بمناسبة الذكرى السنوية لشهداء المقاومة الإسلامية في بلدة ميس الجبل، أقام حزب الله مهرجاناً جماهيرياً تحت عنوان "الشهادة والانتصار" في باحة بركة بلدة ميس الجبل تخليداً للدم الحسيني المقاوم ووفاءً للشهداء الذين صنعوا كل أمجاد الأمة، وذلك بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض، رئيس بلدية ميس الجبل الأستاذ مرتضى قبلان إلى جانب عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وحشد من الأهالي.
افتتح المهرجان بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم والنشيدين الوطني اللبناني وحزب الله، ومن ثم قدّمت مسرحية تحكي عن سيرة شهداء المقاومة الإسلامية في بلدة ميس الجبل الذين ضحوا بأنفسهم في مواجهة العدو الإسرائيلي والعدو التكفيري ذودا عن الوطن والأمة، وبعدها أضاء رئيس البلدية الأستاذ مرتضى قبلان شعلة كبيرة إعلاناً عن افتتاح منارة شهداء بلدة ميس الجبل.
ومن ثم ألقى النائب فياض كلمة شدد فيها على أن الانتصار الذي حققته الجمهورية الإسلامية الإيرانية بفعل توقيع الاتفاق النووي مع الدول الكبرى هو ليس منّة من أميركا ولا منّة من أحد، وإنما هو حق انتزعته الجمهورية الإسلامية بفضل ثبات قيادتها وسياساتها الحكيمة وتضحيات شعبها ووضوح أهداف قادتها، ولذلك فإنها قدّمت نموذجاً لما يجب أن تكون عليه دولنا العربية والإسلامية للحفاظ على الكرامة والسيادة والمنعة والعزة الإسلامية، مضيفاً أن إيران لم ترد من وراء هذا الاتفاق إلاّ أن يكون خدمة للأمتين العربية والإسلامية، وأن يكون في سبيل أن تبقى مجتمعاتنا العربية والإسلامية عزيزة ومنيعة ومستقلة وقادرة على أن تقف في وجه كل أولئك الدول الذين يسعون إلى إضعاف هذه الأمة، وإلى إلحاقها بسياسات التبعية لنفوذهم ومصالحهم.
وأكد النائب فياض أن إيران ماضية في موقعها النضالي إلى جانب مجتمعاتنا العربية وعلى رأسها الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، وما ستحققه من عوائد جرّاء هذا الاتفاق إنما سيخدم في نهاية المطاف استقرار مجتمعاتنا وقوتها وعزّتها وفي طليعتها المجتمع والشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، مضيفاً أن إيران ستبقى إلى جانب كل المجتمعات المقهورة والمظلومة، وإلى جانب كل المقاومات في كل هذه المنطقة التي تعاني ما تعانيه، والتي تسعى إلى مواجهة مشروعات الفتنة والتقسيم والإنهاك والإضعاف لكل مجتمعاتنا العربية والإسلامية.
وشدد النائب فياض على ضرورة أن يستفيد جميع اللبنانيين من عوائد هذه التحوّلات التي حصلت خاصة وأننا في مجتمع يعاني من مواطن ضعف كثيرة على المستوى الاقتصادي والأمني والسياسي، وأن نستفيد من المواقف التي أبدتها دائماً الجمهورية الإسلامية في إيران والتي لا تزال تبديها في موقع الاستعداد لمساعدة الشعب اللبناني، مطالباً جميع اللبنانيين أن يتلقفوا هذه الفرصة بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية والسياسية، وأن يمدوا اليد لملاقاة اليد الإيرانية التي كانت على الدوام لمصلحة الشعب اللبناني بكل مكوناته الطائفية والسياسية والتي لا تزال كذلك في هذا الموقع.
وأكد النائب فياض أن لا شيء يغيّر من مواقعنا ومواقفنا في مواجهة هذا العدو الإسرائيلي وتهديداته، فنحن جاهزون ويدنا على الزناد، وكما انتصرنا عليه في المواجهات السابقة، فإننا سننتصر عليه بإذن الله تعالى إن أعاد الكرّة في أي عدوان على أرضنا أو شعبنا أو مجتمعنا، وكذلك نحن واثقون تماماً أن مقاومتنا هذه ستنتصر على كل العصابات التكفيرية التي تريد أن تقسّم هذه الأمة وتضعفها وتنهك مقدرات القوة فيها.