هنأ عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي الجمهورية الإسلامية في إيران قيادة وشعبا بالإنجاز الذي حققته بإقرار حقها في أن تنضم إلى قائمة الدول النووية، معتبراً أن ما تحقق هو تأكيد على كرامة الشعب الإيراني في التعامل معه كأمة وشعب يستحقان الإحترام، وأن إيران أثبتت أنها دولة حرة تقف عند حقوقها كاملة، ولم يعد باستطاعة أحد أن يتجاوز حقيقة أنها دولة ذات فعل حاسم في المنطقة والعالم، وأشاد بمواجهة الشعب اليمني للعدوان عليه مشدداً على أن المقاومة هي المنتصرة في مواجهة أي عدوان، وأن الواجب الإنساني يقتضي الوقوف بقوة في مواجهة المجازر التي ترتكب بحق الشعب اليمني، ورأى أن مصير المشروع التكفيري في سوريا هو الهزيمة لأنه لا أفق له، بل هو مشروع انتحار لا يستطيع أن يبقى حياً، كما هنأ الشعب العراقي بانتصاراته على التكفيريين وهو ما يؤكد أن الشعوب متى تحملت مسؤولياتها، قادرة على إلحاق الهزيمة بالقوى التكفيرية والقضاء عليها دون الحاجة إلى تدخل أميركي.
وخلال احتفال تأبيني في بلدة طيردبا رأى النائب الموسوي أن خطة العمل المشتركة التي تم إعلانها في لوزان بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي في ما يتعلق ببرنامج إيران النووي "يجب أن ينظر إليها من زاوية الاعتزاز بما تحقق، لأن القوى الكبرى في العالم أقرّت لصديقتنا وشقيقتنا جمهورية إيران الإسلامية التي بنيت بثورة الإمام الخميني وبفكره، بحقها في أن تكون دولة نووية بعدما أُعلنت عليها العقوبات وفرض عليها الحصار بهدف تفكيك برنامجها النووي، ونحن اطلعنا على هذا الاتفاق، وما قدمه الإيرانيون في هذا المجال يؤكد ما كانوا يقولونه دائماً بأن برنامجهم سلمي، وأنهم حاضرون لإثبات سلمية البرنامج إذ إنهم ملتزمون بفتوى الإمام الخميني من قبل والإمام الخامنئي الآن، بعدم جواز امتلاك سلاح دمار شامل"، ولفت الموسوي إلى أن "ثمة فرقاً بين عقلية الدولة المستكبرة التي تستخدم سلاح دمار شامل يقتل مئات الآلاف بمن فيهم الأطفال والنساء والشيوخ كما فعلت الإدارة الأميركية في الحرب العالمية الثانية، وبين دولة تقوم سياساتها الخارجية وأفعالها على أساس المبادئ الإسلامية التي لا تزر على أساسها وازرة وزر أخرى"، وأشار الموسوي إلى أن ما تم التوصل إليه يفشل ما كان يعد ويمنّي به النفس أعداء الجمهورية الإسلامية من أن المواجهة حول المسألة النووية ستتحول إلى حرب ضارية تشن على الجمهورية الإسلامية بحيث تقضي عليها، وعلى مقومات الحياة فيها، وعلى تقدمها، لافتاً إلى أن من السيناريوهات التي كانت تعدّ شنّ ضربات جوية على أكثر من 4000 هدف إيراني أولي، تشمل البنية الصناعية العسكرية والمدنية، وصولاً إلى منشآت الدولة الأساسية، ورأى أن أعداء إيران الدوليين والإقليميين ممتعضون اليوم من التوصل إلى هذا الاتفاق، لأنهم يعتقدون بأنهم فقدوا فرصة توجيه ضربة إلى إيران تعيدها قروناً إلى الوراء، وتمنع إيران من أن تواصل تقدمها ومن أن تكون دولة قوية وفاعلة.
