برعاية بلدية بنت جبيل، وفي أجواء عيد المعلّم، أقام تجمع المعلمين في لبنان إحتفالاً تكريمياً للأساتذة المتقاعدين في مدينة بنت جبيل، وذلك في قاعة مدرسة جميل جابر بزي الرسمية في المدينة، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور حسن فضل الله، عضو قيادة منطقة الجنوب الأولى في حزب الله موسى عبد علي، رئيس بلدية بنت جبيل المنهدس عفيف بزي إلى جانب عدد من الفعاليات والشخصيات، وحشد من الأساتذة المكرمين.
وقد افتتح الحفل بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم والنشيد الوطني اللبناني.
ومن ثم ألقى النائب فضل الله كلمة أكد فيها أن بقاء لبنان الدولة والجغرافيا والوطن والمؤسسات والتماسك الداخلي والعيش الواحد والتنوّع مرهون لتضحيات المقاومة، وهذا البقاء مدين للقرار التاريخي الشجاع الذي اتخذه حزب الله بمنع إسقاط سوريا في يد التكفيريين التي لو سقطت لكان سيسقط لبنان في اليوم الثاني، وها نحن بعد أربع سنوات نرى أن المشهد من حولنا يتغيّر، فبعدما يأس أولئك الذين حاولوا إسقاط سوريا في يد المشروع التكفيري المتقاطع مع المشروعين الإسرائيلي والأميركي في المنطقة تغيّرت المعادلة التي كان سببها هذا القرار التاريخي، والثبات والصمود لسوريا جيشاً وجمهوراً على المستوى الشعبي، وتماسكاً لقيادتها وتحالفها مع ما نعرّفه بإسم محور المقاومة، مضيفاً أن لبنان سيبقى محمياً مادام فيه هذه المقاومة الجاهزة والحاضرة للدفاع عنه، وفيه جيش وطني بمستوى هذا الجيش الذي يقدّم تضحيات جسام رغم قلّة الإمكانات.
ولفت النائب فضل الله إلى أن التهديد كبير جداً وقرارنا أكبر بكثير بإسقاطه، فقرار المقاومة هو إجهاض هذا المشروع التكفيري سواء كان في سوريا أو في لبنان بمعزل عن التفاصيل الميدانية الكثيرة أياً كانت هذه التفاصيل في الصيف أو في الشتاء أو في الربيع أو في الخريف، ولأننا ننطلق من هذه الرؤية الوطنية المبنية على معرفة وعلم ودراية، قلنا للآخرين تعالوا لنتفق على إستراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب.
ودعا النائب فضل الله الجميع في لبنان إلى أن يتفقوا على استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب التكفيري من أجل حماية بلدنا، وإلى الإتفاق على ما يمكن أن نتفق عليه في القضايا الداخلية، فهم يرون جميعهم ما الذي يحدث في المنطقة وفي بلدنا، مشيراً إلى أنه وبعد أربع سنوات على الأزمة في سوريا سقطت الرهانات على التغيير الذي أرادوه فيها سواء كان على المستوى الدولي أو الإقليمي، معتبراً أن كثيرين في لبنان ممن كانوا يمنّون النفس بتغيير في سوريا لإحداث تغيير في لبنان، يدركون في قرارة أنفسهم أن هذا أصبح من الماضي، وهو وهم ولم يعد لديه أي قابلية للتحقق.
وأكد النائب فضل الله أننا ذهبنا إلى الحوار بروحية التوافق وبمرونة وبإيجابية وباستعداد للتفاهم والتلاقي على كل قضية يمكن لنا أن نتفاهم عليها لمصلحة البلد، فنحن أصحاب منهج الحوار، ومن يمتلك الحجة والبرهان والدليل والعقل والعلم، يذهب إلى الحوار وهو مطمئن وبقلب مفتوح وبيد ممدودة، آملاً من أن يتمكّن هذا الحوار الذي هو فرصة وحاجة وطنية من الوصول إلى النتائج المرجوة التي نريدها له، داعياً الجميع في لبنان إلى التفاهم مع المرشح الطبيعي الذي له حيثية ولديه مواصفات ليكون مرشح توافقي، حيث أن التفاهم معه يشكّل فرصة لإنجاز هذا الإستحقاق.
