برعاية معالي وزير الثقافة الأستاذ روني عريجي ولمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس منتدى الفكر والأدب في مدينة صور، وضمن فعاليات إحتفالية أيام صور الثقافية أقام منتدى الفكر والأدب إحتفالية مدينة صور وافتتاح معرض صور لشهدائها تحت عنوان "الشهداء أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر"، وذلك في قاعة الجامعة الإسلامية في مدينة صور بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب السيد نواف الموسوي، عضو كتلة التنمية والتحرير النائب عبد المجيد صالح، رئيس إتحاد بلديات قضاء صور عبد المحسن الحسيني، رئيس مصلحة الصحة في الجنوب الدكتور حسن علوية، رئيس منتدى الفكر والأدب الدكتور غسان فرّان، عوائل الشهداء، ممثلي عن بالإضافة إلى عدد من علماء الدين من مختلف الطوائف الدينية وفعاليات وشخصيات بلدية واختيارية وثقافية واجتماعية وتربوية وأدبية وحشد من أهالي المدينة.
وقبل البدء بفعاليات الحفل وضع النائب السيد نواف الموسوي والنائب عبد المجيد صالح، ورئيس إتحاد بلديات قضاء صور عبد المحسن الحسيني، ونائب رئيس بلدية صور صلاح صبراوي، وأمين سر جمعية التضامن صور الثقافية- الرياضة، ورئيس منتدى الفكر والأدب الدكتور غسان فران ونائبه الدكتور حسن علوية، ورئيس الجمعية الخيرية الإسلامية الدكتور خليل جودي، ورئيس جمعية حلاوي الخيرية الدكتور محمود حلاوي، وكوكبة من طلاب مدرسة الميادين الدولية أكاليلاً من الزهر أمام نصب شهداء مدينة صور على وقع عزف موسيقى كشافة الإمام المهدي (عج).
وبعدها أفتتح الحفل الذي قدّمه عضو الهيئة الإدارية لمنتدى الفكر والأدب الأستاذ أكرم جودي بالنشيد الوطني اللبناني.
ومن ثم ألقت السيدة ميرنا الزيات جودي كلمة بإسم منتدى الفكر والأدب أكدت فيها أن الشهداء هم ذاكرة الأرض التي بها نحيا ولأجلها نقاوم، ولذلك فإننا بإسم منتدى الفكر والأدب نطالب بإعلان مبادرة وطنية تبدأ من المدن والمناطق وضولاً إلى مساحة الوطن بأكمله وهي تتضمن تشكيل لجان على مستوى المدن والقرى لإحصاء وتوثيق كافة الشهداء في كافة المراحل بشكل دقيق وعلمي وبالتعاون مع كل أجهزة الدولة وخاصة دوائر النفوس، وإطلاق مشروع وطني شامل يتضمن رعاية عوائل الشهداء على المستويات كافة ومنها التربوية والصحية والعمل على تامين حياة كريمة لهم، وإعادة الإعتبار إلى عيد الشهداء باعتباره عيداً وطنياً شاملاً يحتفل به الوطن بشكل رسمي وشعبي دون أن يتناقض مع خصوصيات الشهداء كل في زمانه ومكانه.
بدوره مدير الجامعة الإسلامية-فرع صور الدكتور أنور ترحيني ألقى كلمة قال فيها: "إن أولى خطوات الإمام المغيب السيد موسى الصدر التي قام بها هي تأسيس المقاومة التي حمل لواءها دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري يداً بيد مع سماحة السيد حسن نصر الله، فاتبعت هذه المقاومة طريق الجهاد والشهادة، وقدّمت الكثير الكثير ومازالت تقدم والتاريخ يشهد، وكان لا بد من ثمن أن يدفع، فكانت الضريبة غالية، فانبرى الصوريون يقدمون أرواحهم فداءً للوطن، فرووا التراب بدمائهم الزكية التي انبتت نصراً كتب بحروف من دماء، فالمسيرة باقية ولن تتوقف، وقوافل الشهداء تصنع النصر، والرجال الرجال كموج البحر في حركة متجددة كحركة أبناء صور الذين قضى بعضهم على مذابح الشهادة.
