين أو آلاف العاملين وتؤمن حياة كريمة لعدد كبير من العوائل. عندما تُستهدف وتُضرب هم بالنهاية يلحقون الأذى بهذه البيئة وبهذا المجتمع.
وإن كان هذا، أيضاً بمثل السياق كله الذي سأحكي فيه، هو لن يقدم ولن يؤخر شيئاً لا في وعينا ولا في إرادتنا ولا في تصميمنا كمقاومة وكتيار مقاومة وكبيئة مقاومة على مواصلة الطريق. تتذكرون في حرب تموز لماذا تعمد العدو قصف الدكاكين والأسواق والمحلات التجارية والمصانع والمعامل، مع أنه هناك لا يوجد مقاتلين ولا يوجد سلاح ولا ذخيرة، لا يوجد أي سبب لقصف هذه الأهداف، لأن هذا أيضاً جزء من الاستهداف.
هنا ما أردت أن أقوله في هذا السياق إن على الدولة اللبنانية، على الحكومة اللبنانية - آخر شيء مرجوعنا لليموناضة - أن على الدولة اللبنانية وعلى الحكومة اللبنانية مسؤوليات في حماية اللبنانيين وهي لا تفعل ذلك، دلوني أين حمت الدولة اللبنانية أو الحكومة اللبنانية هؤلاء اللبنانيين. مصرف لبنان المركزي وحاكميته يوجد عليها مسؤوليات، القضاء اللبناني يوجد عليه مسؤوليات، أنا لا أدخل الآن في تفاصيل، هذا نتكلم به نحن وهم على جنب، ولكن أريد في هذا الخطاب أن أطرح هذه القضية كقضية وطنية، ليس كقضية شخصية أو طائفية أو حزبية أو ما شاكل. المستهدفون حالياً أو سابقاً، أموالهم ليست لحزب الله على الإطلاق، هم مثل بقية التجار اللبنانيين، يعملون ويكدحون، ولذلك مسؤولية الدولة أن تحميهم وأن ترعاهم وأن تدافع عنهم، لا بمجرد أن تاتي إشارة من وزارة الخزانة الأميركية لبنان كله يرفع العشرة ويستسلم و"ينرعب"، ولا يملك حتى إرادة أن يدافع عن بعض مواطنيه.
على كل، هذا واحد من العناوين التي عُمل عليها وما زال يُعمل عليها، محاولات إبعاد تجار لبنانيين أو رجال أعمال لبنانيين من كثير من بلدان هذا العالم يأتي في سياق هذا الاستهداف، كما كان الاستهداف للبنية الاقتصادية في حرب تموز هو جزء من هذا الاستهداف.
ثالثاً: العمل الدؤوب على تشويه سمعة حزب الله والمس بمصداقيته وخصوصاً مصداقيته الأخلاقية، سواء كجهة أو كقادة ومجاهدين ومسؤولين. كجهة، أيضاً منذ سنوات نشاهد على المواقع الالكترونية ومجلات وصحف ووسائل الإعلام ومقالات، كلام لا يستند إلى أي دليل، أكاذيب في أكاذيب، ولكن اكذب اكذب اكذب، عسى أن تشوّه صالحاً. مثلاً اتهام حزب الله بأنه يعمل على ترويج أو توظيف شبكة بيع مخدرات في العالم - قال نحن صرنا نبيع مخدرات - أو مثلاً شبكات تبيض الأموال، أو شبكات سرقة أو ما شاكل. هذا كله موجود، ليس له أي أساس من الصحة، نحن بالعمل الحلال، بالتجارة الحلال غير مؤمنين، كيف بالتجارة الحرام، نحن بالتجارة الحلال لم نقبل أن ندخل حتى لا نتلوث في مكان ما، فكيف بما هو حرام وفي فقهنا حرام وفي شريعتنا حرام.
لكن على كل، هذا جزء من عملية تشويه. وكذلك فيما يتعلق بقيادات وشخصيات ومسؤولين وكوادر في حزب الله. سابقاً وما زال هذا السياق مستمراً، موضوع الاغتيال الجسدي، حيث يستطيعون أن ينالوا جسدياً من أي من قادتنا أو كوادرنا فعلوا ذلك. اغتيال أميننا العام وأستاذنا الكبير سماحة السيد عباس الموسوي رضوان الله تعالى عليه، اغتيال سماحة الشيخ راغب حرب رضوان الله تعالى عليه، اغتيال الحاج عماد، الشهيد القائد الحاج عماد مغنية، اغتيال الشهيد القائد الحاج حسان اللقيس، اغتيال الشهيد القائد غالب عوالي، الشهيد القائد علي صالح، شهداء عدد كبير، أبو علي رضا ياسين الخ...