وفي مسألة سلسلة الرتب والرواتب أكد النائب فضل الله أن هذا الموضوع أنجز في المجلس النيابي على مستوى البنود الإصلاحية، وعلى مستوى توازن السلسلة بين نفقات وإيرادات وتأمين مصادر التمويل، وكدنا في الجلسة الأخيرة أو ما قبلها أن ننهي هذا الموضوع، لافتاً إلى أن الذي عطلها هو السياسة وليس المال ولا الإمكانات، ولا أحد يتذرع في لبنان بالإمكانات المالية إلاّ اذا كان هناك قطبة مخفية، لأن بعض مصادر التمويل تتعلق ببعض القطاعات التي لا يريد البعض المس بها، مشيراً إلى أن موقف حزب الله داخل اللجان المشتركة والهيئة العامة كان واضحاً وجلياً، وصوّتنا بقوة إلى جانب السلسلة، ولكنها تحتاج إلى أكثرية نيابية وإلى الكتل الأخرى.
وأضاف النائب فضل الله: الآن توجد فرصة أمام سلسلة الرتب والرواتب من خلال عودة التشريع إلى المجلس النيابي، وهي بند وحيد موجود على جلسة اللجان المشتركة يوم الثلاثاء، ونحن موقفنا واضح أننا إلى جانب هذه السلسلة، ولكن ما نخشاه أن يضيّعها البعض مرة أخرى في لعبة المزايدات من أجل أن يحمي بعض التكتلات الإقتصادية والمالية، أو لأنه لا يريد لمصادر التمويل التي تحققت أن يتم الإستفادة منها، ويتم التذرّع بأسباب أخرى واهية، معتبراً أن السلسلة لا تحتاج إلاّ لموقف واحد من كل الكتل يكون بموافقتها على ما اتفقنا عليه في الجلسات الماضية.
وأكد النائب فضل الله أننا سنذهب إلى جلسة الثلاثاء بموقف واضح وصريح، وبدعوة لأن تبت السلسلة بشكل سريع، وتكون على جدول أعمال أول جلسة تشريعية لمجلس النواب، معتبراً أن أي موقف آخر للكتل والنواب سيكون موقفاً سياسياً وليس تقنياً يتعلق بالبنود أو بالتمويل أو ما شاكل، لأن هذا الموضوع أُتفق عليه، فنحن سنسعى ونعمل لإنجاز هذه السلسلة التي هي حق للمعلمين والمعلمات وللموظفين والعسكريين، وهذا الحق هو على عاتق كل الدولة سواء كان المجلس النيابي أو الحكومة أو الكتل النيابية والقوى السياسية، ونتمنى أن ينجز هذا الأمر في أسرع وقت ممكن.
بدوره رئيس بلدية بنت جبيل المهندس عفيف بزي ألقى كلمة قال فيها: "في عيد المعلم الذي هو عيد صاحب أشرف وأنبل رسالة لا بد لنا من ذكر الشهداء الأبرار الذي يضيئون تاريخنا بعطاءاتهم وتضحياتهم، فهم معلِّمون بامتياز، ولقد علمونا كيف تكون التضحية بالنفس من أجل المبادئ والقيم والأرض والشعب والمقدسات، مشيراً إلى أن القلم لا يجد صعوبة في التحدث عن المعلم، ولكن الصعوبة تكمن في القدرة على الإحاطة بهذه الشخصية الإنسانية الإستثنائية بكل جوانبها الكثيرة جداً، فيحتار المتكلم في أي ناحية يخوض في غمار بحرها الواسع".
بدوره عضو قيادة منطقة الجنوب الأولى في حزب الله موسى عبد علي ألقى كلمة شدد فيها على ضرورة أن يلتفت المعلم إلى أن العطاء من قبله يجب أن يكون دون انتظار المقابل، وإلاّ سيفقد قيمته ويكون كعارض البضاعة في السوق مع ما يتخلل من مزايدات وعمليات العرض والطلب، فيظلم نفسه ويظلم العلم وتظلم الأجيال التي أؤتمن عليها، وفي المقابل على المجتمع بكل فئاته الإجتماعية والإقتصادية والسياسية أن يحفظ حق المعلم، ويحقق له شروط العيش اللائق والمناسب، إلاّ أن هذه العملية يجب أن لا تؤثر في اندفاعته الثورية وعلى الروحية الباذلة ما لديها في خدمة الأجيال، بل أن يسير الأمران في خطّين متوازيين.
وفي الختام وزّعت الدروع التقديرية على المعلمين والمعلمات.