أقام حزب الله حفل افتتاح نصب شهداء المقاومة الإسلامية في بلدة القليلة الجنوبية بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي بالإضافة إلى عوائل الشهداء وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من أهالي البلدة.
وقد ألقى النائب الموسوي كلمة جاء فيها:
إننا بشهدائنا الذين اختاروا درب الحياة لأهلهم كتبنا الإنتصارات فتغيّرت المسارات، ولم نعد نحن المحاصرين، ولم نعد نحن من تُعد لنا الأيام، بل المحاصر هو عدونا وخصمنا، وأيامه هي الآن معدودة، فكم من الذين كانوا يراهنون على وقف هذه المسيرة بالإغتيالات والتآمر والحملات السياسية وغيرها، إلا أننا وفي كل يوم بشهدائنا نؤكد أن مسيرتنا تولد على الدوام مع كل شهيد، فها هي وجوه الشهداء أمامنا، أجيال تسلّم الراية إلى أجيال، فلا تتعب ولا تنكفئ ولا تتراجع، وكل من يستلم الراية يسعى إلى رفعها أعلى فأعلى، وكل من يحمل السيف يتقدم به إلى الأمام راجياً تحقيق النصر الشامل الذي وعدنا الله به، ومن أوفى بعهده من الله.
بالأمس إستغل السفير الأميركي منبراً رسمياً ليخرق من خلاله معايير السلوك الدولي والأعراف الدبلوماسية، فشنّ حملةً على فئة سياسية مقاومة لبنانية يكيل لها الإتهامات، ونحن كنّا نأمل أن يثأر هذا السفير لرئيسه الذي أهين على منبر الكونغرس من رئيس حكومة دولة حليفة لهم يقدمون لها كل الدعم، ثم لا يلقون منها إلاّ عتواً واستكباراً، فما فعله السفير الأميركي بالأمس إنما يكرر ما فعله رئيس حكومة العدو الصهيوني حين اعتلى المنبر البرلماني في الولايات المتحدة الأميركية، وأساء إلى رئيس دولة كبرى، فهذا السفير حاول الإساءة إلى اللبنانيين بالإفتراء على بعضهم، وهنا نقول لقد بات لزاماً على هذا السفير الذي يتصرّف وكأنه في دولة بلا سيادة، أن يلتزم الأعراف والآداب الدبلوماسية، ففي هذه الدولة رجال لا يمكن لأحد أن يرفع ستر الحسناء فيها، وأمّا ادعاءه بأننا نملك قرار الموت والحياة، فنقول له إنه من حقنا أن نمتلك قرار الحياة، لأنك تفرض وحليفتك إسرائيل قرار الموت علينا، ومن حقنا وواجبنا أيضاً أن نحمل بأيدينا الحرة قرار الحياة للبنان واللبنانيين ولشعوب المنطقة، وقد أظهرنا للجميع أننا بدمائنا كتبنا حياة جديدة للبنان واللبنانيين ولشعوب المنطقة.
إن السفير الأميركي يتحدث عن خرق القرارات الدولية من قبلنا، ونحن بدورنا نسأله ألا ترى الطائرات الإسرائيلية تحلّق فوق سفارتك وهي تخرق السيادة اللبنانية، ألا تنظر إلى الإختراقات التي فاقت الخمسة عشر ألف حتى الآن منذ عام 2006، ألا ترى في السلوك الإسرائيلي العدواني إعتداءً على سيادة لبنان وخرقاً للقانون الدولي، وأما من ناحية إشارته إلى العملية المظفرة التي نفذتها المقاومة ضد قوات الإحتلال الإسرائيلي، فإن هذه العملية هي حق مشروع للمقاومة إتفق اللبنانيون جميعاً على هذا الحق، وضمّنوه في البيان الوزاري لهذه الحكومة التي تزاول الآن سدة الأحكام وتتولاها.
إننا لن نقبل تحت أي ظرف أن تحاول حكومة السفير الأميركي تكريس الإحتلال الإسرائيلي لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا وما تبقى من أراضٍ لبنانية، فالمقاومة ستواصل تحمّل مسؤولياتها وواجباتها الوطنية في العمل من أجل تحرير أراضينا المحتلة، ونسأل ماذا فعلت حكومته إزاء حليفتها إسرائيل التي تعتدي اليوم على 860 كلم من المنطقة الإقتصادية الخالصة التي فيها ثرواتنا الطبيعية من النفط والغاز، فإذا كان هذا السفير يزعم أنه صديق للبنان، فعليه أن يقدّم له ما يمكن أن يسمى عربون صداقة، وأن يعمل من أجل أن ترفع إسرائيل يدها عن الأراضي اللبنانية المحتلة وعن المنطقة الإقتصادية الخالصة.
إننا فخورون بأننا كنّا طليعة الإرادة اللبنانية في مقاومة العدو الصهيوني، ولو أردنا أن ننتظر القرارات والمساعدات الدولية لكان الإحتلال الإسرائيلي قد بسط سيطرته على لبنان بأكمله، واليوم لو كنّا ننتظر وقفة السفير الأميركي إلى جانب اللبنانيين لمواجهة العدو التكفيري لكان التكفيريون في كل مدينة وقرية لبنانية، واليوم يناقش اللبنانيون الخطر الممكن حدوثه بعد ذوبان الثلوج مع مطلع الربيع من شريط جردي ينتشر به آلاف المسلحين، ونسأل ماذا سيكون عليه الحال لو لم تتمكن المقاومة من تحرير شريط القرى والمدن السورية المتاخمة للحدود اللبنانية بالعمل معاً مع الجيش العربي السوري، فنحن بمواجهتنا المسلحين كتبنا قرار الحياة للبنان واللبنانيين، ولو انتظرنا هذا السفير أو غيره لكانت سكاكين التكفيريين تعمل في رقاب اللبنانيين.
إننا منذ أن انطلقنا كنّا على صوابية الخيارات التي اتخذناها، ففي البدء لامنا كثيرون حين وقفنا في وجه الإحتلال الإسرائيلي، وقالوا لنا كيف تقاوم العين المخرز، فأريناهم كيف ينتصر الدم على السيف، وانتصرنا في مواجهة العدو الإسرائيلي، ووقف اللبنانيون والعرب جميعاً وكل الشرفاء في هذا العالم في العام 2000 يصفقون لنا على الإنتصار الذي حققناه، واليوم ما تقوم به المقاومة من تصديها للتكفيريين جعل اللبنانيين جميعاً سواء من يؤيّد حزب الله أو من لا يؤيده يقولون بالعلن أو بين بعضهم البعض على اختلافهم من الطوائف اللبنانية جميعاً خاصة بعدما رأوا ما حصل في الرقة والحسكة والموصل، أنه لولا حزب الله ووقفته لكان بعض اللبنانيين أمواتاً الآن، وبعضهم الآخر حمل أمتعته ورحل إلى خارج هذا البلد.
وفي الختام أزاح النائب الموسوي الستارة عن النصب التذكاري لشهداء بلدة القليلة، ومن ثم أدت ثلة من المجاهدين قسم العهد والوفاء بالسير على نهج ودرب الشهداء.