أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد أننا واعون لكل ما يخطط له البعض سواء في لبنان أو في خارجه، فلا يغرينا تشكيل مجالس وطنية، ولا يخيفنا رفع شعار العبور إلى الدولة، فالمقاومة قامت حينما لم تكن دولة في لبنان تدافع عن شعبها وعن سيادتها، ولولا انتصارات المقاومة في لبنان لما استعيدت مؤسسات الدولة إلى الأرض التي تطأها أقدام أجهزة ولا مؤسسات رسمية منذ عقود من السنين.
كلام النائب رعد جاء خلال الإحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله في حسينية بلدة حولا الجنوبية لمناسبة مرور اسبوع على استشهاد الأخ المجاهد محمد فؤاد غنوي بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض إلى جانب عدد من علماء الدين وفعاليات وشخصيات وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة.
وقال النائب رعد إن هناك في لبنان من يشكل مجالس وطنية، بعد "أن رجع الناس من الحج"، فلا مفر لهؤلاء إلاّ أن يمدوا أيديهم ويراجعوا التزاماتهم، لأنهم ليسوا قادرين على أن يأخذوا البلد إلى حيث المحور الذي ينتمون إليه، وعلى هؤلاء أن لا يتحدثوا عن انتمائنا إلى محور معيّن، لأننا نحن ننتمي إلى القضية القائمة على التحرر والتحرير والحفاظ على السيادة الوطنية، وبناء دولة قوية قادرة وعادلة، وكل هذه الأمور لا تتحقق إلاّ بإرادتنا المستقلة والأصيلة النابعة من شعبنا وأرضنا، وبالمقابل إلى من ينتمي الآخرون، وأين هي قضيتهم وبماذا يخدمونها وكيف ينتصرون لها، فهل تخدمونها من خلال وقوفكم على أبواب الطواغيت والقوى الخارجية لكي تشحذوا منهم الكرامة والإذن بأن تسلّحوا جيشكم، أوليس عيباً أن تبقوا جيشنا في البلد وهو في وسط الصراع ضد إرهاب تكفيري منافق يتهددنا ويتهددكم، ولا تعطوه السلاح الذي يستطيع من خلاله أن يدفع هؤلاء وخطرهم، وتمنّون النفس بأن تتلاقوا معهم على المدى الطويل والمتوسط، فهؤلاء لا يتلاقون مع أحد، ولقد فتحتم الطريق لهم من أجل أن يصلوا إلى الموصل ونينوى، ولكن تمادوا في طغيانهم فتناسوا دعمكم، وأعلنوا خلافتهم، وطلبوا من ملوككم وأمرائكم أن يبايعوا أميرهم وخليفتهم، فهؤلاء لهم مشروعهم، وعندهم منهجيتهم، ونحن ننصحكم أن تنفضوا أيديكم منهم، لأنه حتى الآن لم تنقطع الصلة بين الإرهابيين التكفيريين وبين بعض القوى التي ترفع شعار مكافحة الإرهاب في هذه المرحلة.
ولفت النائب رعد إلى أننا لا نفهم معنى أن ندخل في حوار وتبقى ألسنة السوء تتطاول على المقاومة ومشروعها، فإما أن نخوض حواراً وسط أجواء هادئة ومنضبطة، وإما أن نعرف مع من نتحاور، وما هو حجمهم ونفوذهم وتأثيرهم حتى على داخل تنظيمهم وكتلتهم النيابية والسياسية، وهذا الأمر لا يمكن أن يستمر، فنحن نسكت ونصبر ونترفّع عن أن نطل على الإعلام بتصريحات أو بسجالات، ولكن إلى متى التمادي وزج الرؤوس في الرمال كالنعامة، فأنتم غير قادرين أن تخبئوا أنفسكم، ونحن دخلنا إلى الحوار لنتصارح ونتفاهم على النقاط التي يمكن التفاهم عليها، فلماذا تشتموننا في الخارج، وهو أمر غير مقبول، فإمّا أن تلتزموا بالحوار أو دعونا نذهب كل واحد منّا في حال سبيله.
وأكد النائب رعد أننا لا نريد في هذا البلد إلاّ أن نعيش مع الجميع بكرامة، فالمقاومة استطاعت أن تستعيد ثقتنا بأنفسنا، فيما عملت أنظمة حاكمة ومتواطئة ومنهزمة طوال عقود من السنين على أن تُعلمنا وتلقننا وتطبّعنا بالهزيمة لنصبح معوّقين لا نستطيع أن نحس بوجودنا، مشدداً على أن أهمية المقاومة تكمن في استطاعتها أن تستنهض ثقتنا بأنفسنا، فهي أعادت لنا إحساسانا بوجودنا وبكرامتنا، ونحن نريد أن نحفظ هذه الكرامة وهذا الوجود، ونريد دولة عادلة ومتوازنة وقوية سيّدة ترسم مصالحها وتشخّص أصدقاءها وأعداءها، لا أن يملى على من يحكمها سياسات ومناهج، ونحن نفهم أننا لسنا في جزيرة، فلا بد من أن نراعي السياسة والإتجاهات الفلانية، ولكن علينا أن ندرس مصلحتنا اولاً.
وأشار النائب رعد إلى أنه في فترة من الفترات كان هناك 80% من المشاريع التي أحيلت من الحكومة إلى المجلس النيابي هي مشاريع مترجمة عن اللغات الأجنبية، لأنها مشاريع لدول أخرى وفي بلاد أخرى، ولكن الذي يرسم المنهجية لإعداد هذه المشاريع هم الذين يرعون إقتصاد العالم، ويتحكّمون بماله بنفطه وشيوخه، متسائلاً ماذا قدم هؤلاء الذين يتحدثون عن السيادة للبلد، فهم ليسوا من أخرج السوري من البلد كما يدّعون، بل إن أسيادهم هم الذين اتخذوا قرارات فرضت على السوري أن يعيد النظر في وجوده في لبنان، حتى اتخذ قرار الخروج منه، معتبراً أن البعض في لبنان يتباهون ببطولات وهمية ويرفعون شعارات لا يستطيعون أن يكونوا مصاديق لها.
ورأى النائب رعد أن المشروع التكفيري الذي نتصدى له قد آذن على الرحيل والإنتهاء، واليوم هناك إرباك واضطراب وشيء من القلق نتيجة أن ما كان يخطط له للمنطقة لم يتحقق كما أراد المخططون، وأن كل واحد تواطئ مع هذا المخطط ورتّب أموره ومصالحه عليه بدأ الآن يعيد النظر ويحضّر للأسوء ويراجع حساباته، فمن الطبيعي أن نشهد مثل هذا القلق وهذه التأرجحات فيما يصدر عن القوى السياسية في بلدنا والمنطقة.
وختم النائب رعد أن الأمر قد وصل إلى هذا المستوى لأن المقاومة جادة وقدمت التضحيات من أجل أن يسقط مشروع التمدد التكفيري إلى لبنان الذي أسقط كل من دعمه، وبقيت المقاومة وبقي لبنان محمياً بفضل جهوزيتها وجهوزية الجيش اللبناني الذي يتصدى لهؤلاء باللحم العاري ينتظر صفقات تسلّح بين الفنية والأخرى وبين الأسبوع الآخر.