وأضاف النائب الموسوي: حتى النص الذي وزعته وزارة الخارجية الأميركية من 4 صفحات والذي عرضت فيه المكتسبات لناحية تفتيش المنشآت النووية الإيرانية، لم يقنع أعداء إيران بالاتفاق، لأن ما كانوا يطلبونه هو حرب على إيران تتحول إلى حرب إقليمية شاملة لا تبقي ولا تذر، لكن الذي حصل بموجب هذا الاتفاق أن إيران التزمت بما قالته دائماً بأنها تريد برنامجاً نووياً سلمياً يلبي حاجات إيران العلمية والتنموية وحاجاتها في الطاقة البديلة عن النفط والغاز، وحاجاتها الطبية وما يمكن أن يستخدم فيه البرنامج النووي لناحية الاستخدامات السلمية، وفي المقابل، كان البرنامج السياسي للرئيس أوباما نفسه عام 2012 يقوم على أساس تفكيك برنامج إيران النووي، وعلى وقف التخصيب بشكل مطلق وإقفال وإغلاق منشآت إيرانية، حتى وصلنا إلى الإقرار بحق هذه الدولة في أن يكون لها برنامجها، وأن تنضم إلى قائمة الدول النووية، وأن يكون لها واجبات وحقوق الدول المنضمة إلى اتفاقية حظر الأسلحة النووية، إذاً التفكير بإلغاء إيران وردها إلى الوراء سقط، وإيران صديقتنا وشريكتنا في المواجهة وشقيقتنا في مواجهة المحتلين والمعتدين، بات مسلماً لها بأنها دولة ذات حضور دولي وإقليمي شاء من شاء وأبى من أبى، وسقطت رهانات الحروب وبالتالي رهان تغيير ميزان القوى، واليوم أُنقذ الشرق الأوسط والعالم من حرب طاحنة كان يمكن أن يجرها إليه أولئك الذين لا يرون سوى كياناتهم وعروشهم هدفاً يستحق قتل مئات الآلاف من أجله.
وتابع النائب الموسوي: بالتالي فإن من حقنا اليوم أن نشعر بالفرح مع الشعب الإيراني الذي يعتقد أن أهم ما تحقق هو أنه أكد على كرامته في التعامل معه كأمة وشعب يستحقان الاحترام ولا يُتعامل معهما بمنطق الحصار والعقوبات والإخضاع، أليس مشهداً يدعونا نحن أصدقاء إيران إلى الفخر بأن نرى في جهة وزير خارجية دولة واحدة، وفي مقابله ستة وزراء خارجية لأكبر الدول اقتصادياً وعسكرياً في العالم، يقوم بالتفاوض الطويل والشاق على أصغر التفاصيل، وإن ما يدعو إلى الافتخار أن ما يجري هو بين قوى دولية وبين قوة تحترم أهدافها ومبادئها، إذ لا يكفيها مجرد اتصال هاتفي من مسؤول في هذه الدولة الكبرى أو تلك، حتى تأخذ قرارها ببيع ثروات شعبها من أجل خدمة غاية سياسية للدولة الكبرى، فإيران أثبتت أنها دولة حرة، دولة تقف عند حقوقها كاملة، لذلك لم يعد باستطاعة أحد أن يتجاوز حقيقة أن صديقتنا الجمهورية الإسلامية هي دولة ذات فعل حاسم في المنطقة والعالم، وكما فرح الشعب الإيراني من قبل بانتصارنا بدحر العدو الصهيوني عن معظم الأراضي اللبنانية، فإننا نهنئ الشعب الإيراني الشقيق والقيادة الإيرانية الحكيمة وعلى رأسها الإمام الخامنئي بهذا الإنجاز الذي يحق فيه لكل حر وشريف ومناضل للهيمنة الاستكبارية بأن يشعر بالافتخار والاعتزاز به، لأنه قدم نمطاً جديداً من العلاقات بين دولة ودول عظمى لا يقوم على الإملاء والفرض، بل على أساس الكرامة الوطنية والاحترام المتبادل، مشيراً إلى أن مثل هذه الاتفاقات كان يحصل بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأميركية الدولتين الكبريين في عالم مستقطب.
