
أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور حسن فضل الله أن المقاومة التي شكلت مظلّة الحماية للجنوب وللوطن، هي اليوم تقف على خطي نار، أوله في مواجهة العدو الإسرائيلي لتبقى مظلة الحماية من خلال معادلة التكامل بين الجيش والشعب والمقاومة، فلا يمكن أن نغفل في أي لحظة من اللحظات عن هذا العدو المتربص بنا بالرغم من أنه مختبئ، ولم يعد يجرؤ على التقدم إلى هنا، لأنه جرب في العام 2006 في كل القرى وذاق مرارة الهزيمة، وأن العدو الإسرائيلي يدرك أن إنشغال المقاومة على خط النار الآخر لا يعني أنها تتجاهل خطره، كما يدرك أنها حاضرة وجاهزة وموجودة، وأن مجاهديها متيقظون في الليل والنهار لمواجهة أي عدوان منه، مضيفاً أن خط النار الآخر يكمن في وجود عدو تكفيري لا يقل خطراً عن العدو الصهيوني، وهما في مسار واحد، ونحن نطلق عليهما المشروع الإسرائيلي التكفيري المشترك، لأنهما التقيا مباشرة وتقاطعا في تهديدهما لبلدنا ولمجتمعاتنا ولقضايانا، وفي طليعتها القضية الفلسطينية حيث كان التكفيري هو المتخلي عن حمل لوائها رغم كل ما نعيشه من تحديات.
وخلال احتفال تأبيني بمناسبة ذكرى أسبوع الأسير المحرر إبراهيم خليل كرنيب في بلدة مارون الراس أكد النائب فضل الله أن التكفيريين المتواجدين على الحدود سواء في القلمون أو داخل الأراضي اللبنانية هم تهديد حقيقي وجوهري للبنان الدولة والوطن والمؤسسات والشعب والطوائف والعيش المشترك، وحتى لو حاول البعض أن يتغاضى عن هذا التهديد أو أن لا يراه، فإن هؤلاء اعتدوا على السيادة واحتلوا جزءاً من أرضنا في تلك الجرود، واعتدوا على الجيش اللبناني وقتلوا من جنوده وضباطه الكثيرين، واختطفوا عسكريين لبنانيين ولا يزالون في قبضتهم، وأرسلوا السيارات المفخخة، وقتلوا وجرحوا العشرات من اللبنانيين، وأطلقوا الصواريخ على قرانا وبلداتنا في البقاع، وقاموا بعمليات تسلل في الليل والنهار إلى أرضنا وقرانا، واختطفوا واحتلوا بلدة عرسال، ونكّلوا وينكّلون بأهلها ، وبالتالي فإن مواجهتهم مسؤولية وطنية تقع على عاتق الجميع سواء الدولة أو القوى السياسية، وإن تخلّى البعض عنها فإننا في المقاومة لا يمكن أن نتخلى عن مسؤولياتنا.
ولفت النائب فضل الله إلى أن تخلي الكثيرين سابقاً عن مسؤولياتهم تجاه القرى في الجنوب دفع القوى الحيّة إلى تشكيل مقاومة شعبية بدأت في أوائل الستينات والسبعينيات، ومن ثم ركّزها الإمام الصدر، وانطلقت في العام 1982 ثم نشأت المقاومة الإسلامية التي تحمّلت مسؤولياتها يوم كان الكثيرون يعتبرونها فعلاً جنونياً، تماماً كما يحاول البعض أن يعتبر مواجهتنا لهؤلاء التكفيريين سواء في سوريا أو في لبنان فعلاً جنونياً، ولكن الجنون هو بترك هؤلاء يتحكمون بحدودنا ومناطقنا، وفي التخلي عن المسؤولية الوطنية.
وأكد النائب فضل الله أن المعركة الوطنية اليوم هي من أجل السيادة والشعب والأرض والدولة والوطن والتعايش بين الطوائف وبنية لبنان ومؤسساته، ونحن سنكمل من أجل أن ندرأ هذا الخطر بمعزل عن محاولات البعض في لبنان من إعطاء تبريرات وذرائع ومحاولة تشكيل بيئة متآلفة مع هذا النوع من العدوان على بلدنا، لذلك ومهما كانت التحديات في مواجهة هذا الخطر، وأياً تكن التضحيات، فإننا مستمرون في تحمل مسؤولياتنا الوطنية، وها نحن نرى ما تحققه هذه المقاومة لمصلحة البلد كله.