أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أن معركة الدفاع التي تخوضها المقاومة من موقع القوة والإرادة الصلبة تعطينا الأمل وتكتبه وتضخه بكل الشعوب لمواجهة التهديدات والمقدرات التي تحاول أن تصيب الناس باليأس والضعف، فتعيد لهم التوازن للمنطق والمشاعر والأحاسيس بأن هذا العدو يمكن أن يهزم، وقد أثبتت المقاومة قبل أيام بشكل واضح للبنانيين والعرب والمسلمين أن هذا العدو التكفيري والإرهابي الذي دعم بالتأييد وبالسلاح الدولي والإقليمي وحظي بدعم خاص من بعض السياسيين اللبنانيين، قد هزم في القلمون أمام كل العالم والذي شاهد الصور والوقائع.
كلام السيد صفي الدين جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله بمناسبة مرور أسبوع على استشهاد الأخ المجاهد علي محمد حمادي في حسينية بلدة الشهابية، بحضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله أحمد صفي الدين إلى جانب عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة.
ولفت السيد صفي الدين إلى أن الإسرائيلي سوف يفكر كثيراً بهذه التجربة الجديدة التي خاضتها المقاومة الإسلامية في جبال القلمون، وهو منذ بدايات المعارك التي تخوضها المقاومة في سوريا كان يتحدث عن أن هذه التجربة الجديدة للمقاومة بإمكانها أن تستنسخ في الجليل، أما معركة القلمون فهو يعرف أنها شيء آخر، فكل من يعرف بالتكتيكات العسكرية وطبيعة المعركة يدرك أن شباب المقاومة ومجاهديها يمتلكون خبرات عالية جداً لا يمكن للكثير من الدول أن تحصل عليها، لأن ما وصلنا إليه قد تحقق بعقول وإيمان وإرادة وتصميم هؤلاء المجاهدين الأبطال الذين كانوا يصعدون إلى هذه الجبال والقمم العالية بهدوء وطمأنينة واحتراف ومعرفة وخبرة، مشددا على أن ما يحصل يدل بشكل واضح على أن المقاومة التي تتحمل المسؤولية وقبلت التحدي منذ الأيام الأولى لمواجهة هذا التكفيري وثبتت في الميدان بالتضحيات والشهداء وصبر الأهل، فإنها حينما تحدد هدفاً لا يمكن لأحد أن يمنعها من أن تصل لتحقيقه، لا جبال ولا وديان ولا سلاح ولا دعم ولا أية مناورة أو تضليل إعلامي أو سياسي أو نفسي، فكل هذه الأمور التي قاموا بها تكسرت أمام بطولات وضربات المقاومين والمجاهدين، ولم نكتفي بذلك بل حاضرون في المعركة وسنبقى نتحمل هذه المسؤولية إلى آخر الطريق، ونعرف تماماً من موقع خبرتنا وتجربتنا في هذه المنطقة مع كل هؤلاء الأعداء ومن موقع إيماننا بالله قبل الخبرة والعقل والتجربة فإننا نؤمن أن الله يدافع عن الذين آمنوا.
وأضاف السيد صفي الدين أننا موجودون في الميدان، وفي أي ساحة يطلب منا أن نكون فيها، ولا يتخايلنّ أحد أن نتراجع عن موقفنا أمام أي تهديد أو تهويل أو وعيد ينطلق من أية جهة، لأن ذلك لا يكون إلا بعد دراسة وتأمل وتحمل للمسؤولية، ومن العجيب في بلدنا ومنطقتنا أن بعض الناس يتخيلون أن بإمكانهم أن يرسلوا السلاح والعتاد والمال ليستهدف بلداننا وأوطاننا بالعبوات والتفتيت والتقسيم والتفجيرات، وهذا ناتج عن أوهامهم وضعف عقولهم لأنهم يتخيلون أن يإمكانهم أن يفعلوا كل هذا ونحن سنبقى ساكتين ونتفرج عليهم، فنحن وطوال تجربتنا مع الإسرائيلي واجهنا أنماطا من المعارك النفسية والعسكرية والأمنية، لكن اليوم في مواجهة التكفيري ومن معه ومن خلفه، فإننا نواجه أعداء من نمط آخر، فهم وقحون وبعض من يقف معهم خصوم أغبياء، حيث يستهدفون كل مناطقنا وبلداننا وأوطاننا بمشاريع تقسيمية وتفتيتية بالمتفجرات والمال، وهو ما تفعله تركيا والسعودية بكل إمكاناتها في مساندة المسلحين، ثم يتوقعون منا أن نتخاذل أو نسكت تحت شعار النأي بالنفس الذي يحاول البعض في لبنان أن يوحي بأنه هو من اخترعه ويقيم له التماثيل ويعجب به، فهم بوقاحتهم يتخيلون هذا ويطالبوننا به، بينما الأمر ليس كذلك إنما هو وليد ثقافة التركي والسعودي والقطري والغربي، الذي يريد من اللبنانيين أن يقتلوا وتتناثر لحومهم على الجدران وتسفك دماؤهم في الشوارع والطرقات فيما نقف نحن لنتفرج عليهم، وهو أمر مستحيل أن نقبل به.
وأشار السيد صفي الدين إلى أن كلام بعض اللبنانيين الذين يتحدثون إلينا ويقولون لنا ماذا تفعلون في سوريا هو كلام مدفوع الأجر ومطلوب منهم أن يتحدثوا به، فلاحظوا قبل معركة القلمون كل هذه الحملة التي حصلت بكل وسيلة ممكنة عبر وسائل التواصل الإجتماعي والتلفزيونات والفضائيات والصحف، حيث حاولوا تصوير أن المقاومة ستقوم بما لا يمكن أن يحتمل في القلمون لأن من يحرك هؤلاء السياسيين اللبنانيين فإنه يستخدمهم أداة في سبيل أن يضغطوا على المقاومة لكي تتراجع ويضعف مجتمعها، ولكن إذا كان يتخيل هؤلاء في يوم من الأيام أن كل هذا يمكنه أن يجعلنا نتراجع، فعليهم أن ييأسوا من الآن إلى نهاية المعركة، لأن كل خطاباتهم ومواقفهم وكل التهديد والصراخ والاستهداف الخسيس والبشع والقذر الذي يمارسونه على وسائل الإعلام بسبب أو غير سبب بكذب مفضوح ومعروف كله سيذهب هباء، وأن المقاومة لن تتخلى عن وظيفتها في مواجهة الإرهاب التكفيري حتى تحقيق الأهداف والوصول إليها وسنصل بإذن الله.
وفي الشأن اليمني تحدث السيد صفي الدين عن أن السعودية التي تملك طائرات وأسلحة أميركية متطورة وتشن الغارات وتقصف وتدمر البنى التحتية والبيوت، قد قتلت حتى الآن ما يزيد عن 4000 آلاف شهيد بينهم 1000 طفل يمني، فهؤلاء لم تقتلهم إسرائيل بل السلاح السعودي المعتدي المتغطرس الذي لا يعرف حرمة لا لبيت ولا لطفل ولا لامرأة ولا لشيخ ولا لأي إنسان، ورغم ذلك فهم لا يطلبون من كل العالم أن يسكت فحسب، بل يريدون منه أن يمدحهم ويصفق لهم، وهذه هي قمة الوقاحة بل الغباء بعينه وقلة معرفة وخبرة، لأن كل هذه الأمور ستؤدي بهم إلى الهزيمة المحققة ولن تتمكن السعودية من أن تحقق أياً من أهدافها، بل إن هذه العقلية الغبية المتعجرفة البليدة يجب أن تكسر وتحطم وستحطم بإذن الله.