وأشاد النائب الموسوي "بانتصارات الشعب اليمني المتواصلة في مقاومة العدوان الاستكباري الإقليمي الذي يشنّ عليه، وهو شعب عُرف ببأسه في مواجهة الذين يعتدون عليه على الرغم من الجرائم التي ترتكب بحقه، وها هو يحقق الانتصار تلو الآخر، ليؤكد كما تؤكد الشعوب الحرة، أنه ما من سبيل إلى هزيمة المقاومة، وأن المقاومة هي المنتصرة في مواجهة العدوان"، وشدد الموسوي على أن "المسؤولية الأخلاقية والواجب الإنساني يقتضيان بأن نقف وقفة قوية في مواجهة المجازر التي ترتكب بحق الشعب اليمني، إذ سقط في أقل من أسبوع هناك حوالى 500 شهيد و 1700 جريح من المدنيين، 35 بالمئة منهم على الأقل من الأطفال، وبالتالي ثمة مجزرة ترتكب بحق الشعب اليمني وبحق أطفاله ونسائه وشيوخه، لأن المعتدين ما زالوا أكثر جبناً من أن يواجهوا المقاتلين اليمنيين الأشداء وجهاً لوجه في ساحات المعارك البرية، بل يكتفي هؤلاء بإلقاء حممهم على المساكن والمنازل التي يدفن تحتها الآمنون ممن لا يحملون سلاحاً، لأن المقاتلين وكما نعرف من تجربتنا في لبنان، قادرون على اتخاذ إجراءاتهم الدفاعية بما يمكنهم من تفادي القصف الجوي ومن الاستعداد لمقاومة العدوان البري بشكل فعال وحاسم، ونحن نؤكد حق الشعب اليمني في مقاومة المعتدين عليه وحقه في تقرير مصيره، وهو الذي يقرر من يكون رئيسه ومن تكون حكومته، وليس لأحد حول اليمن أو من خارجه أن يفرض على اليمنيين هوية رئيسهم وحكومتهم، ونحن أعلنا صوتاً واضحاً يكاد يكون وحيداً في العالم العربي، حين أطلق سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمة الحق في وجه السلطان الجائر وهو أفضل الجهاد، لأن الطغاة والمستكبرين بلغوا من السيطرة على وسائل الإعلام وعلى أصحاب الرأي والفكر وموجهي الرأي العام من القوة بحيث كتموا الأفواه إلا تلك التي تدعو لهم، فيما الشعب اليمني أخذ قراره بيده وهو يواجه الطغاة والمعتدين وسيُكتب له انتصاره كما كتب لنا انتصارنا
وهنّأ النائب الموسوي "الشعب العراقي الذي تمكن بقواه الذاتية من تحرير مدينة تكريت بعدما كانت تحت سيطرة القوى التكفيرية التي ذبحت أبناء الشعب العراقي وأراقت دماءه في مجاري الأنهار وعلى تراب العراق الشقيق"، مشيراً إلى أن هذا التحرير لم يحصل بفعل التدخل الأميركي سواء كان من الجو أو من البر، بل إن القوات الشعبية العراقية رفضت أن تتحرك ميدانياً حين قال الأميركيون إنهم بصدد استخدام قواتهم الجوية، ورفض العراقيون أن يكونوا شركاء للقوات الأميركية في العمل ضد تكريت، بل إنهم أصروا على خوض هذه المعركة بقواهم الذاتية وليس بقوى الولايات المتحدة الأميركية، وقد تمكنوا من كسر أحد أهم معاقل القوى التكفيرية في العراق، مع ما لهذه المدينة من رمزية تاريخية دلّت على معاناة الشعب العراقي طويلاً في ظل الاستبداد والعدوان، ولفت الموسوي إلى أن تحرير تكريت يؤكد أن الشعوب في المنطقة ومتى تحملت مسؤولياتها، قادرة على إلحاق الهزيمة بالقوى التكفيرية والقضاء عليها دون الحاجة إلى تدخل أميركي، مع العلم أنه رُصد تدخل أميركي لصالح القوى التكفيرية لناحية إمدادها بالسلاح والدعم اللوجستي وقد سُجل هذا الأمر لدى القوات العراقية الشعبية والرسمية.
وحول المشهد السوري رأى النائب الموسوي: أن القوى التكفيرية في سوريا، وإن تمكنت من التقدم في هذا الموضع أو ذاك، فمصيرها الهزيمة لأن المشروع التكفيري لا أفق له، إذ إنه مشروع انتحار بذاته ولذاته ولغيره ولا يستطيع أن يبقى حياً، وإذا كان له من حياة الآن فلأن ثمة دولاً تستخدم العدوان التكفيري كأداة لحرب غير مباشرة، لكن عندما يُستغنى عن التكفيري أو يتم التحول عن الأهداف التي رسمت له، فسيكتب عليه الملاحقة والموت والقتل، فهكذا استخدموهم في أفغانستان ثم هجموا عليهم بعدما غيروا المسار، فالتكفيريون في سوريا انتهت قدرتهم على تقرير مستقبل سوريا، ومن يقرر مستقبل سوريا وبالتالي مستقبل لبنان والمنطقة هم المقاومون للهجوم الاستكباري الإسرائيلي على سوريا الهادف إلى إسقاط دولتها المقاومة وإحلال إما الفوضى التي تأكل كل شيء، وإما نظام هزيل يكون دمية بيد الإسرائيلي ومن ورائه الأميركي، لكن هذا الزمن قد انتهى، ولن تكون سوريا إلا كما عهدناها دائماً دولة في طليعة القوى المقاومة والداعمة للمقاومة، وسيأتي الوقت الذي سننعم جميعاً بانتصارنا على تلك الهجمة أقَصر الزمان أم طال، لأننا موعودون بالنصر، وما قمنا إلا من أجل نصر الله، وإن تنصروا الله ينصركم، وهذه هي المعادلة.