أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة الشيخ نبيل قاووق أن المقاومة وشرفاء هذا الوطن لن يسمحوا بعد معركة القلمون بأن تبقى جرود عرسال مقراً ولا ممراً للعصابات التكفيرية، فكرامة الوطن تأبى أن تبقى تلك الجرود مقراً لاختطاف وذبح العسكريين اللبنانيين، أو ممراً للسيارات المفخخة لتنفجر وتقتل الأبرياء والمدنيين في مختلف المناطق اللبنانية، معتبراً أن شعار حماية عرسال هو كلمة حق يراد بها باطل، ويراد بها حماية العصابات التكفيرية التي تحتل جرودها، مشددا على أن حزب الله ليس لديه مشكلة مع أهل أو بلدة عرسال، وهو يرحّب بدخول الجيش اللبناني إليها، ويتطلّع إلى مزيد من تعزيز وجوده داخلها، وإلى بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، ووصولها إلى الحدود الدولية شرقي بلدة عرسال.
كلام الشيخ قاووق جاء خلال الإحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لمناسبة مرور أسبوع على استشهاد الأخ المجاهد غسان حسين فقيه في حسينية بلدة الطيري الجنوبية بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة.
وأشار الشيخ قاووق إلى أن العصابات التكفيرية حينما وصلت إلى شرق لبنان رفع البعض في لبنان شعار حماية عرسال من أجل التسهيل والتغطية على اتخاذ جرودها مقراً وممراً لهذه العصابات بدعم وغطاء عربي وإقليمي ومن المتآمرين في الداخل، مؤكداً أننا دخلنا معركة القلمون من أجل إبعاد خطر التمدد التكفيري عن لبنان بالرغم من أننا نعلم منذ البداية حجم الضغوطات والرهانات والمعوقات من أتباع مشاريع الفتنة في الداخل اللبناني، حيث كان هناك من يراهن على استمرار تواجد العصابات التكفيرية، ويعمل على حمايتها في جرود عرسال والقلمون، وكانت الحملات التحريضية والتوتير المذهبي والإعلامي والسياسي من أجل أن يغيّر حزب الله خطة الهجوم وموقفه من تحرير القلمون من تلك العصابات، ولكنّهم فشلوا وخابوا وحصدوا الحسرات بعد الهزيمة التي لحقت بالعصابات التكفيرية في القلمون، مما زاد الخيبة على وجوه فريق 14 آذار، وهذا ما كان يشاهده جميع اللبنانيين، لافتاً إلى أن بعض اللبنانيين يريدون أن يبقوا جرود عرسال خنجراً في ظهر المقاومة والجيش والشعب، ويعملون على تجديد الحملات الإعلامية والتحريض المذهبي من أجل تأمين الحماية والتغطية للعصابات التكفيرية التي تحتل تلك الجرود.
واعتبر الشيخ قاووق أن كل الضجيج والصراخ الذي يعلو اليوم من بعض المتآمرين في الداخل هو بهدف حماية التكفيريين الإرهابيين الذين اختطفوا وذبحوا العسكريين اللبنانيين، وليس لحماية أهل عرسال، فهم لن يستطيعوا أن يوفّروا الحماية للعصابات التكفيرية التي تحتل جرود عرسال وتريدها مقراً وممراً لاستكمال عدوانها على لبنان وسوريا، لأن المقاومة تكمل طريقها لتحقق الإنتصارات والإنجازات لكل الوطن ولا تعبأ بالأقاويل، وهي تترك لهم ميادين الكلام وتبقي لنفسها ميادين القتال والإنتصارات، ولن تكون تلك العصابات في جرود عرسال بأفضل حال مما أصاب التكفيريين في القصير ويبرود ورنكوس والقلمون.
وأكد الشيخ قاووق أن تدخل حزب الله في سوريا حمى القرى والبلدات اللبنانية من وصول تنظيم داعش إليها، فهو تمدد في أغلب البلدان ابتداء من العراق وسوريا وليبيا ونيجيريا وصولاً إلى اليمن نتيجة الدعم الذي حظي به من دول عربية وإقليمية وعالمية، متسائلا ما معنى أن أكثر من 25 ألف مقاتل جهادي عالمي يحتشدون في سوريا والعراق، وما معنى أن تبيع داعش النفط لدول أجنبية كبرى، وأن تعالج جرحاها في مستشفيات تركيا وإسرائيل، فإسرائيل وبعض الدول العربية والإقليمية والدولية هم في خندق واحد مع داعش والنصرة، ويجتمعون بالرغم من كل التناقضات القائمة بينهم على مواجهة محور المقاومة، فهذا هو توصيف المواجهة في هذه الأيام، مشدداً على أن المشروع التكفيري كان منذ بدايته قائم على الذبح والقتل والإبادة لكل من يخالفهم.