ومن ثم ألقى النائب عبد المجيد صالح كلمة رأى فيها أن لا فرق بين الإرهاب التكفيري والإرهاب الإسرائيلي، فالإرهاب التكفيري يسابق الدولة العنصرية التي تفجّر الكنائس وتحرق المساجد في القدس وفي الضفة الغربية، مشيراً إلى أن التكفيريين يريدون اليوم أن يحرقوا الحضارة والأديان والمذاهب، وأن لا يبقى في هذا الوطن إلاّ مزيد من القهر والقتل والذبح وسفك الدماء واغتصاب كل حق من حقوق الإنسان.
ووجّه النائب صالح تحيّة إلى الشهداء الذين مضوا وقضوا على مذبح حرية الوطن من كل الطوائف والمذاهب والأحزاب خاصة في هذه اللحظة المصيرية التي يواجه فيها الجيش اللبناني التكفيريين بعمليات استباقية.
بدوره النائب نواف الموسوي ألقى كلمة قال فيها "إننا حين نلتقي في مدينة صور، لا نستطيع إلاّ أن نستحضر المقاومة، إذ إن هذه المدينة لم تكن إلاّ مدينة مقاومة في وجه الغزاة حسب التاريخ الذي كتب عنها، والمقاومة هي جزء من ميثاق الوفاق الوطني كما جاء في اتفاق الطائف، واليوم نؤكد أنها ليست جزءاً من الميثاق الوطني فحسب، بل هي حارسته وحامية للعيش الواحد، وهي من أخرج المحتل الإسرائيلي من لبنان، ومنعت تقسيمه ووقوعه تحت سيطرة الفكرة القائمة على دولة لأتباع دين أو مذهب واحد، ومن هنا كانت المقاومة في مواجهتها للمحتل الإسرائيلي أول من حمى هذا العيش الواحد في لبنان، وها هي اليوم تحمي الصيغة اللبنانية القائمة على التنوّع والتعدد من خلال هزيمتها للإرهاب التكفيري في سوريا".
ولفت النائب الموسوي إلى أن شوكة الإرهاب التكفيري الذي كان يهدد قبل عامين بالسيطرة على سوريا بأكملها، ثم الانطلاق إلى لبنان للقضاء عليه، قد انكسرت اليوم، مشيراً إلى أن "ما نواجهه اليوم هو حشرجات احتضار التكفيري في سوريا، وما كان هذا سيتم لو لم تقدم المقاومة في مواجهة التكفيريين شهداء ومجاهدين لا يزالون يرابطون اليوم على المحاور، ولذلك فإن المقاومة ليست جزءاً من الميثاق الوطني فحسب، بل هي جزء من الهوية الوطنية اللبنانية الوطنية التي تحميها بأبعادها العربية والإنسانية".
وتابع النائب الموسوي: إن الجيش اللبناني واجه بالأمس على نحو استباقي المجموعات التكفيرية التي كانت تهدد باختراق الأراضي اللبنانية، ونحن نسأل، هل ما زال لدى أحدٍ شك في أن الإرهاب التكفيري كان يهدد لبنان فعلاً وما زال. وتساءل: ماذا يقول البعض الذي ناقش في مسألة قتالنا للتكفيريين لأسباب شتى عن مواجهة الجيش اللبناني للتكفيريين، ولذلك فإننا ندعو الجميع إلى أن يكونوا صفاً واحداً وراء الجيش اللبناني في دفاعه عن الأراضي اللبنانية في مواجهة الهجمات التكفيرية، وإلى أن يعوا مخاطر العدوان التكفيري ما يمكّنهم من رؤية ما قامت به المقاومة في هذا المجال.
وحث الموسوي الجميع على تجاوز أزمة اتخاذ القرار في الحكومة الراهنة، وقال "إننا لذلك نشجّع على أي صيغة تؤدي إلى تجاوز الأزمة ما يمكّن الحكومة من العودة إلى اجتماعاتها واتخاذ القرارات التي تحمي لبنان وشعبه وثرواته"، مضيفا أنه "في هذا المجال، لم يعد يجوز السكوت عن الثروات اللبنانية المهددة بالمزاعم الإسرائيلية في المنطقة الاقتصادية الخالصة، بل لا بد من أن تتحرك الحكومة في المحافل الدولية ولا سيما في مجال القانون الدولي من أجل تثبيت حق لبنان في ما اغتصبه العدو من المنطقة الاقتصادية الخالصة بفعل توقيعه اتفاقية تحديد حدود منطقته مع قبرص".
