أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة الشيخ نبيل قاووق أن الدعم والرعاية العربية والدولية لتنظيم داعش وللعصابات التكفيرية لا زال مستمراً، فهم يتمددون بالغطاء والتمويل والمساعدة من دول تكفيرية في المنطقة تعمل وتسهّل وصول أكثر من 30 ألف تكفيري من كل أنحاء العالم إلى العراق وغيرها من البلدان، مشيراً إلى أن التكفيريين عندما ارتكبوا جرائمهم في لبنان، برّر لهم المخبرون للسفارات بأن هذه العمليّات الإجرامية سببها تدخل حزب الله في سوريا، ولكن ما هو مبرر قتل الناس في الكويت وتونس بعد مسلسل التفجيرات الإجرامية فيهما، وما هو مبرر ذبح المئات وقتل الآلاف من الشعب النيجيري بعد وصول داعش إلى نيجيريا، وما هو مبرر تفجير المسجد الكبير في صنعاء.
كلام الشيخ قاووق جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لمناسبة مرور أسبوع على استشهاد الأخ المجاهد محمد عبد الرحمن الأطرش في حسينية بلدة دير انطار، بحضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في الحزب أحمد صفي الدين إلى جانب عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة.
وأشار الشيخ قاووق إلى أن مسلسل الإجرام يضرب هذه المرة في كل مكان، فتفجير مسجد القطيف والدمّام وبالأمس الكويت ليس هو الأول من نوعه، لأن التكفيريين قد فجّروا سابقاً المساجد في صنعاء، ومقام العسكرييْن عليهما السلام في سامراء، والمساجد في شرق إيران وفي أفغانستان وباكستان، وقتلوا العلماء في مساجد دمشق، فكل من يسير على غير نهج داعش على حد اعتبارهم فهو كافر، سواء كان شيعياً أو سنياً أو درزياً أو مسيحياً أو إيزيدياً.
وشدد الشيخ قاووق على أننا عندما نقاتل داعش والنصرة وننتصر عليهم في القلمون وجرود عرسال، فإننا لا ننتظر رضاً ولا إذناً ولا جزاءً ولا شكوراً من الذين يتسوّلون على أبواب السفارات، فنحن نقوم بواجبنا الوطني والإنساني والأخلاقي والديني في حماية أهلنا والكرامات والإستقلال، ولا يحق لمن يبيع المواقف على أبواب السفارات أن يتحدث بعد اليوم عن الحرّية والسيادة والاستقلال الذي يصنعه أبطال المقاومة وشهداء الجيش اللبناني الذين انتصروا على داعش والنصرة في جرود عرسال، وليس أولئك الذين زوّروا التاريخ والحاضر والمستقبل، وباعوا المواقف مقابل حُفنة من المال.
ورأى الشيخ قاووق أن لبنان اليوم يواجه خطراً حقيقياً فعلياً، وليس الكلام عن خطر محتمل، فتنظيم داعش موجود في لبنان وفي جرود عرسال بتسهيل وبحماية وبدعم من الذين يتسوّلون المواقف والأموال على أبواب السفارات، ولكن عندما جرّب هذا التنظيم وجبهة النصرة كل أشكال الإجرام، واستعملوا كل قوّتهم من خلال ارتكابهم جرائم في الضاحية الجنوبية وفي الهرمل والبقاع، وقصفهم للصواريخ على بعض القرى اللبنانية، واختطافهم وذبحهم للعسكريين اللبنانيين، اكتشفوا أن لبنان في حصن حصين بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، وأننا في لبنان صنعنا هزيمتهم، وأنجزنا في مواجهتهم ما عجز عنه التحالف الدولي في العراق وسوريا، ونحن سنكمل المعركة في جرود عرسال والقلمون.
وشدد الشيخ قاووق على أن ما حققته المقاومة مع الجيش السوري في القلمون هو إنجاز عظيم، فهي لن تسمح للتكفيريين بالتقاط الأنفاس، وإنما ستكمل المعركة لتُجهز عليهم جميعاً حتى لا يبقى في لبنان لا مقراً ولا ممراً لهم، وهذا وعد المقاومة التي تفي دائماً بوعودها، متسائلاً هل أن الإصرار على التحريض المذهبي من شخصيات معروفة في قوى 14 آذار ومن وسائل إعلامها يحصّن لبنان من الفتنة التي هي مطلب دائم لداعش والنصرة، مشيراً إلى أن التحريض المذهبي هو أقصر طريق لإشعال نار الفتنة، وهو أبعد ما يكون عن العدل والاعتدال، والإصرار عليه هو خدمة مباشرة للنصرة وداعش وللعصابات التكفيرية التي قتلت ولا تزال تختطف العسكريين اللبنانيين.
وختم الشيخ قاووق إن الذين يدعمون ويحامون عن العصابات التكفيرية هم شركاء في الدم، وإن الدول والجهات التي تموّل وتحمي داعش والنصرة هم شركاء في المسؤولية والجرائم، فهم على خط واحد مع داعش والنصرة، وخارج كل المسؤولية الوطنية والأخلاقية، وعليهم أن يتهموا أنفسهم، لأنهم يرتكبون أعظم الخطايا الوطنية.