كلمة عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي خلال احتفال تأبيني في بلدة الخيام
كلمة لعضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي خلال إحتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة الخيام الجنوبية، وقد جاء فيها:
إن الآلة الإعلامية التي تحركها الأموال النفطية القادمة من الخليج لا سيما من النظام السعودي قد جعلت بعض الإعلام اللبناني في الدرك الأسفل من الأخلاق والآداب والإنسانية، فنحن لم نرَ في بلد من البلدان أن جيشاً من الأقلام يسخّر للنيل من المقاومة وسمعتها وشهدائها، وحبذا لو أن هذا الإعلام يحترم نفسه فيتعلم كيف تكون العلاقة مع الدم الذي أريق ولا زال دفاعاً عن الوطن والمواطنين.
إننا نقول مهما بلغ التهويل السياسي والإعلامي، فإنه لن يمنعنا عن القيام بالإجراءات اللازمة لتأمين بلدنا من العدوان عليه لا سيما من العدوان التكفيري، فالحملة السياسية التي بلغت غاية الإسفاف لن ترهبنا، ونحن مستمرون في تنفيذ قرارنا بحماية اللبنانيين من العدو التكفيري في أي منطقة كانت سواء في سوريا أو في لبنان، ولا ننتظر شهادة بالشرعية من أحد، لأن الذي يقدّم شهادات باللاشرعية هو في حد نفسه فاقد للشرعية والدستورية منذ أن كان في السلطة منقلباً على الجوهر الأساسي لاتفاق الطائف القائم على تحقيق الشراكة في الحكم بين المكونات الاجتماعية السياسية اللبنانية جميعاً، ثم أعاد الإنقلاب على اتفاق الطائف من خلال نيله من المقاومة التي وفق فهمنا للنصوص الواردة فيه وفي البيان الوزاري للحكومة الأولى بعده، أن المقاومة هي جزء من صميم اتفاق الطائف، والإنقلاب عليها يعني خروجاً عليه، ولذلك على الذين يحملون على المقاومة أن ينتبهوا بأنهم لا يستطيعون أن يكونوا إنتقائيين في التعامل مع اتفاق الطائف فيقبلون منه بنوداً يسيئون تطبيقها عبر الإطاحة بالشراكة، ثم ينقلبون على المقاومة، ولكن اتفاق الطائف كل لا يتجزأ، والمقاومة جزء أساسي منه.
إننا تحمّلنا مسؤولياتنا عندما لم تقم الدولة اللبنانية بتحمل مسؤولياتها في تحرير أرضنا التي كانت محتلة، واليوم نحن أمام استحقاق آخر، فلقد أعلن وزير الداخلية بملء الفم أن بلدة عرسال وجرودها محتلة، فماذا تنتظر الدولة اللبنانية لتتحمل مسؤولياتها في تحرير البلدة والجرود وأهل عرسال من الاحتلال التكفيري الذي يصادر حقهم في الحياة الكريمة، وما هي الإجراءات التي ستقدم عليها الدولة لتحرير الأراضي المحتلة في عرسال وجرودها، فالقرار لدى الحكومة اللبنانية التي ننتظر إجتماعها غداً، والمسألة متعلقة أيضاً بقرار السلطة السياسية التي تدير حركة الجيش اللبناني في مواجهة أعدائه.
إن أهل البقاع الذين أتوا من قراهم إلى جنوب لبنان لتحريره من الاحتلال الإسرائيلي، لن يسكتوا على الاحتلال التكفيري لأراضٍ بقاعية، فنصف شهداء المقاومة الذين واجهوا ودحروا الاحتلال الإسرائيلي عن الجنوب هم من شباب البقاع الذين لن يقبلوا أن تكون عرسال محتلة، أو أن تكون منطلقاً للإضرار بالأمن الوطني عبر تسريب السيارات أو الأحزمة المفخخة أو ما إلى ذلك من إجراءات تضرب الإستقرار في لبنان.
إن التضحيات التي قدمناها هي التي حمت لبنان في هذه الفترة، ولولاها لكان حال لبنان كحال الرمادي أو الأنبار أو صلاح الدين أو الموصل أو تدمر أو إدلب أو ما إليها من مدن وقرى عراقية وسورية ويمنية أيضاً، فنحن بشهدائنا حمينا اللبنانيين جميعاً إلى أي طائفة انتموا، وتحمّلنا مسؤولياتنا دون أن ننتظر تفويضاً من أحد، لأن الدفاع عن النفس هو واجب لا يحتاج إلى قرار، بل يحتاج إلى من يقوم به، ونحن نقوم به حتى لو تخلّى البعض عنه، فالذي يلجأ إلى التضليل ويعتبر أنه ليس هناك خطر تكفيري يمس لبنان، فإنه يخون أهله وشعبه، ويكون خائناً لوطنه، لأنه يريد تضليل اللبنانيين عن الحقائق التي تحيط بهم، ويجعلهم عرضة للانقضاض عليهم من أعداء الإنسانية الذين يفتكون بالبشر والحجر.
إن المسؤولية الأخلاقية والإنسانية قبل الوطنية تفترض بالمسؤول السياسي أن يقف وبكل صدق وصراحة ليخاطب شعبه وناخبيه ومؤيديه بالواقع وبالتهديدات وبالفرص وبالمخاطر، لا أن يعمل على تجهيل المخاطر لأهداف سياسية مكشوفة، فما يعرض لبنان للفتنة هو تحوّل بعض الأطراف فيه إلى ذراع سياسية وإعلامية للمجموعات التكفيرية، أو إلى واجهة سياسية لهذه المجموعات في سوريا وغيرها من البلدان، وتحوّل بعض الإعلام اللبناني إلى آلة إعلامية تنطق باسم المجموعات التكفيرية، فمن يصنع الفتنة في لبنان هو هذا السلوك المتواطئ مع التكفيريين، أمّا الذي يحمي لبنان فهو المسار الذي نمشي به ألا وهو مواجهة المجموعات التكفيرية وإبعاد خطرها عن لبنان.