كلمة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد خلال احتفال تأبيني في بلدة كفرا 22-3-2015
كلمة لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد خلال احتفال تأبيني في بلدة كفرا الجنوبية جاء فيها:
"رأينا بالأمس إنتحاريون وتكفيريون يرفعون راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، يفجرون أنفسهم في بيوت الله، يذبحون ويقتلون عشوائياً تنفيساً عن أحقادٍ دفينة تربّوا عليها في مدرسة تيار الإستسلام والإنهزام والتبعية، إن هؤلاء أدوات لكننا نعرف الذي يموّل ويسلّح ويتيح الفرص ويرعى الخطوات، وهم قوى إقليمية ومحلية ودولية، إلا أنهم سيفلسون مجددا،ً لأنهم لن يستطيعوا بهذا الأسلوب الترويعي الدموي أن يثنوا إرادة الأمة أو أن يخضعوا إرادة المقاومة والنهوض، لأن العقلية الحاكمة في منطقتنا والتي تربى في كنفها هؤلاء التكفيريون اليوم، الذين يُستخدمون ضد تيار المقاومة والنهوض، لم تصنع لأمتنا شيئا، يل هدرت ثروة الأمة وضيعت مستقبل أجيالها، وتسببت في التخلف على مستوى التنمية في المنطقة العربية، كما صرفت أمولاً طائلة دون جدوى، بينما هناك ملايين الفقراء والمستضعفين خلف الأبنية الفارهة والأبراج التي تبنى فقط للوافدين على الطرقات الواسعة، فيما أهل البلد يعيشون بفقرهم وتخلفهم.
إن تيار المقاومة والنهوض هو الذي يصنع خطوطاً حمراً لنفسه، لأنه هو الذي يقدم مصلحته الوطنية وهو الذي يخلص لشعبه وأمته، ويعرف كيف يخدم مصلحتهما، فشتّان بين تيار مهزوم يرضى بالتبعية والإرتهان للأجنبي الذي يريد أن يستحكم ويتسلط ويهيمن على مصالح الناس، وبين تيار مقاوم يدفع كل وأغلى وأعز ما لديه من أجل أن تنهض الأمة كلها، وأن يستقر وضعها ويتحقق أمنها وأن تستقر مصالحها وتتحقق سيادتها، فلماذا تنصب كل الضغوط من أجل أن تتخلى إيران عن برنامجها النووي، ليس لأن إيران ستمتلك الطاقة النووية لأجل غايات سلمية فحسب، بل لأن إيران وشعبها امتلكا إرادة التحدي للمنهجية الغربية فما احتاجوا لأن يقلدوا تلك المنهجية، بل صنعوا منهجيتهم للتقدم والرقي والنهوض والتنيمة في وطنهم بعيداً عن منهجية الغرب والإستكبار، وهم التزموا الإستقلالية في بناء مجتمعهم وقوتهم ودولتهم، فلذلك تنصب كل هذه الضغوط عليهم.
نقول هذا ونحن قطعنا شوطاً كبيراً في مواجهة المشروع الذي يريد أن يضع العصي ويقطع الطريق في وجه نهوضنا بفعل مقاومتنا وثباتنا على هذا المسار والخيار، فلم يعد هناك شيء يرعبنا وقد انكشفت الرؤية أمامنا بفضل التزامنا بالقيم التي ننتمي إليها وبفضل إخلاص قياديينا ومجاهدينا وتحملهم للمسؤولية في كل مجالات الحياة.
نحن إذ نخوض حوارات أو مواجهات في كثير من الأحيان على عدة جبهات في المجلس النيابي والحكومة والساحة العامة، فإن الإطار الذي يحكمنا في سير هذا كله أن نتقدم بمشروعنا إلى الأمام، وها نحن قد تقدمنا كثيراً وقطعنا خطوات كبيرة في زمن قصير، والأيام المقبلة ستشهد أن كل ما صبرناه وتحملناه وانتظرناه أدّى إلى النتيجة التي كنا نتوقعها، بفعل إرادة المقاومة لدى شعبنا وبفعل متابعته لمن يتبنى خيار المقاومة ويقوم بواجبه المقاوم، لذلك فإننا نتحسس مسؤولياتنا ونحقق ما يصبو أهلنا إليه من تطلعات وأماني.