ولفت إلى أنه من الواجب على الخارجية اللبنانية ووزارة العدل اللبنانية والإدارات المتصلة بمسألة التنقيب عن النفط والغاز التحرك لكي يظهروا للعالم أن ثمّة عدواناً قائماً على لبنان، إذ إن المجتمع الدولي لا يعرف حتى الآن أن لبنان معتدىً عليه بالمزاعم الإسرائيلية، مشيراً إلى أن على الحكومة أيضاً وقف التأخير غير المبرر في إصدار المرسومين المتعلقين بتحديد البلوكات في المنطقة الاقتصادية الخالصة وإصدار دفتر الشروط الذي يستقدم العروض المناسبة، وأن يبدأ التلزيم في المناطق الثلاث التي تقع على حدود المنطقة الاقتصادية لفلسطين المحتلة.
ونبّه الموسوي إلى أن التأخر في مباشرة التنقيب عن النفط والغاز يُعد تفريطاً مقصوداً أو غير مقصود بالحقوق اللبنانية، فكيف إذا كان اللبنانيون يحتاجون في ضائقتهم الاقتصادية والاجتماعية إلى هذا المورد لحل أزماتهم المتمادية ولا سيما لناحية تضخم الدين العام، ودعا "في إطار تعزيز المؤسسات الدستورية وإطلاق عملها إلى التعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية "يضمن لشريكنا المسيحي في الوطن حضوراً فاعلاً في صناعة القرار الوطني"، لكنه لفت إلى أن "انتخاب رئيس الجمهورية ليس عملية رقمية تعتمد على من يحضر أو من يغيب، بل هي قرار جريء بأن يُتاح للمسيحيين اختيار رئيس قوي يكون انتخابه رسالة منّا جميعاً في لبنان وفي هذا الشرق بأننا متمسكون ببقاء الوجود المسيحي فاعلاً، في مرحلة يجري فيها استئصال الجماعات التي يتكوّن منها مشرقنا على مئات وآلاف السنين التي مضت".
ودعا الموسوي المعنيين إلى "الاستماع إلى رأي الأكثرية المسيحية التي حددت خيارها بالاسم ووافقناها على خيارها، وأعلنّا ونعلن استعدادنا للمضي في هذا الخيار، لا أن تبقى لعبة انتظار أرقام لن تؤدي سوى إلى الإتيان بمن قد جربناه من قبل وممن لا حول له ولا قوة، بل يكون مستتبعاً لهذا الفريق السياسي أو ذاك، أو لدولة عربية شقيقة كانت أو غربية أجنبية".
وأضاف: إن الرئيس الذي يحتاجه لبنان هو الرئيس المسيحي القوي، وهذا ما يحتاجه الشرق العربي الذي ليس فيه رئيس مسيحي واحد، ولذلك فإن من يعطّل الانتخابات الآن هو من يمنع وصول الرئيس القوي من خلال تحكّمه بأعداد نيابية حصل عليها عن طريق قانون انتخاب لا يعبّر بصدق عن إرادة الناخب اللبناني بحسب انتماءاته الطائفية والحزبية والسياسية.
وتوجه النائب الموسوي بالتحية إلى "منتدى الفكر والأدب والأصدقاء كافة على ما يبدونه من حيوية تُحرّك المجال الثقافي والسياسي في مدينة صور التي نريدها أن تكون عاصمة ثانية أو ثالثة للبنان، إذ بات يجب أن ينتهي الزمان الذي يعتبر أن المنطقة الممتدة من صيدا إلى الناقورة ليست من لبنان، وقد اطلعنا على مشاريع خطط في البنى التحتية تستثني هذه المنطقة من صيدا وصولاً إلى الناقورة"، وأضاف أن "هذه المنطقة هي من لبنان ورئته ودرعه وعنوان حريته، وعلى المعنيين بالقرار اللبناني أن يلتفتوا إلى هذه المنطقة في إنمائها، فلا تظل مهجّرة لشبابها في المغتربات أو حول العاصمة بيروت".
ومن ثم قدم كورال مدرسة الميادين أناشيد وطنية تحت عنوان "أناشيد حب للوطن، للإنسان وللحرية"، قبل أن يتم افتتاح معرض صور شهداء مدينة صور الذي جال الحضور في أروقته، حيث استعرض لهم رئيس منتدى الفكر والأدب الدكتور غسان فراّن القصص والتفاصيل حول حياة الشهداء.