لكن من لم تصل إليهم أيديهم بالاغتيال الجسدي يعملون على اغتيالهم معنوياً. اليوم أنا لن أدخل لا في أسماء ولا في تفاصيل، حتى لا أذهب وأدلّكم على مواقع تذهبون وتفتشون عليها، أكون أعمل لها دعاية. لكن هناك مواقع الكترونية إسرائيلية ومخابراتية متخصصة، عملها أن تركز على إخواننا وقياداتنا ومجاهدينا تنسب إليهم اتهامات على المستوى الشخصي، على المستوى الأخلاقي، على المستوى المالي، على المستوى السلوكي، لا أساس لها من الصحة على الإطلاق، يأتي هذا في سياق الاغتيال المعنوي، وهؤلاء منزّهون ومبرؤون عن الاتهامات الموجهة إليهم. لكن عندما يعجز العدو عن مواجهة هؤلاء، وبعضهم قادة لهم تاريخ في العمل الجهادي ولهم تضحيات ولهم إنجازات كبيرة، عندما تعجز إسرائيل عن النيل منهم جسدياً تسعى إلى النيل منهم معنوياً، وهذا يجب أن يتم الانتباه إليه ويجب مواجهته وعدم القبول به، طبعاً هذا جزء من المعركة، بالنسبة لهؤلاء الإخوة، بالنسبة لعائلاتهم يجب أن يعرفوا أن هذا جزء من المعركة، كما يتم اغتيالنا أو يحاولون اغتيالنا جسدياً هم يحاولون اغتيالنا معنوياً وهذا أمر يجب أن نتوقعه دائماً، على طول المسيرة.
اليوم على سبيل المثال، هناك فيلم إيراني لمخرج إيراني ضد الثورة الإسلامية في إيران يتعرض لسماحة السيد القائد ويتكلم عن حياة سماحة السيد القائد، أكاذيب وأكاذيب وأكاذيب يعرف الشعب الإيراني أنها أكاذيب ولكنهم يملكون جرأة الكذب تحت عين الشمس إلى هذا الحد، عسى أن هذه الأكاذيب يمكن أن تؤثر في هذه الزاوية أو في تلك الزاوية.
في كل الأحوال، وسائل الإعلام، خصوصاً اللبنانية يجب أن تنتبه إلى هذا الأمر ويمكن بعضها بنية حسنة تحاول أن تفند أو تدافع أو تشرح ولكن أحياناً نشر هذه الأمور يساعد العدو أكثر مما يدافع عن الصدق.
أيضاً في مواجهة الاغتيال المعنوي سيكون رجالنا ونساؤنا وقادتنا ومجاهدونا وعائلاتنا الشريفة إن شاء الله تملك نفس روحية الصبر والثبات والاحتساب ومواصلة الطريق كما حال عوائل الشهداء الذين قُتل أبناؤهم وأزواجهم وأهلهم وأخوانهم.
رابعاً: ماكينة ترويج الأكاذيب حول الوضع المعنوي للمقاومة وبيئتها الخاصة، من 2005 بالتحديد، لأنه حافظينهم لا أريد أن أعود إلى قبل، حتى الآن، الآن إذا تفتحوا الصحف، بعض المجلات، تشاهدوا بعض التلفزيونات أو تشاهدوا بعض المواقع الالكترونية نفس الأدبيات لم يغيروها من عشر سنين، هذا دليل أنه يوجد نوع من، يعني لا يوجد غنى حتى بالمصطلحات يعني. من 2005 لليوم عندما يريدون أن يتكلموا عن حزب الله، حزب الله مأزوم، إذا أحد يدخل يجد كلمة مأزوم من 2005 إلى اليوم ما شاء الله. حزب الله مربك، حزب الله ضعيف، يزداد ضعفاً، حزب الله يلفظ أنفاسه الأخيرة، حسناً، واحد يلفظ أنفاسه الأخيرة يوم اثنين، شهر اثنين، يلفظ أنفاسه الأخيرة، حسناً، عشر سنين يلفظ أنفاسه الأخيرة. الآن تقرأ أمس وقبل أمس حزب الله في أيامه الأخيرة، يلفظ أنفاسه الأخيرة، لماذا؟ قال بسب الاتفاق النووي. والله حيرتونا، شيء يقول خائف من حزب الله أنه الآن ستتدفق الأموال عليه من فوق رأسه ومن تحت قدميه ولحقوا على حزب الله ماذا سيفعل بلبنان وبالمنطقة، وشيء طالع معه أن حزب الله يلفظ أنفاسه الأخيرة، يعني اتفقوا لأنه هم من نفس الجهات.
في كل الأحوال، أنه والله يوجد تململ في صفوف حزب الله، دلوني على هذا التململ، الواحد يستطيع أن يقعد ويتكلم الشيء الذي يريد، ويعمل مسلسلات، ما شاء الله كم كان هنالك مسلسلات في شهر رمضان وخيالات واسعة، طيب التململ في صفوف حزب الله، والتمرد في صفوف حزب الله.
