إعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض أن العمل على تبييض صفحة جبهة النصرة التكفيرية عبر الدعوة لإنفصالها شكلياً عن تنظيم القاعدة يُشكّل عودة إلى الرهانات القاتلة التي سيدفع ثمنها هؤلاء المراهنون على هذا الخيار، كما إن ذلك يكشف بوضوح حجم المأزق الذي تعاني منه الدول التي تغذي الصراع في سوريا وتلاشي خياراتها، بحيث لم يبق أمامها إلاّ التعاون مع إمتدادات تنظيم القاعدة.
وخلال احتفال تأبيني في بلدة كفركلا الجنوبية قال فياض: "إن التكفيريين من داعش وجبهة النصرة وكل المجموعات الأخرى إنما يلتقون بالخلفية العقائدية والفقهية وفي الأهداف البعيدة، ويلتقون في الممارسات الإجرامية نفسها وهذا هو الأخطر، وإن الفارق الوحيد بين النصرة وداعش في واقع الحال هو أن جبهة النصرة أكثر طواعية من داعش، متسائلاً هل يريد هؤلاء أن يقنعوا العالم أن جبهة النصرة هي أداة تحقيق الديمقراطية والإصلاح السياسي في سوريا، ففي الواقع لم يعد ثمّة من أقنعة في الصراع الدائر في سوريا، لأن ما يجري في حقيقته بات واضحاً وضوح الشمس، إنه صراع بين مشروع المقاومة بأبعاده التحريرية والتوحيدية ومشروع تحالف المذهبية والتكفيرية وأصدقاء أميركا وإسرائيل بأبعاده التفتيتية.
واعتبر فياض أن من يسعى لتشكيل إئتلافات أو تحالفات إقليمية ومذهبية إنما يدفع المشكلة القائمة إلى مستويات خطيرة تزيد من مخاطر التفتيت والشرذمة، ويزج المنطقة في آتون متفاقم من الإضطرابات، وإن هذه السياسة الغبيّة لا تفضي إلاّ إلى مزيد من الإنهاك والصراعات المفتوحة، في حين أن السياسة المسؤولة تستدعي فتح باب الحوارات والتفاهمات والحلول السياسية التي توفر مصالح الجميع وتعيد اللحمة إلى الأمة الواحدة.