رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور حسن فضل الله أن هناك فريق في لبنان ترتفع معنوياته وتهبط حسب مجريات الأحداث في سوريا، ويعتقد أنه كلما استطاع التكفيريون أن يأخذوا قرية أو مدينة هناك سيحقق هو إنتصاراً في لبنان، وعاش على هذا الوهم منذ أربع سنوات ولا يزال حتى اليوم يتوهّم أن هناك إنجازات لمن صار يعتبرهم حلفاء له من التكفيريين في سوريا، فهذه الحرب قد يحصل فيها تقدم لهذه الجهة أو تلك، ولكن من موقع المطلعين والعارفين بمجريات الأحداث في سوريا لا يوجد الآن تحوّلات استراتيجية، فهم يمنّون أنفسهم بإنجاز كبير فيها، ولكن إرادة القتال والمواجهة والتصدي وإسقاط هذا المشروع هي أقوى من الماضي، وسيسقط هذا المشروع إنشاء الله، لافتاً إلى أن التكفيريين قد تحدثوا بفترة من الفترات أنهم أصبحوا على مشارف العاصمة دمشق، ولكنهم أخرجوا وهزموا كما في القلمون والغوطة وجنوب سوريا وفي الكثير من المواقع، فهذه حرب سجال، ونحن موجودون فيها، وحيث نكون سيتحقق الإنتصار تلو الإنتصار، وهذا ما يؤكد بأن هذا الفريق سيعيش في وهم طويل.
كلام النائب فضل الله جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لمناسبة مرور أسبوع على استشهاد الأخ المجاهد توفيق عباس سمحات في حسينية بلدة عيناثا الجنوبية بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة.
وأشار النائب فضل الله إلى أن فريق 14 آذار يحاول أن يخوض معارك وهمية في الداخل بعنوان "معركة عرسال" التي هي ليست كذلك، حيث أن بعض مكوناته فتح في الميدان والإعلام معركة في عرسال ووضع خطوطاً حمراء حولها، إلا أن أسلوب وطريقة هذا الفريق واضحة حيث أنهم يعمدون لمثل ذلك بهدف استثارة الغرائز والنعرات والشحن المذهبي من أجل حماية حلفائهم التكفيريين ليحققوا من خلالهم ما يتوهمون أنه إنجازات، ولكن فإن الواقع هو كما جاء في الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله حيث ميّز بين عرسال كبلدة وبين جرودها، وهذا دليل على أنهم يصنعون عنواناً كبيراً من أجل استثارة الغرائز والعصبيات.
وأضاف النائب فضل الله أن كل هذا الضجيج لن يؤخر المجاهدين يوماً واحداً عن تحقيق أهدافهم، وهذا أمر محسوم، ولا يمكن لنا أن نتراجع عنه، وسنعمل أولاً من خلال الدولة وهو مطروح على جدول أعمال الحكومة، ولكن إذا كانت الحكومة التي يجب أن تأخذ قراراً بتحرير جرود عرسال لا تريد أن تناقش أمراً خطيراً حساساً مثل احتلال هذه الجماعات لتلك الجرود، فماذا تناقش، وما هو عملها، لأنه وبحسب رأينا فإن المشكلة تكمن في القرار السياسي، وليس عند الجيش الذي هو حاضر وجاهز ومستعد للقيام بمهامه إذا توفّر له الغطاء السياسي والامكانات، وهو أمر مطلوب من الحكومة، وسنصّر عليه في كل جلسة من جلساتها.
وأكد النائب فضل الله أن الشعب قادر على تحرير أرضه والقيام بواجباته في حال تلكأت الحكومة ولم تقم بواجباتها، ولذلك لا يتعب هذا الفريق نفسه كثيراً، فهو يخوض معارك وهمية ويعارك طواحين الهواء، ويحاول من خلال خطابه ومواقفه أن يضع حدوداً هنا أو هناك، في حين نحن لا نتوقف عند مواقفهم، فمنذ سنوات سواء قبل التحرير أو بعد العام 2006 أو بعد التدخل في سوريا وهم يتحدثون ونحن نعمل وسنبقى نعمل إنشاء الله، وعليهم أن لا يجهدوا أنفسهم كثيراً ولا يخوضوا معارك وهمية، ولا أن يعاركوا طواحين الهواء، لأنهم سيكونون هم والهواء في عراك دائم ولن يحصلوا على شيء.
وكانت كلمة لإمام البلدة الشيخ عباس إبراهيم في المناسبة.