عوائل الشهداء تقول لقيادة حزب الله أعيدوا إلينا أبناءنا، هل آتي إليكم برسائل عوائل الشهداء والتي تقول: أرسلوا أبناءنا إلى الجبهات كي تصدقوا؟ أين هم هؤلاء عوائل الشهداء الذين تتكلمون عنهم؟ طبعاً هم ليسوا حاضرين كي يحضروا ماذا يقولون عوائل الشهداء، يوجد برنامج يُعرض على قناة المنار منذ مدة والآن هم جددوه منذ مدة أيضاً، أحياناً الآن بالإعادة أحرص أن أراه وأحضره، تسمع آباء الشهداء وأمهات الشهداء وزوجات الشهداء وأبناء وبنات الشهداء، تشعر أنك أمام أناس ليسوا من هذا الزمن، تفتخر بمعنوياتهم، وتفتخر بشجاعتهم وتفتخر بإيمانهم الكبير، وتفتخر بصبرهم واحتسابهم، يوجد نموذج رائع مجهول، طبعاً يوجد أناس لا يسمعون لعوائل الشهداء، وليس لديهم الوقت ليحضروا عوائل الشهداء، لأنهم من مناخٍ آخر، لكن من يريد أن يتكلم عن عوائل شهدائنا فليسمع عوائل شهدائنا، ولا يقعد بعيداً.
مع أنه حتى هذه اللحظة لا يوجد مثل هذا الشيء، لنفترض أن أب شهيد وأم شهيد وزوجة شهيد وإبن شهيد من شهداء هذا الخط عنده رأي وعنده اعتراض، طيب واحد ونحن منذ 82 إلى اليوم لدينا آلاف الشهداء وآلاف عوائل الشهداء، هم الذين يشكلون الرأي العام لعوائل الشهداء، على كلٍ، هذا كله آتٍ في هذا السياق، لكن هم أنفسهم، لأن الكذاب ينسى، هو يفبرك في نفس الوقت حزب الله ضعيف ويلفظ أنفاسه الأخيرة، والذي يوجد تمرد في داخله، والذي يوجد فيه حالة تململ، والذي عوائل الشهداء وعوائل المجاهدين قاموا قيامتهم على قيادته، والذي ماذا قصته، وما هي حكايته ومعنوياته؟ ومرتبك ومأزوم، وترجع تقلب الصفحة، ماذا يقولون لك؟ حزب الله يريد السيطرة على لبنان، حزب الله يعطل الرئاسة ويريد الفراغ لأنه يدفع إلى مؤتمر تأسيسي لأنه يريد إعادة صياغة النظام اللبناني على أسس جديدة، وحزب الله يريد إلغاء الطائف، وحزب الله يتدخل ويتصرف كأنه قوة إقليمية، حزب الله وحزب الله...، طيب يا أخي حيرتمونا، نحن هكذا أم هكذا؟ لكن هذا على كل حال بسبب تخبطهم، لأن كل ما قالوه عن حزب الله ليس له أي أساس من الصحة، أنتم ترون في وسائل الإعلام أي خطأ صغير لأننا لسنا معصومين، وإخواننا ليسوا معصومين، نحن لا ندعي العصمة أبداً، ممكن أن يكون هناك من قد أخطأ، والخطأ الصغير يُعمل منه قضية وطنية، وأحياناً تُنسب إلينا أخطاء لا أساس لها من الصحة، كلها هذه هي جزء من هذه الحرب.
خامساً: تسخيف وتوهين الانجازات والانتصارات، واعتبار كل تضحياتنا أنها هدر لكل طاقات اللبنانيين ولدماء اللبنانيين، وأنها تذهب سدىً، مثلما حصل في حرب تموز، هم سخفوا ولم يعترفوا أصلاً بالإنتصار، ووصلوا إلى مرحلة التسخيف والتوهين، مثلما صار في كل ما قامت به المقاومة إلى جانب الجيش السوري والقوى الشعبية في سوريا، ولو تكلمنا عن الحدود، عن القصير وعن القلمون وعن جرود القلمون وعن جرود عرسال، وإبعاد هذه الجماعات التكفيرية ومحاصرتها، وإبعاد خطرها عن القرى والبلدات اللبنانية، هو يوهن ويسخف ويتهم.. الخ، وتشعر أحياناً أيها الإخوة والأخوات أن الموضوع هو ليس موضوع تقييم سياسي أو تقييم أمني أو تقييم إستراتيجي، لأنه يوجد الآن الكثيرون يتكلمون إستراتيجياً، فإنك سوف تشعر أن الموضوع في عمقه يوجد حقد وكراهية أكثر مما هو خلاف سياسي، لأن الحقد عندما يصل إلى هذا المستوى يُعمي، هؤلاء يتنكرون للحقائق التي يعترف بها كل العالم وحتى العدو، حتى العدو يعترف بهزيمته وفشله في حرب تموز، ولكن هم يتنكرون لهذه الحقيقة. أنا لا أظن أن السبب سياسي أو فكري أو نقص في المعلومات أو ضعف في التحليل، وإنما السبب برأيي هو الحقد والكراهية والحسد والعداء الذي يُعمي القلوب والعقول والأبصار، وإذا استمروا في هذا الطريق، طبعاً هذا أمر مؤسف جداً.