نحن الآن في مرحلة لا زال البلد يراوح فيها بين شغور رئاسي وتعطيل للمؤسسات الدستورية وتهديد من الإرهاب التكفيري، أما الإسرائيلي فهو محبوس ومسجون الآن داخل قفص معادلة الردع التي ألزمته المقاومة بالدخول إليها، ففي نهاية المطاف سنصل إلى ملىء الشغور الرئاسي بمن يحفظ مسار النهوض ومسار المقاومة، وبمن لا يملك قدرة على تعطيل هذا المسار، لأن هذا المسار فيه الخير ليس للمقاومين وأهل المقاومة وشعبها فحسب بل فيه الخير لكل اللبنانيين.
إن المقاومة حين تتصدى للإرهاب التكفيري في كل مكان تصدت فيه، فهي لا تدافع عن رجالها فحسب وإنما تدافع عن كل مكونات هذا البلد، فالآن استيقظت شرائح واسعة من اللبنانيين وعرفت أنه لولا المقاومة وقتالها لهؤلاء التكفيريين وتجافيها عن معادلة النأي بالنفس لكان القتال والخطر سيطال كل المناطق والشرائح اللبنانية، لكن هناك من لا يزال يناور ويكابر ولا يريد أن يتبنى إسترايتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب التكفيري، فهم يطلقون الشعارات ولكن يربطونها بملأ الشغور، ويعرفون أن المقاومة ليست طرفاً يمكن أن يملأ الشغور أو يتوقف على رأيه ملىء الشغور، فهناك معادلة في البلد تستوجب التفاهم الوطني حتى يملأ الشغور وهذا التفاهم نحن قدمنا وجهة نظرنا به، وطرحنا مرشحنا الذي نفترضه أنه يخدم المسار الوطني للمقاومة والنهوض وللأمن والإستقرار الداخلي والصمود والسيادة والحرية والإستقلال في بلدنا، وبقي على الطرف الآخر أن يتأمل ويتدبر ويفكر ويقرر. فهذا من جهة وأما من جهة أخرى فقريباً سيذوب الثلج وسيتبين للناس أن التكفيريين الذين يتهددون بقاعاً واسعاً من أرضنا اللبنانية، هؤلاء التكفيريون لم يعودوا قادرين على قلب الطاولة في لبنان، فربما يستطيعون أن يشغلوا بال البعض وربما يستطيعون أن يتسللوا مجموعات لإثارة رعب في مكان ما، لكن أن يقلبوا الطاولة على البلاد فإن هذا الأمر انتهى، وإن جهوزية المقاومة والجيش اللبناني الذي يقدم التضحيات ويبذل ما في وسعه من أجل أن يقطع أي طريق على أي اعتداء يمكن أن يقدم عليه الإرهابيون التكفيريون سواء في القلمون أو في جرود عرسال، نطمئن أهلنا أن لا داعي للقلق لأن إمكانية وقدرة هؤلاء المتبقين في القلمون لا يستطيعون أن يقلبوا الطاولة على أحد في لبنان، فكيف إذا كان الوضع في سوريا يتحسن تباعاً، حيث بدأت الوفود الأوروبية والتصريحات الاميركية تقرّ بما أعلناه نحن منذ بداية الأزمة في سوريا بأن الحل فيها لا يمكن أن يكون إلا حلاً سياسياً.
بالأمس قرأت لأحد الإعلاميين الذي كان يتصدر الشاشات والفضائيات في إحدى البلدان العربية ويقاتل ويتحدى ويرفع الصوت ويصرخ من أجل أن يحرض على القتال في سوريا وعلى تخريبها، أما الآن فإنه وبعد تصريح وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأنه قد نكون مضطرين للتفاوض مع بشار الأسد، فتحول هذا الإعلامي إلى شامت بمن كان يحرضه من المعارضة السورية "التي رضيت بالحل السياسي"، وبحسب رأيه "فإن من يرضى به يجب أن يفاوض الطرف الآخر وهو بشار الأسد، وهذا ما وصلت إليه هذه المعارضة حين قبلت بالحل السياسي وتخلت عن الخيار العسكري". إن الأوضاع في سوريا تتحسن لغير مصلحة التكفيريين والإرهابيين ومن استخدمهم طيلة السنوات الأربع الماضية وهذا ما سينعكس على المنطقة كلها وعلى لبنان.