إعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور حسن فضل الله أن الخلافات الموجودة اليوم بين اللبنانيين لا تعالج إلاّ بالحوار والتفاهم والتلاقي بينهم، ولذلك نحن سلكنا هذا المنهج ولا نزال، وننطلق بإيجابية للوصول إلى النتائج المرجوة منه التي هي مصلحة لكل اللبنانيين وليست لهذا الطرف أو ذاك، مؤكداً أننا مستمرون في هذا الحوار، ونشجع عليه بين الأفرقاء اللبنانيين للوصول إلى تفاهمات من أجل أن تنتظم مؤسساتنا الدستورية بما فيها إنتخاب رئيس للجمهورية، ولنتفق جميعاً على إدارة بلدنا بما يحفظ إستقراره وتطوره وشعبه، وهذا ما تعمل عليه المقاومة.
وخلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة بيت ليف لفقيدي الجهاد والمقاومة حمزة موسى بدّاح وأسامه سعيد بداح أكد النائب فضل الله أن بلدنا محمي اليوم بفضل تضحيات جيشه الذي يقدم شهداء ويدافع عن الحدود، وبفضل تضحيات المقاومة التي منعت أولئك التكفيريين من إسقاط سوريا والسيطرة عليها، وهذا بات معروفاً للجميع، إلاّ أولئك المكابرين الذين لا يريدون أن يروا الحقيقة التي هي واضحة وناصعة، مضيفاً أننا سنبقى متمسكين بهذا الموقف والخيار للدفاع عن بلدنا ولمنع هؤلاء التكفيريين من تحقيق أهدافهم التي لن يستطيعوا أن يحققوها ما دام في بلدنا هذا الجيش الوطني الذي يقاتل ويدافع رغم قلّة الإمكانيات، وما دامت روح هؤلاء المجاهدين موجودة، وعندها سيبقى بلدنا آمناً ومستقراً ومحمياً بفضل هذه التضحيات، فلا خوف على لبنان مادامت هذه المقاومة والإرادة موجودتان، مشدداً على ضرورة أن يلتقي ويتفاهم اللبنانيون جميعاً على كيفية حماية بلدهم انطلاقاً من معادلة تكامل الجيش مع المقاومة والشعب.
وأشار النائب فضل الله إلى أن الجماعات التكفيرية حيث تستطيع أن تقتل وتهجّر وتسبي وتدمر تفعل ذلك، وحيث لا تواجه تستبيح كل شيء وكل ما عداها ومن يخالفها الرأي، فلو تركت هذه الجماعات تسيطر على سوريا لكانت اليوم تتمدد في كل بلادنا هنا في لبنان كما تمددت في الكثير من المناطق التي ظنّت أنها بمنأى عن خطرها، معتبراً أنه لولا دماء شهدائنا وهذا القرار التاريخي بمواجهة هؤلاء قبل أن يتمددوا لكنّا اليوم نبحث عن بلدنا على صفحات العزاء في صحف وإذاعات وشاشات العالم كما يبحث الإيزيديون والآشوريون وإخواننا المسيحيين والسنة والدروز عن بلداتهم وتراثهم وتاريخهم بين الركام.
بدوره النائب أيوب حميّد أكد أننا على ثقة بأن المشروع التدميري في المنطقة يتجه نحو الأفول والإنهيار ليس من منطلق الأمان بل من خلال الواقع المحسوس والميداني الذي نشهده اليوم في العراق وسوريا، حيث يندحر هذا المشروع ويتراجع، مشيراً إلى أن ما أرادته إسرائيل في سوريا من قيامة لدويلات طائفية ومذهبية وجيش يقوم برسم حدود فصل معها ويكون في خدمتها كما أعلن وزير دفاعها بالأمس، وما أرادته أيضاً بعض الدول الإقليمية في مناطق أخرى إنما هو استكمال للسيناريو الكبير الذي هو تفتيت المنطقة.
واعتبر حميّد إلى أن ادعاءات الغرب بأنه سيقوم بمواجهة الإرهاب وسيسعى لذلك هي ادعاءات كاذبة، فالإرهاب هو صنيعته وقد عاش ونمى وتربى في أحضانه وأحضان الدول الداعمة للصهيونية ولإغتصاب حقنا في فلسطين والمقدسات، وإرهاب هذه الدول ليس عبثياً بل هو في سياق المخططات التي أرادت تدمير هذه الأمة وإلغاء تاريخها وخيراتها.
وأشار حميّد إلى أن ما حصل في لبنان على مستوى مواجهة المشروع التكفيري والتضحيات التي قدمت والشهداء الذين مضوا من أهلنا وأحبتنا وجيشنا وشعبنا إنما آتى كل ذلك أكله، وما يجري اليوم من تتبع لحلقات التآمر والتدمير والتخريب وما يكشف شيئاً فشيئاً مما كان يراد للبنان أن يقع به من أعمال التفجيرية ومساع حثيثة لاغتيال رموز وقيادات وطنية يدفعنا لأن نتفاءل بخير الوطن.
ورأى حميد أننا بدأنا في لبنان نتلمس الخيار الحقيقي للوصول إلى بر الأمان، وبالرغم من أن هناك تعطيلاً في عمل المجلس النيابي والحكومة وشغوراً في موقع الرئاسة الأولى وتهاوٍ متتابع ومأسوف عليه لإدارات الدولة، فإننا نرى أن بصيص الضوء يأتي من خلال هذا التضامن والتلاقي الوطني والألفة المستجدة التي تجمع المتناقضات على خير الوطن وعلى الإيجابيات التي يجب أن تكون لكل اللبنانيين لتحقيق الوئام والاستقرار الداخلي وهي فرصة لتجعلنا قادرين على أن نكون قدوة كلبنانيين للأمة جمعاء.