سادساً: الطعن والتشكيك في علاقتنا مع حلفائنا الداعمين لنا، مثل إيران وسوريا، لنتكلم عن إيران قليلاً باعتبار الإتفاق النووي، تتذكرون في ال 2006 في وقت الحرب، وبعد ال2006 لقبل كم يوم، ماذا كان الخطاب الآخر؟ أنا لا أتكلم عن جهات في لبنان فقط، كلا، في لبنان وفي العالم العربي وفي الإعلام الخليجي وفي أماكن كثيرة، أن إيران تستخدم حزب الله، لن أتكلم عن جهات أخرى، من خدمة ملفها النووي، وصولاً إلى الإتفاق النووي، يا جماعة حزب الله ويا جمهور حزب الله غداً إيران سوف تبيعكم، عندما تعمل إتفاق مع الأمريكان، هذا الكلام كم مرة قيل عبر السنوات الماضية؟ وكم مرة سمعتموه أيها الأخوة وأيتها الأخوات ويا أيها الناس القاعدين وترون في التلفزيون؟ في الصحف وفي المجلات وفي المقابلات وفي التصاريح وفي الخطب كانوا يشتغلون على وعينا، وعلى وعي بيئتنا وعلى وعي جمهورنا، على أساس أنكم أداة في المشروع الإيراني، وتستخدمكم إيران خدمةً لمشروعها النووي ومفاوضاتها النووية، وعندما تصل إلى إتفاق سوف تبيعكم، وسوف تكونون جزءاً من صفقة البيع الإيرانية - الأميركية، ألم يُشغل على هذا الموضوع؟ طبعاً كنا باكراً نقول إن إيران ليست هكذا وسوريا ليست هكذا، كوننا نتكلم مع إيران، الجمهورية الإسلامية علاقتها مع حلفائها هي علاقة عقائدية وأخلاقية قبل أن تكون مصالح سياسية، وتكلمنا كثيراً ولن أعيد نفس الكلام، طيب اليوم ماذا يقولون؟ "ذاب الثلج وطلع المرج"، من طلع معه الحق؟ نحن أم أنتم؟ من الصادق ومن الكذاب؟ الكذاب وليس الكاذب، لأن طبعه وملكته هي أن يكذب، من؟ هل إيران باعت حلفاءها في المفاوضات النووية؟ طيب لا تريدون أن تصدقوا محمد جواد ظريف الدكتور والوزير المحترم، فلتصدقوا صاحبكم جون كيري، أمس جون كيري ماذا يقول؟ يقول: إيران ووزير خارجية إيران في كل اللقاءات بيني وبينه رفضوا أن نُناقش في أي ملف آخر إلا الملف النووي، نعم وعدونا أنه فيما بعد إذا أُنجز الإتفاق النووي يمكن أن نتكلم في بعض الملفات، لا أحد باع ولا أحد إشترى، لكن المساكين هم أنتم، أذهبوا وأنظروا إذا باعوكم أم لم يبيعوكم، وأكثر من هذا، الجمهورية الإسلامية التي تواجه، لأن الإتفاق لم يصبح بعد نهائياً، بعد الكونغرس الأميركي يجب أن توافق عليه ومجلس الشورى في إيران يجب أن يوافق عليه، يوجد جهد كبير "إسرائيلي" وبعض الخليجي و... و... و... لمنع وصول هذا الإتفاق إلى نهايته المطلوبة والسعيدة، يوجد شغل، ومن جملة الشغل، أنه أنتم أيها الأمريكان ماذا تعملون؟ أنتم تساعدون في حل مشكلة إيران، هذا سوف يقوي إيران، وسوف يقوي إيران في المنطقة، ولن يُغير السياسة الإيرانية، مصلحة إيران أن تسكت، لكن إيران وقفت في يوم العيد، وقف سماحة الإمام القائد السيد الخامنئي دام ظله الشريف ليصف أميركا بما وصفها، وليجدد وليؤكد موقف إيران من حركات المقاومة ومن قضايا المنطقة ومن حلفائها، وكان لحزب الله وللمقاومة في لبنان مكان خاص في هذا التأكيد وفي هذا التجديد، وكذلك في مناسبات مختلفة، سماحة رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران الشيخ حسن روحاني، وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف وبقية المسؤولين أكدوا على هذا المعنى.
