أكد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش أننا سنستمر في تحمّل مسؤولياتنا كما تحملناها في السابق حيث حققنا إنجازات وأبعدنا خطر المجموعات التكفيرية عن لبنان، وبات دورها العسكري ضعيف مقارنة عما كانت عليه في السابق، وحتى شبكاتها الأمنية باتت ملاحقة واحتمال خطرها أصبح أقل، مشدداً على أن هذا ما كان ليحصل لولا دور المقاومة وتصديها لهذا المشروع بعد مرور سنتين على الأحداث في سوريا، مؤكداً أننا لم نطلب يوماً من أحد في لبنان إقراراً أو اعترافاً بفضلٍ، ولم نسأل في تأديتنا لواجبنا الرسالي والأخلاقي والوطني والإنساني، ولم يكن همّنا أن نحصل على إشادة من أي جهة أو أي فريق سياسي.
كلام الوزير فنيش جاء خلال الإحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لمناسبة مرور اسبوع على استشهاد الأخ المجاهد علي خليل عليان في حسينية بلدة قلاويه بحضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله أحمد صفي الدين إلى جانب عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة.
وأكد الوزير فنيش أن كل همّنا هو حماية هذا الوطن، ولذلك نحن بذلنا دماءنا من أجل استرداد سيادته وأرضه وحريته وكرامته، ولن نقصر في متابعة هذا الطريق، وليس مستغرباً أن نسمع أصواتاً تشبه النواح عندما علموا أن هناك استعداداً للمقاومة من أجل المزيد من تحصين مواقع المواجهة مع هذه التيارات التكفيرية، وإبعاد خطرها أكثر فأكثر عن لبنان، وليس مستغرباً لأننا نعلم أن البعض يصاب بخيبة كلّما خسرت هذه الجماعات وأحبط مشروعها، لأن رهاناتهم كانت على الدوام أن تسقط سوريا ليغيّروا المعادلات في لبنان، ولذلك فإننا نفهم أسباب ارتفاع هذه الأصوات وقلقها وخروجها عن كل اتزان، وعن كل الضوابط الأدبية في الخطاب السياسي.
وأشار الوزير فنيش إلى أن البعض في لبنان يكنّ للمقاومة كل كراهية، لأنها منذ انطلاقتها أطاحت بكل آماله ورهانه على المشروع الصهيوني، ونحن لسنا بحاجة لتذكيرنا بتاريخ بعض القوى، فكل فريق سياسي في لبنان تاريخه معروف، ولسنا بحاجة ليذكّرنا أحد بمواقف نعلم جيداً حيثياتها لأنها تنطلق من عدائها للمقاومة، وحتى لو حررنا كل ترابنا الوطني وأبعدنا الخطرين التكفيري الصهيوني، فهؤلاء لا يكنّون للمقاومة سوى الضغينة لأنها كانت ولا تزال وستبقى نقيض كل مشروع يستمد دوره من خلال ارتهانه للقوى الخارجية، مؤكداً أن المقاومة لن تتراجع وستستمر بتأدية دورها، لأن هذا واجب وطني وأخلاقي ينبثق من التزامها بثقافتها الرسالية الإسلامية التي يعبّر عنها الشهداء، ولن يكون بمقدور هذه الجماعات أن تعيد عجلة الصراعات إلى الخلف، فالمقاومة في مسيرتها حققت الإنجازات وستبقى، وهي مستمرة على جهوزيتها في التصدي للمشروع الصهيوني وامتداداته سواء في سوريا أو في كل منطقة نجد أنه من الواجب أن نتصدى له، ولا يطالبنّ أحد بالإحتكام أو الإنضواء بالقانون الدولي، لأننا لم نجد إلتزاماً لا من دولة كبرى ولا من دول إقليمية بهذه المبادئ الدولية.
وأضاف الوزير فنيش: عندما تقوم أميركا وتستخدم طائراتها وتقصف في أي بلد بحجة الدفاع عن النفس، وكذلك المملكة العربية السعودية التي تستبيح اليمن اليوم، فإنهما لا يحترمان لا قوانين دولة ولا إنسانية، وعندما يصبح هناك حقيقة إحتكام لمبادئ القانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان والشريعة الإلهية ساعتئذٍ يمكن أن نفكر في كيفية تنظيم علاقتنا مع هؤلاء، وما يجري في اليمن خير شاهد وهو جريمة ترتكب كل يوم، ولن نصفها بأفضل مما وصفتها أحد المنظمات الدولية بأنها شبيهة بما قامت به إسرائيل في غزة ولبنان، وهذا التشبيه لم يصدر عنّا حتى لا يقال أننا نتحامل على السياسة السعودية، بل إنه لإحدى المنظمات الدولية التي هي مختصة بحقوق الإنسان، ومع الأسف رغم هذا التوصيف لا نجد الحركة المطلوبة، بل نجد المزيد من العجز، وهذا يبين أن المنظمات الدولية والإنسانية لا تزال خاضعة في أدائها وحركتها للسياسة الأميركية، لأن تدمير المستشفيات والمدارس وقتل الأطفال واستهداف كل المرافق الحياتية في اليمن، هو مخالف لأبسط مبادئ القانون الدولي، وهذه جرائم بحق الإنسانية، ولكن هذا العدوان كونه مدعوماً من الإدارة الأميركية لن تستطيع المنظمات الدولية أن تفعل شيئاً.
وأكد الوزير فنيش أنه لن يبقى للمعتدين الغزاة إلاّ العار، وهذا ما تعلّمناه من السنن الإلهية وتجارب الشعوب وتجربتنا، ولن يتمكنوا من تحقيق أي هدف من أهداف عدوانهم، فالمعادلات على الأرض تتقدم يوماً بعد يوم لمصلحة الشعب والجيش اليمني وأنصار الله، ولم يتغير شيء في المعادلات العسكرية، وكذلك في المسألة السياسية، حيث أن هذه الحرب المجرمة لم تتمكن من إخضاع إرادة القوى اليمنية الحرة الرافضة لأي شكل من أشكال الوصايا الخارجية سواء كانت أميركية أو سعودية، وبالتالي لم يستطع هذا العدوان قهر إرادة الشعب اليمني، ولا تغيير المعادلة، مشدداً على أن الإدارة الأميركية عندما تقرّ ومعها أيضاً بعض المواقف السعودية بأن الحل لن يكون إلاّ بالسياسة، فهذا إقرار بفشل العدوان العسكري والرهانات على إمكانية إخضاع الشعب اليمني عن طريق الترهيب والإجرام والقتل.