كلمة عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي خلال احتفال تأبيني أقيم في نادي الإمام الصادق (ع) في مدينة صور، وقد جاء فيها:
إن مدينة صور التي تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، تشكل حصناً وسداً في وجه أي نموذج من النماذج العنصرية الإلغائية الإقصائية التي يأتي في طليعتها العدو الصهيوني، وما أفرزه العدو التكفيري، فالعدو الصهيوني يشكل نقيضاً لهذه المدينة، ولذلك كان من الطبيعي أن ينهض أبناؤها لمواجهة عدوانه عليها، وأن يبكروا في مواجهته، وأن يكونوا في عداد الطلائع الأولى لمقاومته، ومن الطبيعي أيضاً أن يكونوا في طليعة مواجهة العدو التكفيري، حيث إنهم قدموا من شبابهم من أعاد التاريخ إلى الراهن، حين فصل رأس أحد أبناء هذه المدينة عن جسده في مواجهة من اعتاد قتل الأنبياء وأوصيائهم الأئمة وأولادهم (ع(.
إن مدينة صور تؤكد على لسان جميع من فيها أنها ستواصل مقاومتها للعدو الصهيوني، وهي لا تعتقد أن انحساره إلى ما وراء حدود فلسطين المحتلة يغيّر من طبيعته، فهو كان محتلاً وما زال كذلك، ونحن في هذه المدينة جميعا وفي لبنان والمنطقة على اختلاف انتماءاتنا السياسية والدينية والحزبية، نفهم أن العدو الصهيوني لا يمكن أن يكون في أي مناسبة أو مرحلة حليفاً لأي عربي صميم ومسلم حقيقي، ونؤكد أن أي علاقة بين العدو وبين أي جهة أياً كان العنوان الذي تحمله أكان دينياً أو علمانياً أو عربياً أو إسلامياً تحوّل هذه الجهة إلى عميلة له، وإلى أداة لتنفيذ المشاريع التي يسعى العدو إلى تحقيقها بأيدي غيره، من دون أن يدفع أثماناً من دماء الشعب الصهيوني الذي يلتزم مسيرة العدوان والتوسّع على جواره، بل إن الاستكبار وصل فيه إلى حد إهانة حلفائه في عقر دارهم وفق ما رأينا بالأمس في خطاب رئيس حكومة العدو على منبر الكونغرس في موقف موجّه بهدف الإهانة ضد رئيس دولة تشهر علانية بأنها تقف بنسبة مئة بالمئة إلى جانب العدو الصهيوني.
إننا نحذر في هذه المرحلة من أن يتخذ أي أحد العدو الصهيوني حليفاً له، أو أن يتحدث عن جبهة تضم أطرافا عربية وتضم العدو الصهيوني، فهذه لن تكون جبهة عربية مهما كان من انتمى إليها، ومهما كان عددهم، بل ستكون جبهة لخدمة الأغراض الصهيونية، والعدو التكفيري بأدواته ومشاريعه وخططه يخدم المشروع الصهيوني، ويكفي دليلاً على ذلك أن ما يسمى بجبهة النصرة قد تحولت إلى جبهة نصرة للعدو الصهيوني، فبانتشارها على حدود الجولان تحوّلت إلى جيش لحد سوري يقوم بالمهمة التي كان يقوم بها جيش لحد الذي كان في لبنان، وإن جبهة النصرة أو أي جماعة تكفيرية أخرى سواء كان اسمها داعش أو أي شيء آخر، هي ليست منظمات إرهابية تشكل تهديداً للبنانيين والعرب والمسلمين فحسب، بل هي منظمات صهيوينة التحريك والأهداف والغايات، ولذلك ينبغي التعامل معها على أنها مجموعات تعرض الأمن اللبناني والصيغة اللبنانية للخطر، لا بل تعرض أمن المنطقة بأسرها لخطر التصدع والتفكك والتفتتت والاهتراء.
إننا ندعو البعض إلى أن لا يخطئوا في توجيه بوصلتهم، لأن الانتماء إلى جبهة أحد مكوّناتها العدو الصهيوني، والتحالف مع الجماعات والمنظمات التكفيرية لن ينفع أحدا، فمصلحتنا جميعاً في لبنان تكمن في التفتيش عن التفاهم الذي يصلّب وحدة الموقف الوطني حول ثوابت جرى إرساؤها من قبل. وعلى صعيد المنطقة فإن مصلحتها ومصلحة الشعوب العربية والإسلامية تكمن في تفاهم الدول العربية والإسلامية في ما بينها لتواجه العدو التكفيري الذي يتهددها وأصبح في عمق كثير من البلدان منها، وتكمن أيضا في التقارب في ما بينها والتحاور وإبرام اﻻتفاقات، فبالتأكيد إن أي اتفاق بين أي دولة عربية ودولة عربية أخرى هو أولى من الاتفاق ولو غير المعلن بين دولة عربية والعدو الصهيوني، والاتفاق بين دولة إسلامية وأي دولة إسلامية أخرى هو أولى وأسلم وأكثر مصلحة لكلاهما من اتفاق تعقده إحداهما مع العدو الصهيوني، ولذلك على الجميع أن يبذلوا الجهد من أجل ترسيخ الوحدات الوطنية والعربية والإسلامية توصلاً إلى إيجاد هذه الجبهة التي تضم الجميع في مكوناتها بهدف القضاء على الخطر الصهيوني والتكفيري.