طيب إذاً نحن في هذا الموضوع نتعاطى بكل ثقة وإطمئنان كافٍ وكامل منذ ال 82 إلى اليوم، وجاءت الوقائع لتثبت وتؤكد صدق هذه الثقة ومصداقية هذه الثقة وهذه العلاقة مع حلفائنا، أما أنتم كم مرة باعوكم وخذلوكم وتركوكم، ولم يسألوا عنكم، هذا إذا كانوا يضعونكم في الجو أساساً؟
هذه بعض الأمثلة أكتفي بها واللائحة طويلة، لأقول أيها الإخوة والأخوات: أن كل ما عملوا عليه ذهب هباءً منثوراً، وكل ما سيعملون عليه سيذهب هباءً منثوراً، لا قتل القادة والكوادر ونسائنا وأطفالنا هذا سيغير في مسارنا شيئاً، وإنما كلمة السيد عباس التي هي كلمة الإمام رضوان الله عليه الإمام الخميني: أقتلونا فإن شعبنا سوف سيعي أكثر فأكثر، وهي موجودة كجزء من ثقافتنا ووجداننا، ولا إغتيالنا المعنوي ولا التضييق الإقتصادي والمالي ولا الأكاذيب ولا التحريض ولا التشويه، إيماننا ووعينا وثقتنا بالله وبأنفسنا أكبر بكثير من أن تمس به كل هذه المؤامرات الإعلامية، وكل أشكال الحرب النفسية، نحن يدنا في الحرب النفسية هي العليا، يدنا هي العليا لأننا ننطلق من الوقائع الصادقة ولا نتحدث بالأكاذيب ولا نطلق الأكاذيب، الدليل هو الحقائق الخارجية والوقائع الخارجية، أين هي المقاومة اليوم؟ وأين هي مسيرة المقاومة؟ وأين هو حزب الله اليوم؟ وأين كان بالأمس؟ عندما نجد أن هذه المسيرة بالرغم من كل ما جرى عليها هي تزداد اتساعاً وشعبيةً وجمهوراً وقوةً وحضوراً وتأثيراً، ليس فقط على المستوى المحلي بل على المستوى الإقليمي، عندما تحسب لها الإدارة الأمريكية كل هذا الحساب، وعندما تعتبر "إسرائيل" أن تهديدها المباشر في المنطقة، لا أتحدث عن تهديد وجودي، أن تهديدها المباشر في المنطقة يتمثل في هذه المقاومة، وتأتي أميركا لتطمأن "إسرائيل" بعد الإتفاق النووي، حول هذه المقاومة، هل تكون المقاومة ضعيفة أوتلفظ أنفاسها الأخيرة؟
أليس هكذا يقيم هؤلاء؟ الذين لديهم أجهزة استخبارات ومراكز دراسات وتجميع معلومات وإحاطة معلوماتية واسعة، أين معلوماتكم عن معلوماتهم؟
ولذلك يقومون من مدة إلى أخرى بإجراء استطلاعات رأي في بيئتنا بشكل خاص وفي البيئة اللبنانية عامة، ولكن في بيئتنا بشكل خاص، يوجهون أسئلة محددة ليروا هل هذه الحرب النفسية، هذا الحجم من الأكاذيب، هذا الحجم من وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت والصحف والمتكلمين والمتشككين والمتربصين قدر على ان يغيّر شيئاً بالرأي العام؟
لم يقدر بأن يغير شيئاً. لماذا؟ لأنه هو يستند إلى الأكاذيب، أما ثقة الرأي العام فهي تستند إلى الوقائع التي يشاهدونها وتزداد قناعتهم يوماً بعد يوم بصوابية خيارات هذه المقاومة وسلامة طريق هذه المقاومة.
اليوم مثلاً من المستجدات المهمة جداً في موضوع التطورات المهمة جداً في موضوع داعش، هل تذكرون قبل عدة أعوام تكلمنا أنا وإخواني في كل من المناسبات مع بداية الأحداث في سوريا، قلنا إن الغرب وقوى اقليمية في المنطقة جاؤوا وسيأتون بكل تكفيري العالم وبكل وحوش الأرض إلى سوريا ليسقطوا النظام وإلى العراق ليغيّروا المعادلة وليشنوا حرباً على محور المقاومة في المنطقة وان هؤلاء الذين سيأتون بهم سينقلبون عليهم وأن السحر سينقلب على الساحر وأن الأفعى لن تلدغ صاحبها بل ستأكله ايضاً، ألم نتحدث بهذا منذ سنوات؟
وكان الجميع يعتبر أنهم "يمسكون باللعبة مظبوط"، "السعودية تمسك اللعبة مظبوط"، "تركيا تمسك اللعبة مظبوط"، وقطر والاردن وبعض دول الخليج الاخرى وأميركا وبريطانيا وفرنسا الخ.. الجميع "يمسك باللعبة مظبوط" وكله تحت السيطرة.
وضخوا هذه الأعداد الكبيرة التي جاءت إلى سوريا وإلى العراق، قاموا بتسهيل السفر إليها، أدخلوها إلى الحدود، أعطوها المال، أعطوها السلاح، وقاتلوا معها وأمّنوا لها كامل التغطية الدينية والشرعية والسياسية والإعلامية وغيرها. هل هذا الكلام صحيح أم لا؟ ولكن الآن بدأوا جميعاً يدفعون الأثمان.
ولكن هذا ما قلناه نحن، نحن العدد البسيط من الإخوة المتواضعين في لبنان، ليس لدينا مراكز دراسات عالمية، وليس لدينا أجهزة مخابرات عالمية، ونعترف بتواضع إمكاناتنا على كل صعيد، بكل وضوح وبكل بساطة قدمنا هذه الرؤية وقلنا إن الوضع سيذهب بهذا الاتجاه وأنتم ستفقدون السيطرة على هؤلاء وسينقلب هؤلاء عليكم وستحولون إلى تهديد لدولكم ولحكوماتكم ولأمنكم القومي، وقال غيرنا هذا ايضاً.
