كلمة نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة الشيخ نبيل قاووق خلال احتفال تأبيني في بلدة القنطرة
رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن من نتائج انتصارات وإنجازات المقاومة والجيش العربي السوري في القلمون أن المعادلة قد تغيّرت، وأن الرهانات قد سقطت، فمعادلة مواجهة الإرهاب التكفيري قبل القلمون هي غيرها بعد القلمون، حيث بات الإرهابيون التكفيريون أكثر ضعفاً ويئساً وخيبة، وبات لبنان أكثر قوّة ومنعة واستقراراً، وهذا إنجاز لكل الوطن ولكل اللبنانيين وليس لفئة أو لحزب أو لطائفة أو لمذهب أو لمنطقة، لأن خطر داعش والنصرة هو خطر على جميع اللبنانيين ولا يستثني أحداً، ولولا إنجازات المقاومة والجيش الوطني لكان خطر تكرار سيناريو سنجار والموصل على أبواب كل بلدات ومدن لبنان، معتبراً أن حماية لبنان مسؤولية وطنية وشرف وكرامة، ونحن قمنا بواجباتنا الوطنية وكسبنا الشرف، وعلى الجميع أن يقوموا بواجباتهم الوطنية لحماية لبنان، فحزب الله لم يقم بواجباته الوطنية في حماية أهله والوطن لينتظر رضى من فريق 14 آذار، لأنهم دائماً كانوا في المقلب الآخر، ورهانهم دائما على هزيمة المقاومة بوجه إسرائيل أو بوجه التكفيريين، فهم قدموا الكيديات السياسية والإلتزامات على الكرامات والمصالح الوطنية.
كلام الشيخ قاووق جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله بمناسبة ذكرى أسبوع الشهيد المجاهد هشام محمد كركي في حسينية بلدة القنطرة الجنوبية، بحضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله أحمد صفي الدين إلى جانب عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة.
ولفت الشيخ قاووق إلى أن إسرائيل لا تعتبر وجود التكفيري تهديداً، وإنما تعتبره فرصة لتصفية حساباتها مع سوريا المقاومة ومع لبنان المقاومة، فإسرائيل تعتبر الوجود التكفيري فرصة لإضعاف واستنزاف محور المقاومة، ولكن خاب أمل إسرائيل إذ نجحت المقاومة في أن تحوّل التهديد إلى فرصة، ونجحت المقاومة في لبنان أن تعظم قدراتها العسكرية في ظل الأزمة في سوريا، فهم راهنوا أن تدخّل حزب الله في سوريا سيستنزف ويضعف قدرات المقاومة، ولكن النتيجة أتت أن المقاومة استطاعت أن تعاظم قدراتها حتى بات الإسرائيليون يرتجفون من إنجازات المقاومة في القلمون، وهم يرون عظيم إنتصارات وكفاءة المجاهدين في الميدان، ويرون سيناريو تحقّق معادلة الجليل التي وعد بها سماحة السيد حسن نصر الله.
وأضاف الشيخ قاووق أن هؤلاء التكفيريين شكّلوا عدواناً على الإسلام وعلى المسيحيين وعلى الإنسانية جمعاء، وهم وإن استطاعوا أن يتمددوا في أكثر من مكان في سوريا والعراق ووحتى أنهم وصلوا إلى نيجيريا واليمن وتونس، فلهم أن يتحدثوا عن تمددهم في أي مكان، إلا في لبنان، حيث معادلة الجيش والشعب والمقاومة، التي تجعله ساحة غير مناسبة للتمدد التكفيري، وإنما الساحة التي يتقزّم فيها التكفيريون والتي تتحطم فيها الإمارات التكفيرية.
وقال الشيخ قاووق لقد راهنوا على أن حزب الله يستحيل أن ينفّذ وعده في مهاجمة المسلحين التكفيريين في القلمون، لأن الجبال مرتفعة جداً، ولأن المنطقة وعرة جداً، ولأن المنطقة مترامية جداً، وهذه المنطقة لا يستطيع أن يدخلها جيش نظامي بأكمله، ولكن ذاب الثلج وخرج المجاهدون إلى الميدان ليثبتوا مجدداً أننا أهل الميدان وأبطاله، وأننا صنّاع الإنتصارات، وأن قمم الجبال تنحني أمام إرادات وبطولات المجاهدين في حزب الله، مضيفاً أن هناك من خرج ليقول إن المقاومة باستهدافها للمسلحين التكفيريين إنما تستجلب الخطر على لبنان، وهذا مثير للدهشة والتعجب، حيث أن بعض قوى 14 آذار لا تستشعر التهديد والخطر التكفيري على لبنان، وهم أنفسهم لا يستطيعون أن يتنكروا لجرائم داعش والنصرة بحق الأبرياء بالسيارات المفخخة وبحق العسكريين المختطفين والمذبوحين، وبحق أهلنا في البقاع نتيجة قصف الصواريخ، ولكن فريق 14 آذار يتجاهل عمدا الخطر التكفيري لأنه هان عليهم تهديد الوطن، واحتلال الإرهابيين التكفيريين للأراضي اللبنانية، ولأن هذا الفريق يريد أن يستثمر الوجود الإرهابي التكفيري في القلمون والسلسلة الشرقية ضمن سياق المواجهة مع المقاومة، فهم يرون في الوجود التكفيري فرصة لاستنزاف وإضعاف ومحاصرة المقاومة، ولذلك عندما تنتصر المقاومة على الإرهاب التكفيري في القلمون إنما تسدد ضربة قاسية للإرهاب التكفيري وداعميه والمراهنين عليه، ولذلك لم نتفاجئ أن الهزيمة الميدانية كانت لداعش والنصرة، فيما الخيبة والإحباط على وجوه فريق 14 آذار، فكلّما انتصرت المقاومة على العدو الإسرائيلي أو التكفيري فإن ملامح الإكتئاب والإحباط تعلو وجوه فريق 14 آذار، وكفى بذلك فضيحة وإدانة لكل من يراهن على أعداء لبنان.
وفي الشأن اليمني أكد الشيخ قاووق أن المجازر التي يرتكبها السعوديون بحق الأطفال في اليمن، هي بمثابة عدوان على الحرمين الشريفين قبل أن يكون على اليمن، فالفظائع والجرائم التي ارتكبت في اليمن هي أعظم من فظائع ومجازر إسرائيل في قانا وغزة، وأن حصار السعودية لليمن هو أعظم بكثير من حصار إسرائيل لغزة، ففي غزة هناك مليون ونصف المليون فلسطيني محاصر، ولكن في اليمن هناك 24 مليون مسلم عربي محاصر، معتبرا أن النظام السعودي يسترخص ذبح وقتل وقصف الفقراء، وهو يراهن على المكرمات لتصحيح الجرائم، ولكن كل أموال الخليج لا تساوي قطرة دم واحدة سفكت من طفل يمني بريء، وما نفع الأموال والنفط والمكرمات عندما يستبيحون الدماء والحرمات والأعراض والممتلكات.