أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أن كل من ارتكب حماقة في دعم القوى الإرهابية والتكفيرية هو اليوم يكتوي بنارها ويدفع أثمان أخطائه وحماقته، ووظيفتنا ليست أن نلملم نتائج الحماقات التي ارتكبوها، بل أن ندافع عن شعوبنا في كل هذه المناطق، ونحن سندافع عنهم أما هم فليتدبروا أنفسهم بعد كل ما فعلوه في المنطقة من فتح حدود وإعطاء سلاح وغير ذلك. وهم الذين كانوا يقولون في الإعلام إن العدو الأول هو إيران ويصنفون المقاومة بالإرهاب، وفي الحقيقة أن هذه الدول المأزومة والقلقة والخائفة التي اعتادت أن تعتمد على الولايات المتحدة لتدافع عنها، تجد نفسها اليوم في موقع أن أميركا ليست جاهزة للدفاع عنها، وهي تواجه خطراً صنعته بنفسها، حيث أن مشكلتها الحقيقية متمثلة في سياساتها وخياراتها، وفي التجنّي والظلم الذي مارستهما هذه الدول في حق المقاومة ونهجها وأبنائها، وهو أمر لن ننساه بهذه السهولة، فالجميع يعرف أننا لسنا حاقدين ولكننا لا ننسى. وأما الذين كانوا ينتظرون بالأشهر والأيام والساعات سقوط النظام في سوريا، فها هو النظام وبعد أربع سنوات لا يزال قوياً ومتيناً ومتماسكاً ويقوم بمبادرات هجومية في الجنوب وحلب وفي كل الأماكن، فيما العالم اليوم يفتش عن طريق ليأخذ ودّ السوريين وإن كان بقليل من الخجل في البداية ولكن شيئا فشيئاً سيعترف العالم بالحقيقة.
كلام السيد صفي الدين جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله في حسينية بلدة مجدل زون الجنوبية لمناسبة مرور أسبوع على استشهاد الأخ المجاهد زين سعيد رشيد، بحضور عضو كتلة التنمية والتحرير النائب عبد المجيد صالح، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله أحمد صفي الدين، إلى جانب عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة.
وأشار السيد صفي الدين إلى أن مشكلة هؤلاء في هذه المنطقة أن مكرهم يبور، فالمال قد ذهب والسلاح الذي أعطي للجماعات والمشاريع ذهب أيضاً، وكذلك كل غرف العمليات وآخرها غرفة العمليات في القنيطرة التي كان يشرف عليها ضابط إسرائيلي قتل فيها، إلى جانب ضابط من دولة عربية، وقد عجزوا عن تحقيق أهدافهم وانتقلوا من خيبة إلى أخرى ومن فشل إلى آخر، أما نحن فمن حقنا أن ندافع عن أنفسنا ومقاومتنا وننصر شعوبنا، في حين يتخبطون هم بحجج طائفية ومذهبية وعرقية واهية، وهم يعرفون أن خياراتهم السيئة هي التي أوصلتهم إلى العجز والفشل في العراق وسوريا واليمن،
ولفت السيد صفي الدين إلى أن كل ما يفعله حلفاء أميركا في المنطقة لا يجري دون إرادتها متسائلا عن جدوى تشكيل حلف إسلامي عربي أو قوات عسكرية إسلامية من أجل محاربة تنظيم داعش، فعلى كل دولة أن تقوم أولاً بالعبء الذي يقع عليها قبل أن تنشئ الأحلاف، لأنهم هم من أنشأ داعش والنصرة وغيرهما، وقدموا لهم السلاح والتسهيلات والمال وفتحوا الحدود أمامهم، مضيفا أن سياسات حلفاء أميركا في المنطقة وخياراتهم وأولوياتهم ومبالغتهم في معاداة المقاومة ومحورها، وتآمرهم على كل مقاومة وحق في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق واليمن وكل عالمنا العربي والإسلامي هي التي أوصلتهم إلى الحائط المسدود، فيما تركوا فلسطين من دون مغيث وتركوا الفلسطينيين جائعين كما يحصل في قطاع غزة، وهو أمر غير مقبول بالمنطق الإنساني والأخلاقي بغض النظر عن أي خيار سياسي.
وأكد السيد صفي الدين أن ليس لهذه الدول أي فضل في تحييد لبنان عن الخطر الذي تم صنعه لتدمير سوريا ولبنان وكل المنطقة، مشيراً إلى أن البعض يقول إن هناك توافقاً إقليمياً دولياً من أجل أن يكون لبنان محايداً، ونحن فرحون بنتيجة هذا التوافق بغض النظر إن كان ضمنيا أو فعليا، لكن النتيجة هي أن بلدنا يعيش حداً أدنى من الاستقرار المطلوب وليس لأحد فضل علينا في ذلك، فهذا الاستقرار حفظناه بدمائنا وشهدائنا ومقاومتنا وجيشنا وكل تضحياتنا، وبوعينا وحكمتنا ومعرفتنا في كيفية تكريس أولويات تحمي البلد والوطن.
وشدد السيد صفي الدين على أن قوة المقاومة هي التي أوصلت إسرائيل الى مرحلة الضعف، وبتنا اليوم في زمن المقاومة وانتصارها، بل إن تحديد مستقبل أوطاننا وبلداننا أصبح على إيقاع المقاومة ومجاهديها والشهداء ودمائهم، وإن كل ما يحصل اليوم في العالم يؤكد أن ما كنا نتحدث عنه في الماضي بات حقيقة وواقعاً، فما معنى أن نرى نتنياهو بهذا المشهد اليوم وهو رئيس حكومة للعدو الذي كان يمتلك منذ عشرين سنة مئتي رأس نووي، وهو كان ذو غطرسة وقوة مادية اعتمدتا على الدعم الأميركي المستمر بمليارات الدولارات والطائرات والأسلحة، في وقت كان العرب يصرخون وحكامهم يولولون أما اليوم فنرى رئيس حكومة العدو يبكي ويصرخ ويصيح أمام الكونغرس، وهذا بفعل قوة المقاومة ومقاوميها وشعبها، مشيرا إلى أنه لو لم يكن التهديد الذي يتحدث عنه نتيناهو حقيقة تهدد وجود ومستقبل كل كيانه، لما ذهب إلى الكونغرس وأدلى بما أدلى به، وذلك إنما يعني أن إسرائيل أصبحت في مرحلة الضعف، وهذا ضعف باتوا هم يعترفون به، إذ إن نتنياهو وإن كان هدفه تخويف الأميركيين، قال "إن الواقع تغير وإن الأمور تبدلت"، وهو أمر صحيح، فانظروا إلى الحال الذي وصلت إليه الأمور بين إسرائيل وأميركا من مشاكل وتبادل للتصريحات، كذلك حال حلفاء أميركا المنقسمة على نفسها أيضاً، باتوا يتراوحون بين قلق ومضطرب وخائف على مصيره.