إذاً ما هي النتيجة اليوم؟ باستثناء الذي يحصل بالدول العربية، غير الرعب الذي أوجدته داعش في دول الخليج وفي الأردن، منذ سنة إلى اليوم، ما الذي يحصل بفرنسا؟ ماذا الذي حصل في بريطانيا؟ ما الذي يحصل في تونس؟ ما الذي يحصل في بلدان أخرى هذا اليوم؟
اليوم الجديد في تركيا، الذي أقول اليوم وأجدد، لا شك في رعايتها لداعش وتمويلها لداعش وتقديم التسهيلات الكافية لداعش وفتح الحدود لداعش، ولكن الآن رئيس وزراء تركيا يقول إن داعش تشكل تهديداً للأمن القومي التركي "صباح الخير" "صح النوم".
طبعاً ولكي لا يزعج مشاعر داعش وضع بجانبهم الأكراد واليساريين، هؤلاء إضافة فقط ليغطي المعركة مع داعش، واهم من يصدق، سواء أميركا وأجهزة المخابرات الأميركية أو السعودية أو التركية أقوى اجهزة المخابرات في العالم، فليسمعوا جيداً: أنتم واهمون بأنكم تستطيعون أن تسيطروا على هذه المجموعات، أنتم تستطيعون أن تشغّلوها في تقاطع أهداف، هي تستفيد منكم لأهدافها، ولكن هؤلاء تركيبتهم وعقليتهم وثقافتهم والماهية الخاصة بهم والآلية الخاصة بهم كله من نوع الأفعى الذي ينقلب على من يرعاه ومن يهتم به ومن يربيه ومن يستخدمه، هذا الذي يحصل الآن، ولذلك هذا تطور مهم.
أمس الـ "اف بي اي" تقدم تقدير ـ الان ستقولون ما علاقته بلبنان، سأصل إلى علاقته بلبنان ـ أمس الـ "اف بي اي" الاميركية تقدم تقديراً أمنياً تقول فيه إن داعش أخطر على الأمن القومي الأميركي من تنظيم القاعدة. "أف"! تنظيم القاعدة يعني 11 ايلول، تنظيم القاعدة الذي دائماً كان في رأس اللائحة، الآن الـ "أف بي آي" تقول لا، باتت داعش برأس اللائحة، وعندنا في لبنان من لا يعتبر داعش تهديداً! أبداً ليست تهديد، إخواننا وحبايبنا وثوار وهلا بهم وغيره، أليس كذلك؟ وهذا ليس من اختراعي، هذا ليس معلومات خاصة، هذا موجود على التلفزيونات.
عندما يستمع اللبنانيون إلى جهة أو عدة جهات تقول هذه هي المخاطر، هذه هي التهديدات، قبل سنوات يحكى عنها، هذه هي سبل المواجهة، ويخرج أناس ليقولوا هذه ليست تهديدات وليست مخاطر ولا يوجد داع لكل هذا الكلام، وإذا هذه مخاطر فسبل مواجهتها هي التالية (سبل) لا تسمن ولا تغني من جوع. بعد كل هذه التجربة أين ستصبح قناعة الناس، رأي الناس، قبولها، ثقتها، المصداقية بالنسبة لها؟
نحن اليوم، على ضوء كل هذه التطورات، في محفل الشهداء وبين يدي عوائل الشهداء، أحب أن آخذ آخر مقطع بالشأن اللبناني الداخلي وخصوصاً بالشأن الحكومي وأختم إن شاء الله خلال دقائق.
نحن في هذا المحيط، طبعاً بالأيام القليلة الماضية شغلتنا وشغلت اللبنانيين جميعاً أولوية النفايات، للأسف الشديد أنا أخجل أن أتكلم بهذا الموضوع وأشرح فيه وكيفية معالجته لأن هذه واحدة من النقاط التي يجب على اللبنانيين أن يتوقفوا عندها كثيراً، أن الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية والوزرات اللبنانية المعنية التي تفشل في معالجة ملف النفايات وهو ملف عادي بأي دولة في العالم وتدخل فيه الحسابات السياسية والطائفية والمناطقية والشخصية والمالية والتجارية ويعاني اللبنانيون ما يعانونه حتى الآن هو دليل الفشل الذريع، ولذلك دائماً إذا تذكرون، عندما كانوا دائماً يطالبوننا بقرار الحرب والسلم وتسليم سلاح المقاومة، كنا نقول لهم أنشئوا دولة حقيقية وبعدها تعالوا وتكلموا بهذا الموضوع.
الدولة التي تعجز عن حل موضوع النفايات مع العلم أن هذا له حلول علمية وفنية وكما يقال ستاندر وموجودة بكل العالم بل هناك بعض الخبراء قالوا لي بأنه يمكن على طريقتنا بالإدارة تحويل التهديد إلى فرصة يمكن تحويل تهديد النفايات إلى فرصة، يمكن أن تصبح النفايات أيضا تعود بأموال للبلد، هناك بعض الخبراء قالوا هذا.
أنا لا أعرف "أنا مش خبير بهذه الأمور" لكن هل هناك إدارة في الدولة جدية وصادقة ونزيهة ومخلصة وهمها الحقيقي بيئة سليمة ورفع النفايات بأقل كلفة ممكنة على اللبنانيين؟ أنا أقول: هذا غير موجود، "مش أشكّ" هذا غير موجود، ومن يريد أن يزعل فليزعل، تكفي هذه المصيبة التي يعيشها كل البلد. على كلّ هذه مسؤولية الحكومة، أنا لا أود أن أدخل بها.
أولاً: التثبيت الواقعي على ضوء هذه المعطيات التي نحن فيها في البلد وفي المنطقة، التثبيت الواقعي لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة في لبنان، لأن هذا يحمي البلد من أي تهديد إسرائيلي من أي تهديد إرهابي أو تكفيري.
ثانياً: إدراك وطني، نحن بحاجة إلى إدراك وطني لحجم الخطر التكفيري على بلدنا، هذا الأمريكان يتحدثون هيك وفي تونس هيك وبتركيا هيك وفي السعودية هيك وبالأردن أيضاً وبدول المنطقة، إلى متى ينتظرون في لبنان لتحديد حجم الخطر التكفيري على بلدنا والتوحد في مواجهته بعيداً عن أي حسابات ضيقة بأنها مسألة أمن قومي لبناني، ولو نحن بلد يجب أن نتحدث عن أمن قومي لبناني، لمَ دائما نبقى نصغّر بلدنا.
ثالثاً: التعاون من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلد وعدم التفريط به بأي ثمن.
رابعاً: في الشأن الحكومي هنا سأتحدث بكلمتين: نحن ندعو إلى بت المسائل العالقة. بأكثر من مناسبة قلنا يا أخي هناك مشكلة وذاهبون إلى مشكلة، هناك قوى سياسية أساسية في البلد تقول: نحن نود أن نعيد نقاش ونثبت آلية عمل الحكومة وآلية اتخاذ القرارات في الحكومة، أليست الحكومة هي من تدير البلد علينا أن نناقش بالآلية ونتفق عليها لأننا اتفقنا بداية على آلية تم تعديلها ثم تم تجاوزها، نود إعادة تثبيت الاتفاق على آلية. لمَ هذا الموضوع لا يُحسم، لمَ يؤجل من أسبوع لأسبوع ومن أسبوعين لأسبوعين ومن ثلاثة لثلاثة، من يؤجل ماذا ينتظر وعلى ماذا يراهن؟ إذا كان ينتظر الوضع الإقليمي والوضع الدولي أنتم من عدة أيام دعوتمونا لعدم المراهنة على الأوضاع الإقليمية والدولية ونحن قلنا لكم قبل لم تصدقونا، كنا نقول لكم لا تنتظروا الوضع الإقليمي والدولي. الآن باتوا ينظّرون أنه لا، الاتفاق النووي ليس له انعكاسات على لبنان، يا أخي له أو ليس له، دعوه جانباً، قلنا لكم سابقاً، ونعود ونقول لكم مجدداً: لا تراهنوا ونحن أيضا لا نراهن، إنسوا الوضع الإقليمي، إنسوا الوضع الدولي، إذا نسينا الوضع الإقليمي والوضع الدولي، ما هو الخيار أمام اللبنانيين إذا لم يحدث حوار ولم يحصل تفاهم ولم يحدث كلام؟ لا نتيجة، البلد يضيع بكل صراحة، لا نهوّل على بعضنا، البلد سيذهب إلى الفراغ أنتم ستأخذون البلد إلى الفراغ .
نحن قلنا بأكثر من مناسبة: تكتل الإصلاح والتغيير لديه مطالب ونقاش، تفضل يا مستقبل أجرِ نقاشاً، يا تيار المستقبل بالتحديد. أنا في آخر خطاب قلت لا يضيّعنّ أحد الموضوع: المشكلة هنا البحث بالآلية، أنتم معنيون بشكل أساسي بهذا النقاش، البحث بالتعيينات أنتم معنيون بشكل أساسي بهذا النقاش، بالأمور الثانية أنتم معنيون بشكل أساسي، تفضلوا أجروا نقاشاً وحواراً مع تكتل التغيير والإصلاح التيار الوطني الحر، "ما فيهم يديروا ظهورهم"
للأسف، أنا أحب أن أقول لكم، اللبنانيون يحبون الاستماع إلى أخبار جميلة، حتى نكون واقعيين الآن إذا خرجنا كلنا وقلنا: لا يوجد نفايات في البلد هل لا يعود نفايات في البلد؟ إذا جئننا وقلنا البلد لا تمام وبألف خير طئمنوا بالكم، لا، من قال لكم هيك؟
هناك جهة لديها مطالب تقول أريد إجراء حوار، وهناك جهة ثانية معنية بالمطالب تدير ظهرها ولا تود إجراء حوار، ونحن طالبنا تيار المستقبل في آخر جلسة حوار بين حزب الله وتيار المستقبل في عين التينة برعاية دولة الرئيس نبيه بري، قلنا لهم يا إخواننا اجلسوا فاوضوا ناقشوا احكوا، هذا الموضوع يحتاج لحل، لا تديروا ظهركم، لكنهم مصرون أن "يديروا ظهرهم "
نؤجل الجلسة إلى الثلاثاء، وبعد الثلاثاء ماذا؟
بدل أن نذهب إلى معالجات جادة، يحدث تلويح بالفراغ تهديد بأن رئيس الحكومة يستقيل، هذا ما اطلعنا عليه في وسائل الإعلام وقد لا يكون صحيحاً، لكن بعض المصادر ذكرت هذا الشيء، أنه ربما يكون الخيار عند رئيس الحكومة ان يستقيل، وكان الخميس سيستقيل ولكن مداخلات دولية وخارجية منعت من هذه الخطوة. هذا التلويح ما هو هدفه؟ الضغط ان العالم هناك واحد يقول لك يا أخي أود أن اتفق معك على آلية لاتخاذ القرار بالحكومة، أود أن أجري معك شراكة حقيقية تقول له لا، أنا لا أوافق، إذا كان لا يعجبك أنا أستقيل والبلد يذهب إلى الفراغ.
على أساس نحن المتهمون بأننا نود أخذ البلد إلى الفراغ، الظاهر أنتم تأخذونه، التلويح بالاستقالة ـ ودعوني أكون واضحاً ـ التهديد بالاستقالة أو التلويح بالاستقالة لن يقدم ولن يؤخر شيئاً أبداً وغير مفيد ومضر ومؤذٍ للبلد. الحل الوحيد أمام القوى السياسية، خصوصاً تلك المشاركة في الحكومة، أن تتحدث مع بعضها.
أيضا من أجل أن نكون واضحين خلال الأيام أو الأسبوعين الماضيين حُكي عن وساطة لحزب الله، أيضاً لأكون واضحاً، نحن لسنا وسطاء، نحن طرف، نحن حليف، نحن جزء من هذا الموضوع، نحن لسنا وسيطاً، لا، ولا أعتقد نحن نستطيع أن نلعب دور وساطة، لأنه نحن طرف. نعم نحن نتكلم مع الجميع، مع كل القوى السياسية المشاركة في الحكومة ونتواصل معها ونتباحث معها ونقدم لها أيضاً اقتراحات وأفكاراً وندعوها إلى العمل الجاد. لا أحد ينتظر وساطتنا لأنه لا يوجد شيء اسمه وساطة حزب الله. يوجد شيء وحيد مطلوب من اليوم إلى الثلاثاء وإذا الثلاثاء لم تعمل نتيجة بعد الثلاثاء شيء وحيد: تيار المستقبل ينزل من برجه العاجي، يذهب ويلتقي هو وتكتل التغيير والإصلاح، أين؟ هذه التفاصيل أنا غير معني فيها، ويحصل نقاش مباشر على هذه المطالب وعلى هذه القضايا. غير ذلك، أنتم تعطلون البلد وليس نحن، والذي يهدد بالاستقالة يأخذ البلد إلى فراغ. وأنا أريد أن أقول ما يلي: نحذر من الفراغ أو نحذر من أخذ البلد إلى فراغ لأنه يعني أخذ البلد إلى المجهول. هذه لعبة خطرة، ضعوا خطين تحت كلمة خطرة، هذه لعبة خطرة، هذه دخول بالمجهول، هذا تصرف غير عقلائي وغير مسؤول، لا أحد يأخذ البلد إلى هذا المكان، كلنا يريد لهذه الحكومة أن تستمر لأنه طالما لا يوجد رئيس جمهورية لا يوجد خيار آخر، نريد لهذه الحكومة أن تعمل، لا نريد لهذه الحكومة أن تسقط، لا تسقطوها بأيديكم، لا تسقطوها بأيديكم.
قبل أسابيع، فريقنا كان متهماً بأنه يريد أن يسقط الحكومة، الآن من يهدد بإسقاط الحكومة؟ الآن لم يعد الفراغ خطراً، الآن لم يعد الوضع صعباً، الآن أصبح لبنان خارج التهديد ووقت الترف الفكري، أنه نعم، نستقيل ويذهب البلد إلى الفراغ. الآن المسألة أكبر من هذا بكثير. هذا الطريق الذي ندعو إليه ونأمل أن يكون موضع عناية واهتمام.
مجدداً، أقول لأبناء الشهداء وبنات الشهداء وعوائل الشهداء ولكل هذا الجمهور المقاوم والشريف والمبارك والثابت والمؤمن والواعي والمتحمل المسؤولية: معكم وبكم وبالتوكل على الله سبحانه وتعالى، بإرادتكم وعزمكم ووعيكم وإيمانكم وتضحياتكم وثباتكم ووحدتكم وتماسككم ومعنوياتكم العالية سنتجاوز هذه المرحلة وكل هذه المراحل، وأعود وأؤكد بين يدي دماء شهدائنا التي صنعت الانتصارات:
أيها الإخوة والأخوات ضعوا الحرب النفسية جانباً، نحن دخلنا زمن الانتصارات وغادرنا زمن الهزائم. وهذا ما يصنعه الله بنا ونصنعه نحن بإرادتنا ودماء شهدائنا. بارك الله فيكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.